ساعتان من الأمطار تفضح “بريكولاج” المسؤولين محليا!

ساعتان من الأمطار تفضح “بريكولاج” المسؤولين محليا! - الجزائر

الفيضانات تجتاح الشرق الجزائري

تسببت أمطار غزيرة، السبت، في غمر العشرات من المنازل الواقعة بين قريتي مديازة ووادي الشعبة، بباتنة، بعدما تحولت الطريق الرابطة بين بوعروس وبوكعبن إلى وديان، في تكرار ممل للمشكلة المتأزمة منذ سنوات جراء إنجاز الطريق الجديد دون دراسة تقنية جادة لكيفية تحويل المياه، ما يكبد الساكنة بهذه المناطق خسائر في الأثاث والأجهزة المنزلية كلما تساقطت الأمطار، كما شهد الطريق الجديد المغطى قرب مسجد ابن باديس تدفقا للمياه القذرة وسط الشارع بسبب خلل تقني غير مدروس على مستوى الوادي.

وأسفرت أمطار رعدية لم تدم سوى ساعتين في إتلاف عدد من حقول وبساتين الفلاحين جهة وادي عبدي، حيث أعلن فلاحون عن تسجيل خسائر أولية جراء إتلاف حبات البرد لأشجار مثمرة، كما أدت الأمطار إلى غمر بعض الأراضي الفلاحية بالجهة.

وانهار عدد من الطرق المعبدة بكل من الجزار وبريكة بسبب إنجازها دون دراسات تقنية معمقة حيث تفتت الإسفلت وجرفته المياه فاتضح أنه لم يخضع في إنجازه للمعايير الواجب توفرها في الطبقة الفاصلة بين التربة والزفت، وهو المشهد ذاته الذي تكرر بمدينة حملة 2، حيث انهارت طريق أنجزت منذ شهرين على مستوى المحور الرابط بين مركز حقن الدم ومسجد علي بن الحسين، ما أدى إلى وضع حواجز منعا لوقوع حوادث مرور خطيرة، فيما لا يزال التساؤل قائما حول إنجاز وقبول دراسات سيئة تتسبب في إهدار الأموال العامة في مشاريع فاشلة دونما رقيب أو حسيب، وهي نفس الأضرار التي لحقت بمحاور من عدة طرق منجزة حديثا بحملة 2 التي انهارت أجزاء منها ما يرجح أنها أنجزت بضغط من السلطات دون دراسات تقنية مسبقة، ويتطلب الأمر فتح تحقيق عاجل لجرد المتسببين في إهدار المال العام.

.. شوارع القل بسكيكدة تغرق في مياه الأمطار والأوحال

غرقت ليلة الأحد أغلب شوارع مدينة القل بولاية سكيكدة، في مياه السيول والأوحال، بعد أقل من ساعة من تساقط الأمطار الغزيرة التي شهدتها المنطقة، حيث عاش سكان حي رويبح الطاهر حالة رعب وهلع بعد ارتفاع منسوب المياه التي تسربت إلى داخل البيوت، بسبب انسداد بالوعات الصرف.

ويشتكي السكان من انعدام التهيئة جرّاء تدهور حالة الطرقات المليئة بالحفر التي تحولت إلى برك مائية مليئة بالطمي والأوحال، منعت المواطنين من التنقل عبر الشوارع والأحياء، ناهيك عن تدهور حالة الطرقات بحي محمد الشيخ ووسط المدينة وطريق المستشفى وحتى حي 17 أكتوبر بمنطقة الطهرة التي استفادت قبل سنة فقط من مشاريع تهيئة، لكنها سرعان ما تدهورت حالتها، وجرفت سيول الأمطار كل ما تم إنجازه.
وأكد سكان الطهرة بوسط مدينة القل أنه ومنذ إنجاز الممر في شهر جويلية من العام الماضي من طرف مقاولة خاصة، أصبحت مياه الأمطار تغزو مساكنهم والفيضانات تهدد حياتهم، ما أصبح يجبرهم على إخلاء مساكنهم مع كل تساقط للأمطار، لأن إنجاز هذا المشروع الذي كلف خزينة الدولة 4 ملايير سنتيم، لم يجد نفعا لحماية المواطنين والسكان من خطر الفيضانات التي تهددهم في كل مرّة تحول فيها الأمطار من نعمة إلى نقمة على السكان الذين يتخوفون من الموت غرقا في مياه السيول الجارفة.

