سطيف: اللوحات الأثرية الفسيفسائية بالجزائر حلقة قوية لتنمية الموارد السياحية

سطيف – أكد مشاركون في الطبعة الأولى لأيام الفسيفساء المعنونة ب “الفسيفساء الإفريقية ـ التقنيات والمواضيع” التي إنطلقت يوم الثلاثاء بالمتحف العمومي الوطني بسطيف بأن “اللوحات الأثرية الفسيفسائية التي تزخر بها الجزائر تعتبر حلقة قوية لتنمية الموارد السياحية”.

و أوضح مسؤول فرع سطيف للديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية، مصباح بوحزام خلال مداخلته ضمن هذا اللقاء الذي سيدوم 3 أيام والمنظم من طرف ذات المتحف تحت رعاية وزارة الثقافة والفنون وبالتنسيق مع مديرية القطاع محليا بأن “اللوحات الفسيفسائية الأثرية التي تزخر بها الجزائر تمثل عنصرا جد مهم ومعيارا أساسيا لإتاحة التدفقات والجاذبية السياحية”.

و أضاف بأن “الفسيفساء تجعل السائح يتمتع بالمشاهدة في البداية ثم تجعله يريد أن يكون مشاركا في مختلف الأنشطة ذات الصلة بهذا المجال وانطلاقا من هذا يمكن لمقدمي الخدمات ابتكار طرق أخرى للترويج لمنتجاتهم السياحية (أنشطة حرفية) اعتمادا على مورد موجود في المتاحف (الفسيفساء القديمة)”.

من جهتها أكدت مفتشة التراث الثقافي ومديرة المتحف العمومي الوطني بسطيف, شادية خلف الله ، بأن “فن الفسيفساء فن قديم مصدره عصارة فكر ترجمته اللوحات الفسيفسائية المعروضة والمحفوظة في مختلف المتاحف والمواقع الأثرية الجزائرية”.

و أفادت بأن هذه التظاهرة تهدف بالدرجة الأولى “للتعريف بهذا الفن والوقوف على البحوث والدراسات العالمية والجزائرية في هذا المجال وإبراز دور المؤسسات المندرجة تحت وصاية وزارة الثقافة والفنون في الحفاظ وتأمين وتثمين هذه المجموعة الوطنية ووضع أرضية للعمل المشترك بينها وبين المؤسسات الأكاديمية والجامعات وتحفيز المهتمين في مجال السياحة والعمران للاستفادة من هذا الموروث المميز و الترويج له”.

كما أبرزت بأن أهداف هذا اللقاء تتمثل أيضا في “التعريف بالمجموعات الفسيفسائية الموجودة بالمتاحف الوطنية والمواقع الأثرية ومتاحف المواقع من حيث المواضيع وتقنيات التصنيع وغيرها وتبادل التجارب بين خبراء المتاحف وأولئك المتكونين في الخارج ووضع قائمة معتمدة للمختصين في حفظ وترميم الفسيفساء وتحيين المعطيات العلمية والتجارب الميدانية للمختصين في عمليات الحفظ والترميم”.

و سيتناول المشاركون في هذا اللقاء 6 محاور هي “مدارس الفسيفساء الإفريقية” و”حفظ وترميم الفسيفساء في المتاحف والمواقع الأثرية” و”مواد وتقنيات الصنع” و”المواضيع المجسدة على الفسيفساء” و”تثمين و ترويج فن الفسيفساء من الجانب السياحي” و”أهمية التكوين الميداني والشراكة الأجنبية في مجال حفظ ومعالجة اللوحات الفسيفسائية” وذلك من خلال 24  مداخلة لمختصين في المجال من العديد من المتاحف والجامعات الوطن.

كما سيتم بالمناسبة تنظيم ورشتين تطبيقيتين حول “تنظيف وتقوية وترميم الفسيفساء” و”صناعة الفسيفساء الحديثة” ومعرض مرافق بالقاعة الكبرى للعروض بذات المتحف يتضمن 45 لوحة فسيفساء أثرية معروضة بالعديد من المتاحف الوطنية المشاركة في هذه التظاهرة على غرار المتحف الوطني للآثار القديمة والفنون الإسلامية بالجزائر العاصمة والمتحف العمومي الوطني سيرتا بقسنطينة.

و حضر أشغال اليوم الأول من هذا اللقاء إلى جانب السلطات المحلية المدنية والعسكرية, ممثلو العديد من  المتاحف العمومية الوطنية وباحثون بالمركز الوطني للبحث في علم الآثار ومسيرو المواقع الأثرية التابعة للديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية وأكاديميون من جامعات قسنطينة وسطيف وباتنة وطلبة من قسم التاريخ والآثار لجامعة سطيف-2 والعديد من المهتمين والشركاء في المجال.