سوريا: تواصل التنديد بالهجوم التركي شمال سوريا في ظل نزوح الالاف هروبا من نيران القصف

سوريا: تواصل التنديد بالهجوم التركي شمال سوريا في ظل نزوح الالاف هروبا من نيران القصف - الجزائر
سوريا: تواصل التنديد بالهجوم التركي شمال سوريا في ظل نزوح الالاف هروبا من نيران القصف

الجزائر – تتواصل ردود الفعل الدولية المنددة بالهجوم التركي العسكري شمال-شرق سوريا ضد وحدات حماية الشعب الكردي السوري  تحت مسمى عملية “نبع السلام”، وهو ما تسبب في نزوح آلاف المدنيين العزل هربا من القصف المدفعي الذي طال عدة مدن وقرى على طول الشريط الحدودي.

وقد أعلنت الأمم المتحدة اليوم الأحد أن أكثر من 130 ألف شخص فروا من “تل أبيض” و”رأس العين”،هربا من القصف المدفعي،ناهيك عن نزوح 100 الف شخص امس. وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك  “العملية التركية يجب أن تتقيد بالقانون الدولي”، مؤكدا أنه يجب حماية المدنيين من هذه العملية.

وكان قد أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الأربعاء الماضي عن بدء معركة “نبع السلام” التركية شرق الفرات شمال سوريا ضد، كما قال، تنظيمي حزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا و”داعش” الإرهابي في شمال سوريا”، مؤكدا أن هدف هذه العملية يتمثل في “القضاء على الممر الإرهابي المراد إنشاؤه قرب حدودنا الجنوبية، وإحلال السلام في تلك المناطق” على حد قوله.


إقرأ أيضا: تطورات الوضع في سوريا: الجزائر تجدد رفضها “القاطع” المساس بسيادة الدول  


        

== تحذيرات دولية من تداعيات هجوم تركي على شمال سوريا ==

 

بعد إعلان واشنطن سحب جنودها من شمال سوريا حذر الاتحاد الأوروبي من قيام تركيا بأي عملية عسكرية ضد الأكراد في شمال سوريا، بينما دعت الأمم المتحدة إلى حماية المدنيين من عمل عسكري تركي ومنع وقوع انتهاكات أو موجات نزوح عارمة.

وحذر الاتحاد الأوروبي، الاثنين، من أي عملية تركية ضد قوات يقودها الأكراد في شمال سوريا، وذلك بعد قرار أمريكي مفاجئ بسحب قوات من المنطقة، مضيفا في بيان صحفي أنه “في الوقت الذي نعترف فيه بمخاوف تركيا المشروعة، فإن الاتحاد الأوروبي قال منذ البداية إنه لن يتم التوصل إلى وضع مستدام بالوسائل العسكرية”.

من جهتها، حذرت الحكومة الألمانية تركيا من شن هجوم عسكري في شمال سوريا، قائلة على لسان أولريكه ديمر نائبة المتحدث الرسمي باسم الحكومة في برلين، “مثل هذا التدخل العسكري سيؤدي كذلك إلى تصعيد آخر في سوريا”.

ويذكر ان تركيا قالت انها “ستنتظر على الأرجح انسحاب القوات الأمريكية من منطقة في شمال سوريا للقيام بعملية عسكرية فيها قبل أن تبدأ الهجوم”، مضيفة، أن الانسحاب الأمريكي من منطقة العمليات المزمعة قد يستغرق أسبوعا وأن “أنقرة ستنتظر ذلك على الأرجح لتجنب “أي حوادث”.

من جهتها، قالت قوات سوريا الديمقراطية إن التصريحات الصادرة عن الولايات المتحدة ،الاثنين بعدم تدخل القوات الأمريكية في عملية تركية بشمال سوريا كانت “طعنا بالظهر” للقوات التي يقودها الأكراد، وقال كينو جبريل المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية في مقابلة مع تلفزيون الحدث “كانت هناك تطمينات من قبل الولايات المتحدة الأمريكية بعدم السماح بالقيام بأي عمليات عسكرية تركية ضد المنطقة”، مضيفا  أن قوات سوريا الديمقراطية التزمت التزاما “كاملا” باتفاق على “آلية أمنية” للمنطقة الحدودية كانت الولايات المتحدة ضامنة له.

ومن جانبه أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن أكراد سوريا حصلوا على كميات هائلة من الأموال والعتاد مقابل مشاركتهم مع الولايات المتحدة في محاربة تنظيم “داعش” ودعا تركيا والأكراد وغيرهما إلى حل خلافاتهم معا بعد سحب القوات الأمريكية من المنطقة.

من جانب روسيا، قال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين الاثنين إنه ينبغي الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وذلك بعدما أعلنت الولايات المتحدة سحب قوات من شمال شرق سوريا،مضيفا ، أن موسكو تعلم أن تركيا تشاطرها نفس الموقف إزاء وحدة الأراضي السورية.


إقرأ أيضا: تنديد دولي واسع بالتدخل التركي في سوريا وتحذير من احتمال إعادة بعث نشاط الجماعات الإرهابية 


        

         == الأعضاء الأوروبيون في مجلس الأمن يطالبون بوقف الهجوم التركي ==

 

وامام هذا التطور المفاجئ للاحداث، طالب الأعضاء الخمسة الأوروبيون في مجلس الأمن الدولي تركيا ب”وقف عملها العسكري الأحادي الجانب” في سوريا، وذلك إثر اجتماع طارىء ومغلق، حيث قال دبلوماسيون إن الدول الأوروبية الخمس، فرنسا وألمانيا وبلجيكا وبريطانيا وبولندا، لم تنجح حتى الآن في دفع جميع أعضاء المجلس للانضمام الى بيانها الذي يؤكد “القلق البالغ” لدى الأوروبيين حيال الهجوم التركي، ولكن من دون التنديد به.

وقال وزير الخارجية الفرنسية جان-إيف لو دريان إن باريس طلبت اجتماعاً طارئاً للتحالف الدولي ضدّ تنظيم الدولة الإسبانية، بحسب ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية (فرانس برس).

في ذات السياق دعا الأمين العام لمنظمة حلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، الخميس، الدول الأعضاء في الحلف، وبينها تركيا، الى “رص الصفوف ضد عدونا المشترك”، تنظيم الدولة الإسلامية.

وبدوره، أبدى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، “قلقه البالغ” مع استمرار الهجوم التركي على المقاتلين الأكراد في شمال شرق سوريا، قائلا: “أعبر عن قلقي البالغ حيال ما نشهده من تصاعد للنزاعات و أن أيّ حل في سوريا يكون باحترام سيادة (البلد) ووحدته”.

و ردا على الانتقادات الأوروبية للهجوم التركي الجاري حاليا في شمال شرق سوريا،هدد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الخميس بفتح أبواب أوروبا أمام ملايين اللاجئين وقال إردوغان في خطاب ألقاه في أنقرة “أيها الاتحاد الأوروبي، تذكر: أقولها مرة جديدة، إذا حاولتم تقديم عمليتنا على انها اجتياح، فسنفتح الأبواب ونرسل لكم 3،6 مليون مهاجر”.

 

اقرأ المزيد