رئاسيات: تواصل إقبال الجالية الوطنية بفرنسا على مكاتب الاقتراع وسط تفاؤل ممثلي المترشحين

مرسيليا (فرنسا) – يواصل أبناء الجالية الوطنية المقيمة بفرنسا, على غرار مرسيليا و أفينيون, عملية الاقتراع لرئاسيات 7 سبتمبر, في جو يميزه الاقبال الكبير على التصويت, أرجعه ممثلو المترشحين, الى الحملات التحسيسية من أجل المشاركة التي نظمت خلال الاسابيع الماضية.

وأوضح ممثل مرشح حركة مجتمع السلم حساني شريف عبد العالي بعدة مناطق بجنوب فرنسا, السيد توفيق خديم, لوأج, أن تشكيلته السياسية ساهمت في عمليات تجنيد أبناء الجالية عبر شبكات التواصل الاجتماعي وزيارة العديد من الاحياء من أجل حثهم على الإقبال على مكاتب الاقتراع.

وأشار, من جانبه, مقران شعبان, ممثل مرشح جبهة القوى الاشتراكية, يوسف أوشيش, إلى أهمية المشاركة الواسعة في هذا الاقتراع من أجل المساهمة في تعزيز استقرار البلاد و ضمان أمنها, و الوقوف إلى جانب المواطن لضمان حياة أفضل.

أما علي دحماني, ممثل المترشح الحر السيد عبد المجيد تبون, فقد أكد, من جانبه, أن الاقتراع يجري بكل في ظروف حسنة وقد تم وضع صور المترشحين الثلاثة بكل مكتب من المكاتب ال20 لمقاطعة مرسيليا, مبرزا الجهود المبذولة لتجنيد أبناء الجالية الذين يواصلون الإقبال على مكاتب الاقتراع.

ويتوقع مؤطرون للعملية الانتخابية بمقاطعة مرسيليا مشاركة “واسعة” لأبناء الجالية الوطنية في اقتراع الرئاسيات خاصة غدا الجمعة بعد الظهر و يوم السبت المقبل.

وأرجع المؤطرون هذه المشاركة المتوقعة إلى “تعود أبناء الجالية الإقبال على مكاتب الاقتراع أكثر بعد صلاة الجمعة و في نفس اليوم (السبت) الذي يجرى فيه هذا الاستحقاق داخل الوطن لكونهم يتابعون عبر وسائل الاعلام المختلفة كل مجريات الأحداث التي تهم البلاد”.

وأكدت السيدة أم السعد بزاز, وهي متطوعة مشرفة على مكتب اقتراع بمركز القنصلية العامة للجزائر بمرسيليا, أن توافد أبناء الجالية على مكاتب الاقتراع المنتشرة بالمقاطعة, سيزيد بقوة بالتزامن مع عطلة نهاية الاسبوع.

من جانبه, قال السيد دوي ميديم, متطوع بأحد مكاتب الاقتراع أن “الناخبين الذين لديهم التزامات مختلفة خلال الأيام الأولى من التصويت يقبلون بقوة خلال اليومين الآخرين وهذا ما عودتنا عليه التجارب الانتخابية السابقة”.

ويواصل ابناء الجالية الوطنية المقيمة بمرسيليا, من مختلف الفئات, الاقبال على صناديق الاقتراع يحركهم حب الوطن, على غرار الخبير الاقتصادي نزيم سيني الذي أدى واجبه, و كله أمل أن تساهم النخبة الجزائرية في الخارج في بناء مستقبل البلاد.

وقال السيد سيني, و هو أستاذ بكلية الاقتصاد بجامعة مرسيليا ومستشار في المقاولاتية, في تصريح لوأج, ان هذه الانتخابات “مهمة جدا بالنسبة للاقتصاد الوطني وموعدا رئيسيا بالنسبة لابناء الجالية”, خاصة, كما قال, وأنها “تجري بعد التخلص من جائحة كورونا وفي ظروف تميزت بتغيرات جيوسياسية و نزاعات تتزايد من يوم لآخر إلى جانب تسجيل أزمات اقتصادية”.

ولهذه الأسباب مجتمعة, شدد الخبير الاقتصادي على “ضرورة الاعتماد على من يسعى إلى حماية المواطن وتعزيز الاقتصاد الوطني”, مؤكدا على أن “تكون الخمس سنوات المقبلة مبنية على قاعدة اقتصادية متينة ومبتكرة وتنافسية”.

وفي ذات الإطار, وصف الخبير الاقتصادي الجالية الجزائرية المتواجدة عبر مناطق العالم ب”القوة الديموغرافية والاقتصادية التي يعول عليها”.

وبأحد مكاتب الاقتراع بمدينة افينيون (100 كلم عن مرسيليا) التقت “وأج” السيدة خضرة التي لم تتخل يوما عن نداء الوطن, إذ شاركت في كل المواعيد الانتخابية الهامة مظهرة بطاقات الناخب التي تحتفظ بها “جيدا” منذ سنوات السبعينات.

وتحدثت السيدة خضرة بكل اعتزاز وفخر عن الجزائر التي لم تقطع الصلة بها منذ هجرتها إلى فرنسا وتزورها كلما سمحت لها الظروف بذلك.

وأكدت هذه السيدة المسنة التي كانت برفقة ابنتها أن عناء السفر لم يمنعها من التنقل إلى القنصلية العامة الجزائرية بمرسيليا فيما سبق خلال كل هذه المواعيد, مثمنة قرار تقريب مكاتب الاقتراع من اقامة أبناء الجالية المتواجدين بجنوب فرنسا.