.. أمطار الخريف تكشف العيوب في تبسة

تمكن عناصر الحماية المدنية بولاية تبسة، خلال الـ 24 ساعة الماضية، من تسجيل عدة تدخلات، إثر تساقط كميات معتبرة من الأمطار، التي كشفت مجددا ضعف البنية التحتية في عمليات الإنجاز، وعدم التحكم في قطرات المياه التي تتساقط بمختلف بلديات الولاية، التي لا تزال تعاني ضعف عمل المجاري المائية، وانسداد الكثير من البالوعات، ففي عملية إحصاء لمديرية الحماية، أنه تم امتصاص مياه أمطار اجتاحت أكثر من 50 منزلا ببلديات مرسط، الشريعة، ثليجان، العقلة، بالإضافة إلى تحول أحياء العربي التبسي بثليجان و124 سكن، و80 سكنا بالماء الأبيض والعربي التبسي بالعقلة، وبن باديس والوئام وبوقفة بالونزة، وحي دوار الطوالبية، وغار الطين وحي 104 سكن، المجمع الريفي حي بن باديس بمرسط إلى برك عائمة، عزل السكان عن الخروج من منازلهم، كما مست الأضرار مركزين تجاريين بذات البلدية، على غرار مركز التكوين المهني بمرسط المهدد بالانهيار بعد أن امتلأ قبوه بالمياه، والأمر كذلك بفناء مدرسة أبي موسى الأشعري ببلدية الماء الأبيض، التي لا تختلف عن بحيرة، حيث وصل منسوب المياه من 20 إلى 50 سم، وعن حال الطرقات المتردية فقد توقفت حركة السير نهائيا على مستوى الطريق الولائي رقم 149 الرابط بين بلديتي سطح قنتيس والعقلة، مثلها مثل الطريق الوطني رقم 16 بمنطقة العرايبية، وقد عرفت كذلك منطقة الخشين ببلدية مرسط خسائر جد مرتفعة في المحاصيل الفلاحية.

وببلدية الونزة نجحت فرقة التدخل مساء أمس، من إنقاذ عائلة من 5 أفراد من موت محقق، حيث بقيت العائلة عالقة بحافة الوادي على متن سيارة أجرة، وقد كان جزء من السيارة عالق بمجرى الوادي مغمورة بالمياه، مستوى الطريق الوطني رقم 82 بالمكان المسمى هنشير زروال، بمدخل بلدية المريج. وبعاصمة الولاية تحولت أغلب الطرقات والشوارع الرئيسية إلى بحيرات عطلت حركة السير خاصة بمدخل المنطقة الصناعية، طريق عنابة، لروكاد، لرموط، طريق قسنطينة، كما تحولت أحياء الفلوجة، المرجة، حي الشهداء لرموط إلى بحيرات صعبت من دخول وخروج السكان، وهي معاناة يدفع ثمنها المواطن لأخطاء عقود من الزمن.

.. الأمطار تغرق الشوارع والأحياء ببسكرة

كشفت الأمطار التي تساقطت خلال اليومين الماضيين بولاية بسكرة عيوب التهيئة الحضرية وغياب القنوات الكفيلة بصرف مياه الأمطار وإبعاد خطرها عن الساكنة، حيث كانت الكميات المتساقطة ولفترات قصيرة كافية لتحويل الطرق والشوارع بعديد الأحياء إلى برك من المياه والأوحال، ما صعب حركة السير على المواطنين والمركبات.

ولعل عاصمة الولاية بسكرة هي الأكثر تضررا من هذه التقلبات الجوية، حيث تحولت الشوارع في أحياء 1187 مسكن بطريق طولقة وأحياء المصلى والوادي والعالية والمنشي حيث غمرت مياه الأمطار عديد المنازل وغيرها تحولت إلى سيول من المياه والبرك، ما أثار استياء المواطنين الذين عبروا عن تذمرهم من الطريقة المعتمدة في التهيئة الحضرية التي تتكشف عيوبها في كل مرة من خلال عدم مراعاة خطر مياه الأمطار وكيفية صرفها بالطريقة الأنسب سواء من حيث أماكن إنجاز بالوعات صرف مياه الأمطار أو انسداد هذه البالوعات في كل مرة بسبب الأتربة والأوحال الناتجة بدورها عن أشغال الحفر وبقايا الردوم.

كما كشفت الأمطار ضرورة إعادة النظر في طريقة تعبيد الطرق الحضرية فعوض أن تكون مساعدة على صرف المياه هاهي في كل مرة تتحول إلى مكان لتجميع المياه، ما يفسر حسب المواطنين تكرار ظاهرة البرك وتجمع المياه بعد كل تساقط للأمطار ولولا تدخل المواطنين في الأحياء المتضررة لتنظيف البالوعات وتسهيل صرف مياه الأمطار لكانت الكارثة على حد وصف الكثير.

