تستعد الجزائر لإطلاق مشروع رقمنة امتحانات قانون المرور المتعلقة بتعليم السياقة، في خطوة تعد نقلة نوعية في مجال تحسين الخدمات وتحديث الإجراءات. ومن المتوقع أن تبدأ المرحلة الأولى من تنفيذ هذا المشروع مطلع العام المقبل في عدد من الولايات، وهي وهران، تمنراست، جيجل، وبسكرة، كونها تمتلك الهياكل القاعدية والتقنيات اللازمة لتطبيق هذه التجربة.
تفاصيل المشروع وأهدافه
صرح المكلف بتسيير شؤون المندوبية الوطنية للأمن في الطرق، لحسن بوبكة، في حديث خاص بمناسبة إحياء اليوم العالمي لذكرى حوادث المرور، أن رقمنة امتحان قانون المرور ستسهم في تخفيف العبء عن مديري مدارس تعليم السياقة وتقليل الحاجة إلى التنقل بين الإدارات المختلفة.
وأوضح بوبكة أن العملية الرقمية ستمكن مديري المدارس من تصوير ملفات المترشحين باستخدام تقنية Scan ورفعها مباشرة عبر منصة رقمية مخصصة للمندوبية الوطنية للأمن في الطرق. يتم بعد ذلك مراجعة الملفات رقمياً من قبل المندوبية الولائية، مما يضمن تسريع الموافقات النهائية للمترشحين لاجتياز الامتحانات الثلاثة المتعلقة برخصة السياقة.
دليل وطني موحد لتعليم وتقييم السياقة
من بين أبرز الخطوات التي تعمل عليها المندوبية الوطنية للأمن في الطرق، إعداد دليل وطني شامل مخصص لمدارس تعليم السياقة ومفتشي السياقة. يهدف هذا الدليل إلى توحيد معايير التكوين والتقييم لضمان الشفافية وتحقيق العدالة بين جميع المترشحين.
وأوضح بوبكة أن الدليل سيشمل القواعد الأساسية لتكوين المترشحين، والمهارات التي يجب أن يكتسبوها قبل اجتياز الاختبار، إضافة إلى توجيهات دقيقة لمفتشي السياقة حول كيفية تقييم المترشحين بشكل موضوعي.
الرقمنة والشفافية في منح رخص السياقة
يُعد هذا المشروع جزءاً من استراتيجية أوسع لتعزيز الشفافية في منح رخص السياقة وتقليل التدخل البشري في عملية التقييم. ومن المتوقع أن تسهم هذه الخطوة في تقليل التلاعبات التي قد تشوب بعض مراحل الامتحانات التقليدية.
كما تسعى المندوبية من خلال الرقمنة إلى تحسين تجربة المترشحين ومديري المدارس على حد سواء، عبر توفير الوقت والجهد وتحسين كفاءة العمليات الإدارية.
التحديات والمستقبل
على الرغم من الإيجابيات المرتقبة، قد تواجه عملية الرقمنة بعض التحديات، خاصة فيما يتعلق بتأهيل الموارد البشرية للتعامل مع التكنولوجيا الجديدة وتوفير البنية التحتية في جميع الولايات.
ومع ذلك، يبقى الهدف الرئيسي للمشروع هو تحسين مستوى السلامة المرورية، من خلال ضمان تكوين سائقي المستقبل وفق معايير دقيقة وعادلة. كما يُنتظر أن تعمم التجربة تدريجياً على بقية الولايات، بمجرد التأكد من نجاح المرحلة الأولى.
نحو تقليل الحوادث المرورية
يتزامن الإعلان عن رقمنة امتحان قانون المرور مع إحياء اليوم العالمي لذكرى ضحايا حوادث المرور. وتهدف المندوبية الوطنية للأمن في الطرق إلى تقليل الحوادث المرورية من خلال تحسين تكوين السائقين وتعزيز الالتزام بالقوانين المرورية.
ختاماً
يُعد مشروع رقمنة امتحانات قانون المرور خطوة متقدمة نحو تحقيق رؤية حديثة لتعليم السياقة في الجزائر. ومن خلال تعزيز الشفافية وتبسيط الإجراءات، تسعى المندوبية الوطنية للأمن في الطرق إلى إحداث تغيير إيجابي في النظام الحالي، بما يحقق السلامة والكفاءة للجميع.
الجزائر | قانون المالية.. خطوة أساسية نحو إقرار ميزانية الدولة لـ 2025