الدبلوماسية الجزائرية قوية وناجحة وأعطت صورة جيدة في الخارج.
سنخصص للجزائر جناح خاص بتاريخها وتاريخ علاقاتنا بالمتحف الوطني للأداب • الشعب الجزائري مثقف وواعي ويعي قيمة بلاده جيدًا الجزائر لا تتنازل ولا تتراجع في سياستها الخارجية. • الجزائر بلد جنة لديها إمكانيات لو تستغلها ستتفوق على إسبانيا وتركيا سياحيًا. حاوره : الطاهر سهايلية- حظيت” البلاد” بإستقبال مميز من سفير دولة اذربيجان”ماهـــر علييـــف”، في مكتبه الخاص، حيث خصها بحوار روى فيه تجربته و سنواته التي قضاها بالجزائر كسفير لبلاده قبل ان تنتهي مهامه . بداية سعادة السفير نشكرك على قبول الدعوة.. • ما هي أخر مستجدات العلاقات الثنائية بين البلدين في شتى المجالات؟ إن الجزائر وأذربيجان تجمعهما علاقات تاريخية، تمتد جذورها منذ تشكل حركات عدم الانحياز، والجزائر لعبت دورًا كبيرًا في تطوير وتشكيل هذه الحركات. علاقاتنا بالجزائر في تطور مستمر حيث وقعنا عدة اتفاقيات خاصة في مجال القضاء أخرها كانت زيارة متبادلة بين وزيري البلدين، بالإضافة إلى مجال التعليم العالي حيث قامت لجنة أكاديمية بزيارة للجزائر ووقعت اتفاقية مع الأكاديمية الجزائرية، كذلك كانت هناك زيارة لوزير الطاقة، إلتقى خلالها بنظيره الجزائري وناقشنا عدة ملفات في المجال، كما ان هناك إتفاقيات ستعقد قريبًا في مجال العلوم والزراعة والصناعة وهو مجال مهم جدًا بالنسبة لنا، كما لا ننسى التعاون الثقافي، وبهذه المناسبة أذكرك بانه قد تم تخصيص جناح خاص بتاريخ حركة التحرر الجزائرية، وتاريخ علاقاتنا في المتحف الوطني للأداب بعاصمة البلد وبدأنا في ترتيب ذلك منذ أيام، لكننا تأخرنا عن الموعد الرسمي، فقط نظرًا للظروف التي تمر بها البلدين، وفي نفس الوقت لسنا مستعجلين في هذا الجانب، لأنه قد حسم. إلى هذا كله يوجد هناك اتفاقيات في مجال الشؤون الدينية وكذا المجال الرياضي، حيث شارك وفد رياضي جزائري متكون من 108 مشارك في أولمبياد الدول الإسلامية التي استضافتها بلدنا وكان رئيس اللجنة الأولمبية مصطفى بيراف، انذاك على رأس الوفد، وهنا أريد أن أشير إلى أن الوفد الجزائري كان من أكبر الوفود الرياضية في الدورة، بالإضافة إلى زيارة وفد رياضي متكون من 3 عناصر تترواح أعمارهم ما بين 14-15 سنة متخصص في رياضة الجمبار. وهناك أيضا عدة إتفاقيات بين البلدين تبقى قيد الدراسة. • ماذا عن المجال الدبلوماسي؟ إن العلاقات الدبلوماسية شهدت تطورًا كبيرًا، خاصة بعدما تم الإتفاق على نزع التأشيرة من جوازات السفر الدبلوماسية، وكذا التوقيع على إتفاقية في المجال البرلماني، حيث تم تشكيل لجنة برلمانية للصداقة بين البلدين، وهذا يدخل في إطار الدبلوماسية البرلمانية، تمخض حول هذا الإتفاق زيارة كل من نائب رئيس البرلمان ورئيسة مجلس التعاون الخارجي لمجلس الأمة لأذربيجان. • هل تتواصلون مع السفير الجزائر بأذربيجان للتنسيق في القضايا ذات الإهتمام المشترك؟ تقصد القائم بالأعمال بالسفارة الجزائرية بأذربيجان، السيد “عباس بموساط”. نعم…. بالطبع أنا في إتصال مباشر معه، انه شخصية مهمة جدًا بالنسبة لنا خاصة في تلك القضايا ذات الإهتمام المشترك. في الحقيقة إنه رجل دبلوماسي مثقف ونشيط ويعمل ما بوسعه لتطوير وتعزيز العلاقات الثنائية، وتنشيط حركة التعاملات بين البلدين. • ما تقييمك للسياسة الخارجية الجزائرية؟ لا يخفي عليك الدبلوماسية الجزائرية واضحة المعالم، وذات وجه أبيض وغير متلون كما نشاهد على العديد من الدول الاخرى، تابعناها في الكثير من القضايا الدولية على غرار ما يحدث في الشرق الأوسط، مواقفها الدولية ثابتة، ودبلوماسيتها قوية وناجحة، حين تقرر تمضي بدون رجوع ولا تنازل. وبالتالي فهي ترن ثم تعمل. لديكم وزارات جيدة، خاصة وزارة الخارجية، وزارة قوية جدًا مقارنة مع وزارات دول أخرى، موظفوها مثقفين ونشيطيين جدًا ومعاملتهم بسيطة، وأخلاقهم عالية، وهذا ما أعجبني، لأن الموظف في الخارجية هو الذي يمثل صورة البلد بالنسبة للخارج، لذا وجب عليه المحافظة على سمعة بلده، وهذا ما إلتمسناه في الجزائر. الجميل في كل هذا أن هناك دولة وذات مؤسسات قوية ومستقرة ومحافظة على مكتسباتها الثورية. ومن خلال حديثك عن الخارجية أود أن أوجه لهم خالص شكري وإمتناني، على تعاملها معنا لأنها لا تتردد أبدًا في تقديم المساعدة وهذه شهادة مني وحتى من معظم السفراء. • ماذا عن وجهة نظر البلدين في القضايا الدولية؟ لدينا وجهات نظر متطابقة مائة بالمائة في عدة ملفات، ونؤيد بعضنا البعض في الكثير من القضايا الإقليمية والدولية، خاصة وأننا لا نسمح بالتدخلات الأجنبية، والتدخل في الشؤون الداخلية للدول، ونفضل دائما الحل السياسي، ولا ننسى أننا كنا من بين المؤيديين والداعمين لحركات التحرر في العالم. • هل سنرى مستقبلا خط جوي مباشر الجزائر – أذربيجان؟ حاليا لا يوجد وهذا بطبيعة الحال يتعلق بالتبادلات التجارية، ومرتبط بعجلة الاقتصاد، نحن نأمل ذلك ونعمل جاهدًا ونحرص على الرفع من قيمة التبادلات التجارية بين البلدين. يجب أن نشير هنا، إلى أن الجزائري بالنسبة لنا مصنف من بين المواطنين الذين يستفيدون من تسهيلات الحصول على تأشيرة الدخول لأذربيجان، حيث بإستطاعته الحصول عليها، في مدة لا تزيد عن 3 ساعات، وبدون اللجوء للسفارة وذلك عن طريق زيارة الموقع الإلكتروني Asan الخاص بالتأشيرة. أما بخصوص التنقل فإمكانه التنقل عن طريق تركيا ثم مباشرة لأذربيجان. • هل توجد جالية أذربيجانية بالجزائر؟ قليلة جدًا، حوالي 6 أفراد وهي عائلة تعيش بولاية بومرداس، من أب يمتلك الجنسية الجزائرية عاش حوالي 20سنة بالجزائر وكون عائلة وهو بروفيسور مختص في الكيمياء. وماذا عن الجالية الجزائرية في أذربيجان؟ هناك جالية جزائرية في أذربيجان تفوق تلك الموجودة هنا بكثير، وهي قديمة حيث سافر الكثير لبلدنا، درسوا ثم تخصصوا ثم تزوجوا وكون عائلات. • بعد 3 سنوات قضيتموها بالجزائر.. ما هي الفكرة التي كونتموها عن هذا البلد؟ شخصيا اشتغلت كثيرًا في دول عربية منها شمال إفريقيا، إلا ان الجزائــــــــر تاريخياً كانت دائماً دولة محبوبة بالنسبة لنا خاصة أيام الاستعمار الفرنسي، ودعمها لحركات التحرر، وثورتها المجيدة، إنها الدولة الوحيدة في العالم التي قدمت 1.5 مليون شهيد بغض النظر عن فيتنام، كما لا أنسى هنا المناضلة “جميلة بوحيرد” التي يبقى اسمها لامعًا في أذهاننا كأذربيجانيين. الجزائر دولة ذات مؤسسات قوية، لها مكانتها على المستوى الإقليمي والدولي، وشعبها متواضع وبسيط، يطمح لما هو أفضل. ما رأيك في الشعب الجزائري؟ كما قلت لك الشعب الجزائري شعب بسيط وطيب، خلوق ومضياف.. لكنه فقط حين يتكلم.. يتكلم بصوت عالــــي(يبتسم هنا سعادة السفير) والذي لا يعرفه يقول أنه دخل في شجار، خاصة حين يسألوك عن حالك وأحوال عائلتك. لقد أثبت الشعب الجزائري مؤخرًا، يقصد (مسيراته السلمية)، للعالم أنه شعب مثقف وطموح ومتحمس وهذا بشهادة العالم كله. بدون مجاملة، الجزائري شخصية وطنية وذات وعي كبير، يعرف موقع دولته جيدًا، ويدرك ما يحيط به من قوى لا تريد الخير لبلده. • بما انك إشتغلت سابقًا بشمال إفريقيا.. حين نقارن الجزائر مع هذه الدول ما الذي ينقص هذا البلد؟ الجزائر بلد كبير وشاسع جدًا وذات طبيعة خلابة وشريط ساحلي كبير يمتد على حوالي 1200 كلم،…هنا “يتعجب”…”بلد جنة”، إلا أنه حسب نظرتي يفتقر للسياحة، وعليه أن يهتم ويركز على هذا المجال، لديه المقومات المادية والبشرية، جغرافيا متنوعة (جبال تضاريس بحار وصحراء)، فلو يستثمر على هذا المجال فإنه سيتفوق على إسبانيا وتركيا واليونان. إن السياحة تدر مليارات الدولارات على هذه الدول والسياحة هي بداية الانفتاح على العالم. • ما هي أفضل الأطباق الجزائرية التي أعجبتم بها؟ يبتسم … شخصيا أنا إنسان حساس في الأكل، يعجبني طبق الشخشوخة الجزائرية، والحلويات الشرقية، إلا ان القهوة التي أفضلها على النمط التركي وذات الذوق الأذربيجاني أو التركي، غير موجودة هنا بالجزائر، وللتذكير إن الجزائريين يستعملونا الكثير من السكر في القهوة والشاي، في الحقيقة هناك أطباق كثيرة متشابهة بين دول شمال إفريقيا والقوقاز. هل زرت ولايات خارج العاصمة؟ مع الأسف لم أزر ولايات أخرى غير العاصمة، بسبب ضيق الوقت، لكنني خططت في الشهر القادم لزيارة الولايات لأنني أحب السياحة كثيًرا. • كلمة أخيـــــــــــــــــــــرة؟ بعد كل ما عايشته هنا بالجزائر، وكل ما أعرفه عن تاريخها وحضارتها وثقافتها وشعبها المتواضع أتمنى الأمن والأمان والاستقرار لهذا البلد، وأرجو أن نسمع عنه إلا الأخبار الطيبة، وأملي ان تتطور العلاقات الثنائية بين البلدين وترتقي لطموحات الشعبيين الشقيقين في شتى المجالات، كما لا أنسى أن أحي الجزائر حكومةً وشعبًا على حسن استقبالهم وكرم ضيافتهم لي طيلة هذه السنوات، وتحياتي القلبية لكل الأسرة الإعلامية، وأتمنى لكم مزيدًا من النجاح والرقي والتطور
لقاء خاص مع سفير جمهورية أذربيجان لدى الجزائر