وبسيدي خالد غربي الولاية عاش سكان الأحياء السكنية الشمالية ليلة رعب حقيقي بعد سقوط صاعقة بالقرب من المنطقة وما أحدثه صوت الرعد المصاحب لها من خوف حقيقي لاسيما بعد انقطاع التيار الكهربائي، ما جعل الكثير يهرعون للبحث عن مكان سقوط تلك الصاعقة وتفقد الأضرار الناتجة عنها، كما تم تسجيل فيضان عديد الشعاب التي تقطع تراب المدينة ما عرقل حركة السير، وكادت المياه تغمر المنازل المجاورة لتلك الشعاب، لاسيما في حي العلب.

وفي أولاد جلال تجدد فيضان المياه المستعملة من قنوات الصرف بعد تشبعها بمياه الأمطار ما حول الشوارع المتضررة إلى سيول من المياه القذرة التي ستكون مخاطرها أعظم بعد جفاف المياه وتحولها إلى غبار.
كما تسببت الأمطار الأخيرة أيضا في فيضان العديد من الشعاب والأودية بالجهة الغربية من الولاية تحديدا، أين فاضت مياه وادي جدي ووادي ديفل والعسل والخافورة ولكن مع الأسف، فإن آلاف الأمتار المكعبة ضاعت دون استغلال بسبب انعدام السدود أو حتى الحواجز المائية والأجباب الكفيلة بتخزين الكميات الهائلة من المياه التي فاضت عبر مجاري تلك الأودية والشعاب.. يحدث هذا في منطقة تعاني من أزمة مستفحلة في مياه السقي والحاجة إلى المياه في مجال السقي والشرب متفاقمة منذ سنوات، وهنا تساءل عديد المواطنين مجددا عن الأسباب التي حرمت المنطقة من إنجاز سد وحيد على الأقل، بإمكانه تخزين كميات المياه، التي تضيع في كل مرة دون استغلال.

.. مواطنون غارقون في سيول مياه الأمطار الممزوجة بالمياه القذرة بأم البواقي

تسببت الأمطار الرعدية التي تهاطلت لدقائق قليلة أمس على إقليم ولاية أم البواقي، في شلّ حركة المرور عبر عدّة محاور وتضرر مختلف المحاصيل الزراعية. ففي مدينة عين مليلة، شلّت الحركة تماما داخل المدينة، بعدما تحولت شوارعها وعدة أحياء سكانية إلى مستنقعات وبرك مائية على غرار أحياء، 24 فيفري، الدوك، بومرشي، الزيتونة، النصر وبوحة بلعربي وأحياء أخرى بوسط المدينة، وهي الأمطار التي تسببت في السيول الجارفة الممزوجة بمياه الصرف الصحي، مثلما هي الحال لحي بومرشي، و24 فيفري وبوحة بلعربي، الأمر الذي أثار غضب المواطنين، بعدما حاصرتهم المياه القذرة ووجدوا أنفسهم أمام كارثة بيئية وصحية، نتيجة اختلاط مياه الأمطار المتساقطة، بمياه الصرف الصحي، التي غمرت العديد من السكنات والمحلات التجارية ما تسبب في إتلاف كميات معتبرة من الأثاث والأواني المنزلية والمواد الغذائية وغيرها من السلع.

المواطنون نددوا بتجاهل السلطات المحلية، لحالتهم، التي لم تكلف نفسها عناء إيجاد حل سريع للمعضلة التي يتخبط فيها السكان، كلما جادت السماء بقطرات من الأمطار، نتيجة انسداد البالوعات وقنوات الصرف الصحي في عدة أماكن من المدينة، كما ألحقت الأمطار المتهاطلة التي كانت مصحوبة بحبات البرد ببلدية سوق نعمان والمشاتي المحيطة أضرارا وخسائر كبيرة في مختلف المحاصيل الزراعية وتحطم الزجاج الأمامي لبعض المركبات.

وقد طالب سكان المشاتي المتواجدة على مشارف وادي سلام، الجهات المعنية بضرورة التدخل العاجل، للإسراع في إنهاء أشغال مشروع تهيئة مجري وادي سلام، بعد توقف المقاولة التي أسند إليها المشروع منذ عامين لأسباب يجهلونها، خاصة أن فصل الأمطار على الأبواب.