سعيا لطمس الحقيقة .. الاحتلال الصهيوني يحاول وأد الصحافة في فلسطين

سعيا لطمس الحقيقة .. الاحتلال الصهيوني يحاول وأد الصحافة في فلسطين

الجزائر – أطلق الكيان الصهيوني العنان لسياسة القتل والإجرام الممنهج ضد الصحفيين والإعلاميين الفلسطينيين ودمر البنية التحتية للمؤسسات الإعلامية، منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، ماضيا في “نمطه الفتاك” الذي دأب عليه منذ عقود خلت، لإسكات صوت الحق طمسا للحقيقة أمام الراي العام العالمي.

وفي المقابل، يمضي الصحفيون والإعلاميون الفلسطينيون في مقاومة التعتيم وإبطال محاولات الكيان الصهيوني حجب الحقائق، ليتحول الإعلام إلى سلاح فعال ينقل عمليات المقاومة في الميدان ويعزز الروح المعنوية لدى المقاومين من جهة ولدى الشعب من جهة أخرى.

ومن هذا المنطلق، وإدراكا منه لأهمية السلطة الرابعة كونها سلاحا لا يقل قوة عن صواريخه، أجهز جيش الاحتلال الصهيوني على قطاع الإعلام خلال عدوانه في 7 أكتوبر 2023، فاغتال 175 صحفيا وإعلاميا سعيا منه إلى ثنيهم عن كشف جرائمه وإخفاء لحقيقة بطشه ودمويته ضد أبناء الشعب الفلسطيني، حسب ما أكده المتحدث باسم المكتب الاعلامي الرسمي في قطاع غزة، اسماعيل الثوابتة، في تصريح لوأج.

وقال الثوابتة إنه رغم الاستهداف الكبير للإعلاميين والصحفيين من قبل جيش الاحتلال الصهيوني، منذ بدء حرب الابادة الجماعية، إلا أنه “فشل في اسكات صوتهم حيث كسروا سردية الاحتلال واستمروا في أداء الرسالة وتحدوه وواصلوا تغطياتهم الاعلامية والصحفية”.

وأوضح أن جيش الاحتلال الصهيوني استعمل عدة وسائل لإسكات صوت الحق، على غرار التحريض على الصحفيين والاعلاميين والتهديد بالقتل والتصفية من خلال إصدار بيانات ضدهم ونشر أخبار مفبركة عنهم ونشر أسمائهم على وسائل الاعلام التابعة له، بل وحتى بقصفهم مباشرة وتدمير سياراتهم ومؤسساتهم الإعلامية.

وأكد الثوابتة أنه بالرغم من العدد الكبير من الصحفيين الشهداء، الأمر الذي جعل تدفق المعلومات يخف، فان التغطية الاعلامية لم تتوقف ووتيرة العطاء لا تزال متواصلة ومعقولة.

كما شدد ذات المسؤول على ضرورة أن يكون للمنظمات الدولية دورا فاعلا في حماية الصحفيين الفلسطينيين ورعايتهم وتقديم وسائل وأدوات السلامة المهنية، متأسفا لكون هذا الدور “ضعيف جدا وباهت ويكاد يكون قد اختفى، فالصحفي الفلسطيني يواجه طائرات الاحتلال وترسانته العسكرية بدرع الصحافة والميكروفون”.

بدوره، أبرز الإعلامي الفلسطيني ضياء حوشية أن جيش الاحتلال الصهيوني لم يتوقف منذ 7 أكتوبر الماضي بل وما قبله، عن استهداف الصحافة الفلسطينية في “محاولة لإسكات صوت الحقيقة، في ظل ما نشهده من أحداث يومية في مدينة القدس أو في الضفة الغربية المحتلين أو قطاع غزة، حيث ان معظم الصحفيين في دائرة الاستهداف وفي مرمى نيرانه، فهو يراهم خطرا على قواته ويتم استهدافهم بالاعتقال وبالقصف والقتل من خلال إطلاق الرصاص صوبنا بشكل مباشر ومتعمد”.

ولفت حوشية إلى تعمد الاحتلال الصهيوني إغلاق المؤسسات الاعلامية ومنعها من التغطية داخل الخط الأخضر أي في فلسطين التاريخية وفي مدينة القدس المحتلة، مشيرا إلى تفعيل أمر عسكري يتمثل في قانون طوارئ الكيان الصهيوني وإغلاق المكاتب الاعلامية في رام الله التي تعتبر عاصمة السياسة الفلسطينية والسيادة الفلسطينية الكاملة وسط ميدان المنارة لإخفاء الحقيقة في الأراضي الفلسطينية.

