سياحة صحراوية: جملة من الإجراءات والتدابير لتحسين الخدمات بتمنراست

سياحة صحراوية: جملة من الإجراءات والتدابير لتحسين الخدمات بتمنراست

تمنراست –  إتخذت مديرية السياحة والصناعة التقليدية بولاية تمنراست جملة من التدابير والإجراءات لترقية وتحسين نوعية الخدمات المقدمة للزوار الوافدين في إطار موسم السياحة الصحراوية الذي انطلق نهاية الأسبوع المنصرم ليستمر إلى غاية أبريل من السنة المقبلة.

وتتجلى هذه الإجراءات والتدابير التي شرعت في تجسيدها مديرية القطاع بالتنسيق مع مختلف الشركاء والمتعاملين الاقتصاديين بالولاية، في عدة نشاطات تتعلق بتهيئة المواقع السياحية وبإعداد كل المستلزمات اللوجستية والبشرية لتأطير الرحلات السياحية والجولات المبرمجة عبر مختلف المسالك السياحية بمنطقة الأهقار التي تعد منطقة جذب سياحي بامتياز للراغبين في التمتع بمناظرها الطبيعية واستكشاف ما تزخر به من تراث ثقافي وحضاري، كما أوضح مدير القطاع حسين عوتي.

وفي هذا الصدد، أشار إلى أن مصالحه بادرت بتنظيم حملة واسعة لتنظيف المسالك السياحية منذ نهاية شهر سبتمبر الماضي وعرفت مشاركة واسعة من المتطوعين الذين يمثلون مختلف القطاعات وفعاليات المجتمع المدني، حيث استهدفت بالدرجة الأولى عدة مواقع ومسالك سياحية.

وأشار في هذا الصدد الى استفادة المتعاملين السياحيين بالولاية  من شروحات حول إجراءات الحصول على تأشيرة التسوية من خلال تبليغ الوكالات التي تحصيها الولاية والمقدر عددها بـ 94 وكالة سياحية.

من جهتهم، يرى أصحاب الوكالات السياحية بالمنطقة بأن إجراء تأشيرة التسوية يعكس الإرادة الكبيرة للسلطات العليا للبلاد في تطوير السياحة الصحراوية.

ويقول في هذا الشأن عبد القادر رقاقدة صاحب وكالة اسلان السياحية ” بأن زيادة أعداد السياح بالمناطق الصحراوية من خلال هذا الإجراء سيساهم لامحالة في دعم الحركية الاقتصادية من خلال استحداث فرص عمل جديدة لفائدة السكان من مختلف الفئات”.

ومن جانبه ذكر أحمد حمداوي صاحب وكالة  تاكوبا بأن المتعاملين السياحيين بالمنطقة ومع اقتراب كل موسم سياحي يعكفون على تحضير كل الجوانب المتعلقة بسريان الجولات السياحية ، من خلال إعادة مراجعة وصيانة الحالة التقنية للمركبات وتحفيز العنصر البشري المتمثل في المرشدين والطباخين وغيرهم من الشركاء على غرار مربي الإبل ، على ضرورة تقديم أحسن الخدمات والتسويق الأمثل لأحسن صورة عن المنطقة.

وفي سياق ذي صلة شدد ذات المتحدث على أهمية التكوين في مختلف المجالات لفائدة العاملين في قطاع السياحة.

كما يرى مسير مخيم ” التوارق ” الواقع بحي ادريان محمد مهيري بأن هذا الأخير تم تحضيره وتهيئة مختلف أجنحته لاستقبال السياح من أجل تقديم خدمات راقية تعكس الاحترافية الكبيرة في مجال الاستقبال السياحي.

 

   — إعتماد مسارات سياحية متنوعة بالأهقار —

 

تم اعتماد مسارات سياحية متنوعة، تزاوج بين المناظر الطبيعية الساحرة على غرار سلاسل الجبال الشاهقة التي تداعبها أشعة الشمس والمواقع الأثرية والنقوش والرسومات الصخرية التي تعود إلى آلاف السنين إلى جانب كثبان الرمال الذهبية.

ومن بين هذه المسالك السياحية التي تضم شواهد ومناظر طبيعية وتستقطب أكبر عدد من السياح،  مسلك ”الأتاكور” ومنطقتي ”تانقط” و ”تمكرست” ومنطقة ”الطاسيلي هقار” ومسار ”التفدست” وجبال “الأسكرام” الواقعة على نحو 80 كلم من مقر الولاية وعلى ارتفاع يقارب 2800 متر عن سطح البحر، والتي تمنح لزائريها فرصة مشاهدة أجمل شروق وغروب للشمس في العالم، بالإضافة إلى ”هضبة الأتاكور” الشاسعة التي توجد بها فوهة “أهران” البركانية الضخمة التي تعد واحدة من المعالم الطبيعية الخلابة التي تتوفر على مشاهد بانورامية رائعة.

كما تتخلل هذه المرتفعات مواقع طبيعية تتدفق المياه من أعلى صخورها كمنبع الماء المعدني “تاهابورت” إضافة إلى شلالات”إيملاولاون” و”إسيقراسن” و”تامركرست” ووادي “أفيلال”.

ومن جهة أخرى، تشكل منطقة التوسع السياحي الجديدة مدخل مدينة تمنراست مكسبا استثماريا هاما سيساهم لامحالة في ترقية الهياكل السياحية وتدعيم الخدمات السياحية لتستجيب لتطلعات الزوار والسياح الوافدين إلى المنطقة.

وستضمن هذه المنطقة التي تلغ مساحتها 450 هكتار إقامة مشاريع من شأنها تعزيز الهياكل الفندقية وزيادة قدرات الاستقبال بالولاية التي تحصي حاليا 17 مؤسسة فندقية من بينها 7 فنادق و 10 مخيمات بسعة إجمالية تقدر 1146 سرير.

تتميز ولاية تمنراست بتنوع الصناعة التقليدية لاسيما صناعة الحلي التقليدية التي تشكل تراثا يعكس ذلك الرصيد الثقافي الثري الذي تزخر به المنطقة، وهي تتميز بأشكالها المتنوعة التي تبدع فيها أنامل كبار الحرفيين الصائغين. ومن أهم الحلي التارقية، أقراط الآذان “تيزاباتين” والخلخال “إهبقان” والخواتم “تسغين”.

كما تحترف نساء الأهقار غالبا صناعة الجلود لتوفير لوازم الحياة اليومية وهي تتميز بكونها أكثر تنوعا وثراء، ومن أهم منتجاتها “الخيم” والحافظات الجلدية أو ما يسمى بـ “أغرقان” وهي عبارة عن أكياس لحفظ الطعام ومختلف المستلزمات.