روسيا.. وجهة العرب للدراسة والاستثمار

روسيا.. وجهة العرب للدراسة والاستثمار - الجزائر

شهدت العلاقات بين روسيا والدول العربية تطورا ملحوظا في السنوات القليلة الأخيرة، وتطوّر التعاون بين الجانبين على نحو كبير، وخصوصا في مجالات التعليم والاستثمار.

وتأتي زيارة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتن إلى السعودية والإمارات ، تأكيدا لقوة ومتانة الشراكة الاستراتجية بين روسيا وأقوى حليفين في المنطقة وعلاقات موسكو بالمحيط العربي.

ومضت العلاقات (الروسية- العربية) في درب الصعود، وتطور التعاون في المجال الاقتصادي والتعليم على نحو غير مسبوق، حيث باتت روسيا وجهة مهمة على أجندة الاستثمارات العربية من جهة، ومحطة بارزة على خريطة الطلاب العرب ممن يريدون استكمال دراساتهم الجامعية:

وجهة مفضلة للطلاب العرب

تعد روسيا وجهة مفضلة لدى الكثير من الطلاب العرب، حيث يقصدها سنويا الآلاف بغرض إتمام دراستهم الجامعية أو الحصول على شهادات عليا من جامعات تحظى باعتراف دولي.

ووفقا لوسائل إعلام روسية، فإن الطلاب العرب يمثلون ثالث أكبر فئة من الموفدين إلى الدراسة في روسيا والذين يبلغ عددهم 11982 شخصا قدموا من 19 بلدا من بلدان العالم العربي، أو نحو 10 في المئة من إجمالي عدد الطلاب الأجانب في روسيا، وذلك بحسب بيانات خاصة بالعام الماضي 2018.

وفي سبيل تعزيز مكانتها على خريطة التعليم العالمية، أطلقت روسيا منذ سنة 2013 مشروع “100-5” والذي يرمي إلى الارتقاء بمستوى التعليم المقدّم للطلاب الأجانب في الجامعات الروسية، وزيادة أعداد الدارسين، وقد أثمر المشروع في العام الدراسي 2016-2017 عن استقبال أكثر من 1428 طالبا عربيا.

ويجمع عدد كبير الطلاب العرب الذين استطلع موقع “سكاي نيوز عربية” آراءهم على مجموعة من الأسباب التي دفعتهم لاختيار روسيا لمواصلة تعليمهم الجامعي، وفي مقدمتها العامل المادي، إذ أن تكلفة الدراسة في الجامعات الروسية أقل 50 في المئة تقريبا من تلك التي تتطلبها الدراسة في الجامعات الأوروبية مثلا.

وإلى جانب تكلفة الدراسة، تعد المعيشة في روسيا منخفضة التكلفة مقارنة مع غيرها من الدول في أوروبا أو أميركا أو كندا أو أستراليا، كما أن عددا من الجامعات الروسية تقدم للطلاب المتميزين تسهيلات كخفض تكلفة الدراسة.

وتمنح الجامعات الروسية خريجيها شهادات معترف بها على مستوى العالم، إذ تأتي 11 جامعة روسية ضمن قائمة أفضل 100 جامعة دوليا.

ومن بين العوامل التي تدفع الطلاب العرب للدراسة في روسيا، إمكانية حصولهم على الإقامة الروسية بعد إنهاء دراستهم وإتقانهم للغة بشكل جيد، حيث وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتن في يونيو من العام الماضي، وزارتي الداخلية والعمل، بتسهيل منح الإقامات الدائمة للأجانب الناطقين باللغة الروسية والراغبين بالعمل في روسيا.

كذلك وجه بوتن الوزارتين، إلى جانب وزارة العلوم والتعليم العالي ووزارة الخارجية، بتجهيز مقترحات لوضع ترتيبات مسهلة لمنح الجنسية الروسية للأجانب المختصين المؤهلين.

سوق واعدة للمستثمرين

وتمثل روسيا سوقا واعدة لكثير من المستثمرين الأجانب، حيث تشير أرقام صادرة عن وزارة التنمية الاقتصادية، ونشرتها وسائل إعلام روسية، إلى وصول حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة في البلاد ما بين 20 و25 مليار دولار.

كذلك أظهرت بيانات رسمية أن حجم الاستثمارات الأجنبية التي نالت موافقة الحكومة الروسية وجرى ضخها في شركات وطنية ارتفعت في العام الماضي بنسبة 40 في المئة مقارنة بسنة 2017.

ويرجع تنامي الاستثمارات في روسيا إلى أسباب عديدة أهمها موقع البلاد الجغرافي الاستراتيجي ومساحتها العملاقة، فضلا عن التطور الكبير في الصناعة والبنى التحتية والنظام المالي، هذا إلى جانب غناها بالمناطق الطبيعية ذات المخزون الهائل من المعادن، والإمكانيات الصناعية العظيمة فيها.

وتلعب جهات دورا إيجابيا في الارتقاء بالتبادل التجاري بين روسيا والدول العربية والذي وصل في العام 2018 إلى 22 مليار دولار، مثل مجلس الأعمال الروسي العربي الذي يسهم في إيجاد فرص لزيادة التبادل التجاري وتنمية الاستثمارات وإقامة المشاريع المشتركة بين روسيا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجالات عديدة.