من جهته، أكد الصحفي الفلسطيني عماد زقوت أن الإعلام الفلسطيني والعربي في القطاع يتعرض لهجمة غير مسبوقة من قبل الاحتلال ولاستهداف مباشر ومركز للصحفيين والإعلاميين واغتيال عائلاتهم وقصف بيوتهم وتدمير المؤسسات الإعلامية، إلى جانب اعتقال أكثر من 20 صحفيا يتواجدون في السجون ويتعرضون للتنكيل والتعذيب وعشرات الصحفيين والصحفيات الجرحى وملاحقات لعدد من الصحفيين البارزين في القطاع ومحاولة عرقلة عملهم واستهدافهم نفسيا من خلال مكالمات ورسائل من قبل مخابرات الاحتلال.

وأبرز زقوت أن الكيان الصهيوني لا يريد أي نوع من أنواع الحرية للصحفيين الفلسطينيين، ما جعله يستهدفهم منذ اليوم الأول وحتى هذه اللحظة، إضافة إلى إغلاق المكاتب في الضفة الغربية والداخل الفلسطيني كما حدث مع قناة “الجزيرة” و”الميادين”، لافتا إلى أنه لا يريد من الصحفيين ممارسة حقهم كونه يمارس الجرائم على الأرض.

من جانبه، أكد الإعلامي الفلسطيني محمد قريقع أن هناك استهدافا واضحا وكبيرا للصحفيين والإعلاميين في شمال وجنوب القطاع، مشيرا إلى أن جيش الاحتلال استعمل طائرة لقتلهم وإصابتهم وقصفهم وأهاليهم، متأسفا ل”عدم بذل جهد حقيقي من قبل مؤسسات أو هيئات أممية صحفية كانت أو غيرها لإنقاذ الصحفيين الذين سيواصلون أداء رسالتهم بمزيد من العزيمة، رغم المخاطر والموانع”.

 

خسائر في البنية التحية للمؤسسات الإعلامية واغتيال الإعلاميين والصحفيين

 

عمد جيش الاحتلال الصهيوني، منذ بدء عدوانه الهمجي والوحشي على قطاع غزة، في 7 أكتوبر 2023، وامتداده بعدها إلى الضفة الغربية والقدس المحتلتين، على ضرب البنية التحتية للمؤسسة الإعلامية واغتيال الإعلاميين والصحفيين، ما أسفر عن خسائر مادية كبيرة، حسب المتحدث باسم المكتب الاعلامي الرسمي في قطاع غزة، اسماعيل الثوابتة، فيما يلي أهمها:

 

– بلغ عدد الصحفيين المحليين ومراسلي وكالات الأنباء ومراسلي القنوات الفضائية الدولية، الذين اغتالهم جيش الاحتلال الصهيوني 173 إعلاميا وصحفيا.

– عدد الصحفيين الذين اعتقلهم جيش الاحتلال الصهيوني منذ بدء جريمة الإبادة الجماعية حتى اليوم 36 صحفيا وإعلاميا.

– عدد الصحفيين الجرحى والمصابين نتيجة استهداف جيش الاحتلال الصهيوني منذ بدء جريمة الإبادة الجماعية حتى اليوم 396 صحفيا وإعلاميا.

– عدد المؤسسات الصحفية (الورقية) التي تعرضت للتدمير كليا أو جزئيا، 12 مقرا لصحيفة ولمجلة ورقية.

– عدد المؤسسات الرقمية (الصحف الإلكترونية) التي تعرضت للتدمير كليا أو جزئيا 23 صحيفة إلكترونية.

– عدد المؤسسات الإذاعية (الراديو) التي تعرضت للتدمير كليا أو جزئيا 11 إذاعة.

– عدد القنوات التليفزيونية التي تعرضت للتدمير كليا أو جزئيا، 4 فضائيات في غزة و12 فضائية مقراتها خارجية.

– عدد المؤسسات الإعلامية المختلفة التي لا تزال تعمل في قطاع غزة رغم الاستهدافات والقتل 143 مؤسسة إعلامية.

– المطابع التي تعرضت للتدمير كليا أو جزئيا 4 مطابع كبرى و17 مطبعة صغرى.

– المؤسسات النقابية المهنية والحقوقية المعنية بحرية الصحافة التي تعرضت للتدمير كليا أو جزئيا 5 مؤسسات.

– عدد النشطاء المؤثرين عبر الإعلام الاجتماعي، الذين اغتالهم الاحتلال الصهيوني 19 ناشطا إعلاميا.

– عدد أسر الصحفيين الذين اغتالهم الاحتلال الصهيوني (مجموع الأسر التي اغتالها الاحتلال 26 أسرة.)

– عدد بيوت الصحفيين التي دمرها الاحتلال الصهيوني كليا أو جزئيا 39 بيتا ومنزلا.

أما الخسائر التقديرية الأولية المباشرة التي لحقت بالقطاع الإعلامي، فتشير إلى أنه تكبد خسائر أولية بنحو 400 مليون دولار, حيث تشمل هذه الخسائر تدمير مقرات عمل المؤسسات الإعلامية وفروعها المختلفة وأدواتها ومستلزماتها من فضائيات وإذاعات ووكالات إخبارية ومراكز إعلامية تدريبية.