في رد حازم على مزاعم تداولتها بعض وسائل الإعلام، نفت سفارة الجزائر في أنقرة بشكل قاطع الإشاعات حول دعوة مزعومة لوفد كردي إلى الجزائر. وأصدرت السفارة، اليوم الاثنين، بياناً رسمياً موقعاً من طرف السفير عمار بلاني، لتوضيح الحقائق ووضع حد لهذه الادعاءات التي وصفها بأنها “خيالية ولا أساس لها من الصحة”.
شائعات مغرضة لا تستند إلى الواقع
في البيان الرسمي، أكد السفير عمار بلاني أن ما تم تداوله بشأن هذه الدعوة المزعومة يفتقر تماماً إلى المصداقية، قائلاً: “أود أن أؤكد مجدداً أن العلاقات القوية والاستراتيجية التي تربط بلدي بتركيا لا يمكن أن تخضع لأي خلط أو غموض غير ودي”.
وأوضح بلاني أن هذه الإشاعات تهدف إلى زعزعة العلاقات الثنائية الممتازة التي تجمع الجزائر وتركيا، والتي شهدت تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة على مختلف الأصعدة، مشيراً إلى أن هذه العلاقات مبنية على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.
ثبات في السياسة الخارجية الجزائرية
وفيما يتعلق بالموقف الجزائري من القضايا الإقليمية والدولية، شدد السفير على أن الجزائر تلتزم بسياسة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى. وقال بلاني: “هذا موقف عقائدي لسياستنا الخارجية، وهو مبدأ نلتزم به في جميع تعاملاتنا الدولية”.
وأضاف السفير أن الجزائر ترفض بشدة محاولات تسييس القضايا الداخلية للدول أو استغلالها لتأجيج التوترات. كما أعاد التأكيد على موقف الجزائر الواضح والمبدئي تجاه قضايا الأمن والاستقرار في المنطقة.
إدانة شاملة للإرهاب
وجدد السفير عمار بلاني التأكيد على موقف الجزائر الرافض للإرهاب بكافة أشكاله ومظاهره. وأشار إلى أن هذا الموقف يمثل جزءاً أساسياً من السياسة الخارجية للجزائر، قائلاً: “ندين بشدة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره وأينما كان مصدره. هذا موقف ثابت في سياستنا”.
وتأتي هذه التصريحات في سياق التصدي للمزاعم التي حاولت النيل من سمعة الجزائر وتشويه صورتها على الساحة الدولية.
تعزيز العلاقات الجزائرية التركية
الجدير بالذكر أن الجزائر وتركيا تربطهما شراكة استراتيجية تتجلى في التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثمارات المشتركة. وقد أصبحت تركيا واحدة من أهم الشركاء الاقتصاديين للجزائر، مع مشاريع استثمارية كبرى في مجالات الطاقة والبنية التحتية.
رسالة واضحة للمغرضين
بهذا البيان القوي، وجهت سفارة الجزائر في أنقرة رسالة واضحة تفند الإشاعات المغرضة، مؤكدة التزام الجزائر بسياساتها المبدئية واحترامها لسيادة الدول الأخرى. كما أبرزت متانة العلاقات الجزائرية التركية التي لا يمكن أن تتأثر بمثل هذه الادعاءات التي تفتقر للمصداقية.
هذا الرد الحازم يعكس حرص الجزائر على حماية سمعتها الدولية وإبراز مواقفها المبدئية والثابتة، خاصة في ظل الأوضاع الدولية الحساسة التي تتطلب مزيداً من التنسيق والتعاون بين الدول.
الجزائر- فرنسا | وكالة الأنباء الجزائرية: مساعدات فرنسا المزعومة لا توجد إلا في مخيلتها