زيارة الرئيس تبون لسلوفينيا تُحيي العلاقات مع أوروبا الشرقية

زيارة الرئيس تبون لسلوفينيا تُحيي العلاقات مع أوروبا الشرقية - الجزائر

في خطوة تاريخية تعكس تحوّلاً مهماً في السياسة الخارجية الجزائرية، شرع رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، اليوم الإثنين، في زيارة رسمية إلى جمهورية سلوفينيا، وهي أول زيارة من نوعها لرئيس جزائري إلى دولة من دول أوروبا الشرقية منذ سقوط جدار برلين.

تأتي هذه الزيارة استجابةً لدعوة رسمية وُجّهت إلى الرئيس تبون من قبل رئيسة جمهورية سلوفينيا، السيدة ناتاشا بيرتس موسار، وتم نقلها عبر السفيرة السلوفينية لدى الجزائر في أكتوبر 2023. وتمثل هذه الدعوة اعترافاً ضمنياً بالدور المتنامي الذي تلعبه الجزائر على الساحة الدولية، لا سيما في ظل المتغيرات الجيوسياسية في أوروبا.

الطاقة في صلب العلاقات الثنائية تلعب الطاقة دوراً محورياً في الدفع بالعلاقات الجزائرية السلوفينية نحو شراكة استراتيجية. فبحسب الاتفاق المبرم في نوفمبر 2023، التزمت الجزائر بتزويد سلوفينيا بـ300 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي سنوياً عبر أنبوب الغاز الرابط بين الجزائر وإيطاليا، وهو ما يجعل الجزائر واحدة من أبرز المزودين لسلوفينيا بهذه المادة الحيوية.

وقد تعزز هذا المسار باتفاقية أخرى تم توقيعها في مايو 2024 بين شركة سوناطراك الجزائرية وشركة جيوبلين السلوفينية، تنص على زيادة الكميات الموردة من الغاز، ما يعكس متانة العلاقات الاقتصادية وتنامي الثقة المتبادلة بين الطرفين.

وفي السياق ذاته، بدأت سلوفينيا محادثات مع المجر في ديسمبر 2023 لإنشاء أنبوب غاز جديد يربط بين البلدين، بهدف الاستفادة من الغاز الجزائري وتقليص الاعتماد على الإمدادات الروسية، وهو ما يفتح آفاقاً جديدة للجزائر في سوق الطاقة الأوروبية.

تطور دبلوماسي لافت شهدت العلاقات الجزائرية السلوفينية زخماً دبلوماسياً متسارعاً منذ زيارة وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، السيد أحمد عطاف، إلى سلوفينيا في نوفمبر 2023، والتي توجت باتفاقيات هامة، من بينها تبادل فتح السفارات في أغسطس 2024، وهو ما اعتُبر نقلة نوعية في مسار العلاقات الثنائية.

وفي يناير 2025، انعقدت الدورة الثالثة للمشاورات السياسية بين البلدين، حيث تم خلالها الاتفاق على تعزيز مجالات التعاون في قطاعات التكنولوجيا، والطاقات المتجددة، والمؤسسات الناشئة.

أجندة الزيارة الرسمية من المرتقب أن يلتقي الرئيس عبد المجيد تبون خلال زيارته بالرئيسة ناتاشا بيرتس موسار، إلى جانب كبار المسؤولين السلوفينيين، لبحث آفاق التعاون الثنائي في المجالات الاستراتيجية، وعلى رأسها الطاقة، والرقمنة، والتكنولوجيا الحديثة، إضافة إلى فرص الاستثمار المتبادل.

وتمثل هذه الزيارة فرصة لإعادة رسم ملامح التعاون جنوب-شرق أوروبا، مع انفتاح الجزائر على شركاء جدد بعيداً عن المحاور التقليدية، في إطار سعيها لتنويع شراكاتها الدولية، وفتح آفاق جديدة أمام الاقتصاد الوطني، خصوصاً في القطاعات الواعدة مثل المؤسسات الناشئة.

اقرأ المزيد