سياحة صحراوية: الخط الجوي باريس/جانت … خطوة لترقية السياحة الصحراوية بالجنوب الكبير

سياحة صحراوية: الخط الجوي باريس/جانت ... خطوة لترقية السياحة الصحراوية بالجنوب الكبير

جانت – يشهد موسم السياحة الصحراوية بولاية جانت حركية كبيرة خصوصا بعد فتح الخط الجوي باريس (فرنسا)- جانت (جنوب الجزائر) تنفيذا لقرار السلطات العليا في البلاد والذي يعد إضافة هامة في مسار ترقية السياحة بالجنوب الكبير، كما أجمع عليه متعاملون في قطاع السياحة والصناعة التقليدية.

وتأتي هذه الخطوة ضمن الجهود الرامية إلى إعطاء دفع جديد للسياحة الصحراوية والترويج لها من خلال تعزيز مكانتها ضمن الخريطة السياحية العالمية من خلال تلبية تطلعات السياح من الأجانب أو الوطنيين الراغبين في السفر إلى عروس الطاسيلي وجنوب الجزائر عموما.

وساهم الخط الجوي الأسبوعي المباشر باريس/جانت الذي فتح خلال موسم السياحة الصحراوية الفارط في تفعيل حركية النشاط السياحي بالجنوب الكبير، وذلك ما تؤكده الزيادة في عدد السياح الوافدين إلى جانت والولايات المجاورة، خاصة مع توفر هذه الولاية الفتية على مقومات سياحية هائلة تؤهلها لأن تكون رائدة في مجال السياحة الصحراوية بالإضافة إلى الوجهات المفضلة الأخرى بالجنوب الكبير.

كما تعد إجراءات تأشيرة التسوية فور وصول السياح الأجانب إلى المطارات والمعابر الحدودية التي أقرتها الدولة الجزائرية لدعم السياحة الصحراوية عاملا مرافقا للخط الجوي، حيث يسمح هذا الإجراء للسياح بالاستفادة من خدمات الشباك الموحد والذي ساهم بشكل كبير في تسهيل وصول السياح إلى مناطق الجذب السياحي بالجنوب الكبير، إذ تم توحيد جميع الخدمات والإجراءات المتعلقة بهذه العملية في هيكل واحد عكس ما كان معمولا به سابقا.

وفي هذا الصدد، ثمن مدير وكالة “تاكوبا للسياحة والأسفار” بولاية تمنراست، حمداوي أحمد، في تصريح لوأج هذه المبادرة “النوعية” التي تساهم – حسبه- في تعزيز السياحة الصحراوية، معتبرا هذه الرحلات المباشرة فرصة هامة لاستقطاب السياح الأجانب لولايات جانت وتمنراست والجنوب الجزائري عموما. 

وأبرز السيد حمداوي بالمناسبة أهمية ترقية صناعة سياحية “حقيقية” بفضل القدرات السياحية الفريدة من نوعها التي يزخر بها الجنوب الكبير، مقترحا في هذا الشأن توسيع هذا النوع من الرحلات الجوية لتشمل عواصم أوروبية ومدن أخرى بجنوب الجزائر.

ومن جهته، يرى صاحب وكالة السياحة والأسفار “تينيري” بولاية جانت، محمد خيراني، أن الخط الجوي المباشر باريس/جانت ساهم بشكل كبير في تعزيز قطاع السياحة بالمنطقة، حيث يتيح للسياح الوصول مباشرة إلى الجنوب الكبير دون الحاجة إلى تغيير الرحلات.

وأكد أن هذه الخطوة تفتح آفاقا واعدة لتطوير السياحة بالجنوب، خاصة في ظل التوجهات الحالية لتنويع مصادر الاقتصاد الوطني خارج قطاع المحروقات.

وأبرز السيد خيراني أيضا الأهمية المحورية والاستراتيجية لهذا الخط الجوي المباشر، حيث ستستفيد منه أيضا عدة ولايات بالجنوب الكبير على غرار تمنراست وإيليزي.

 

                 — نتائج تجارية “مشجعة” للخط الجوي المباشر باريس/جانت —

 

وحقق الخط الجوي المباشر باريس/جانت نتائج تجارية “مشجعة”، مما يتيح إمكانية تدعيمه بخطوط جوية جديدة نحو مدن فرنسية وجزائرية أخرى بالجنوب الكبير.

وأوضح رئيس القسم التجاري بالخطوط الجوية الجزائرية، ياسين عمير، لوأج أن النتائج التجارية التي حققها خط باريس/جانت خلال الموسم السياحي الماضي “تشجع الشركة على الاستمرار في خدماته للموسم الثاني على التوالي، الأمر الذي سيسمح بتعزيز السياحة الصحراوية بالجنوب الجزائري والتعريف بمختلف مدن جنوب البلاد”.

ومن جهته، قال مدير الاتصال بالخطوط الجوية الجزائرية، أمين أندلسي، لدى استقبال أول رحلة للسياح الأجانب نحو جانت أنه يرتقب تدعيم هذا الخط بخطوط أخرى مستقبلا .

وأشار السيد أندلسي الى أن الخطوط الجوية الجزائرية تهدف من خلال إدراج تلك الخطوط الجوية المباشرة إلى المساهمة في ترقية السياحة الصحراوية من خلال ضمان استقطاب أكبر عدد من السياح الأجانب خاصة أن مدينة جانت أصبحت وجهة مفضلة للسياح. 

وأعرب سياح أجانب من مختلف الجنسيات في انطباعات رصدتها وأج بشوارع مدينة جانت عن سعادتهم لزيارة هذه المنطقة عبر الخط المباشر باريس/جانت، والذي خفف عنهم عناء السفر والتنقل بين الرحلات للوصول إلى عاصمة الطاسيلي.

وأكدوا أن هذه الجولات السياحية تسمح لهم بالتعرف على عادات وتقاليد السكان والاستمتاع بما يزخر به الجنوب الجزائري من قدرات سياحية هائلة من بينها المناظر الطبيعية الخلابة، سيما وأن صحراء جانت قد صنفت واحدة من أفضل الوجهات السياحية عالميا التي ينصح بزيارتها.

وكانت ولاية جانت قد سجلت توافد ما لا يقل عن 5.335 سائحا أجنبيا من 37 جنسية مختلفة، وأكثر من 21.000 آخرا وطنيا الذين تدفقوا على مختلف المناطق السياحية والمواقع الأثرية بالولاية خلال موسم السياحة الصحراوية 2023/2022 ، حيث يشهد توافد السياح الأجانب إلى المنطقة منحى تصاعديا من سنة إلى أخرى، حسب معطيات مديرية السياحة والصناعة التقليدية.