سطيف- الحديث حول أمور الحياة و عن المطر و الطقس الجميل أو عن أي موضوع آخر مع شخص كثير الكلام و يحسن التواصل على غرار الكوميدي العمري كعوان ممتع جدا لكن الاستماع إليه و هو يتحدث عن كل ما يتعلق بالفن و بخاصة المسرح و السينما يجلب سعادة خالصة.
في العقد الخامس من عمره يقول الممثل العمري كعوان, ابن سطيف, إنه يدرك الفرصة النادرة التي صادفته لممارسة المهنة التي تسكن جوارحه ويحيى من أجلها, بكل فخر.
فكعوان الذي يمكن مصادفته بأحد شوارع سطيف أو بأحد مقاهي المدينة لا يختلف كثيرا عن كعوان على خشبة المسرح أو أمام الكاميرا: متوتر و عصبي و سخي في التعبيرات و الابتسامات كما يظهر عفويا و جذابا و آسرا في نفس الوقت.
دوره في “شيخ القبيلة” في المسلسل الكوميدي “دوار الصالحين” من إخراج مهدي سفيان و الذي بثه التلفزيون العمومي خلال شهر رمضان الماضي كرس سمعة العمري كعوان كممثل فكاهي من الطراز الأول.
فانجذابه المفاجئ الذي لا يقاوم للفن الرابع سمح لكعوان مع مجموعة من الأصدقاء ضمن فرقة “الآفاق” بالمشاركة في نهاية السبعينيات في بعض المسرحيات التي كتبت جماعيا دون طموحات كبيرة لكنها كشفت عن موهبة التمثيل لدى العمري.
و لم يكن كعوان قد عاش لقاءات حاسمة لمستقبله كممثل حتى الثمانينيات، فبفضل الدورات التنشيطية بمستغانم أرض مسرح الهواة الموعودة بالجزائر استفاد العمري بشكل كبير من خبرة و نصائح جمال صابر و الراحل عبد الرحمان كاكي و بخاصة القامة عبد القادر علولة.
و قال عنهم كعوان : إنهم أشخاص فريدون من نوعهم و قامات حقيقية جعلوني ارتبط و أتمسك أكثر فأكثر بالركح”.
فبروز الحركة الجمعوية في التسعينيات ساعد على تأسيس. بقيادة العمري كعوان و مراد بن الشيخ (شخصية أخرى معروفة في المسرح بسطيف). جمعية “الشهاب”.
فقد كانت بالفعل فترة إنتاج مسرحي خصب و عالي الجودة على غرار “مفترق الطرق” و “السرطان” و “التحدي” و غيرها من المسرحيات التي حققت نجاحا باهرا عبر الجهات الأربع للبلاد.
فهذه المسرحيات على وجه التحديد التي أدى أدوارها ثلاثة ممثلين و في بعض الأحيان اثنين على الركح هي التي كشفت عن ميل كعوان نحو المونولوج، رغم أنه نوع مسرحي صعب، إلا أنه كان على مقاس العمري الذي وظف فيه فصاحته و عفويته و لغته الجسدية.
العمري كعوان مخرج قالي دير اللحية وهاو واش دارلي