دعوة لتصنيف مختلف أشكال التعابير المسرحية المرتبطة بإحياء السنة الأمازيغية “يناير”

دعوة لتصنيف مختلف أشكال التعابير المسرحية المرتبطة بإحياء السنة الأمازيغية

الجزائر – دعا باحثون مختصون في التراث الأمازيغي، اليوم الأربعاء بالجزائر العاصمة، إلى ضرورة تثمين مختلف أشكال التعابير المسرحية المرتبطة بإحياء السنة الأمازيغية “يناير” على غرار إحتفالية “ايراد” ببني سنوس بتلمسان وتصنيفها ضمن قائمة التراث الوطني وأيضا العالمي.

وطالب مشاركون في ندوة بالمسرح الوطني الجزائري في إطار”الأيام الوطنية الثانية للمسرح الأمازيغي” تحت عنوان “التعابير المسرحية عند الأمازيغ عامة وكرنفال ايراد لدى بني سنوس بتلمسان خاصة” ب “ضرورة تثمين” مختلف مظاهر التعابير المسرحية الأمازيغية المرتبطة بإحياء “يناير” على غرار “إيراد” وتصنيفها ضمن قائمة التراث الوطني ولاحقا التراث الإنساني العالمي لليونسكو، “من أجل الحفاظ عليها كمورث مشترك عريق وتقديمه للأجيال القادمة”.

وفي هذا الشأن اعتبر الباحث حميد بيلاك أنه ينبغي تصنيف إحتفالية “إيراد” بتلمسان و”أمغار أوشقوف” و”أمداح” بتيزي وزو وغيرها من الأشكال والتعابير المسرحية التراثية على المستوى الوطني والمرتبطة بإحياء السنة الأمازيغية “كتراث وطني كمرحلة أولى ثم إعداد ملف شامل ليتم اقتراح تصنيفها كتراث إنساني في قائمة اليونسكو”.

وأوضح الباحث أن التصنيف “سيحمي هذه العناصر الثقافية والفنية من الاندثار، وذلك أسوة بتصنيف أعياد سنوية مشابهة عبر العالم”، مضيفا أن الجزائر “كانت من أوائل الدول التي صادقت على مختلف الاتفاقيات الدولية في مجال حماية التراث المادي واللامادي”.

وتطرق بيلاك في مداخلته إلى الوظائف الاجتماعية لبعض الطقوس المسرحية في الذاكرة الجماعية مركزا على الأشكال الفنية الشفوية ك “الإيراد” و”المداح” و”أمغار أوشقوف” وأيضا “شايب عاشوراء” بالأوراس المرتبطة بإحياء السنة الأمازيغية وما تحمله هذه الطقوس من أبعاد وعناصر الفرجة التي لها امتداد في الممارسة المسرحية الحديثة.

بدوره، أكد الباحث بن داود عبد الله، على أهمية مساهمة الجمعيات الثقافية المحلية في إثراء الملفات المتعلقة باقتراح تصنيف إحتفالية “أيراد” وغيرها من التعابير المسرحية التراثية بالجزائر، مؤكدا أن الاحتفال ب “يناير” المصادف لأول يوم من السنة الفلاحية الأمازيغية يهدف إلى “إحياء قيم متجذرة تتمثل أبرزها في تمتين العلاقات الاجتماعية وتعزيز الروابط الأسرية وتنمية الاعتزاز بالتمسك بالتقاليد، على اعتبار أنه موعد يكرس الهوية الثقافية الوطنية”.

من جهته، اعتبر الباحث حلوان حسان أن الاحتفال برأس السنة الأمازيغية الجديدة والذي يصادف 12 يناير من كل عام هو مناسبة ل “إحياء التراث الشفوي الأمازيغي والتراث المشترك في كل أبعاده وقيمه وبكل حمولاته”، وأيضا “فرصة لإبراز قيم التضامن والتسامح والوحدة في المجتمع الجزائري ولقاء للتعارف لتمرير قيم الأجداد للجيل الجديد وتثمينها” بكل ما تمثله الاحتفالية الجماعية من مظاهر كالأكلات الشعبية والعروض الفنية والشعر الشعبي والغناء للحفاظ على عادات الأسلاف.

وبدوره، أوضح المسرحي والباحث لعوق مصطفى أن “إيراد” “صيغة مسرحية عريقة تقليدية أصيلة وظاهرة اجتماعية تيمنا بسنة فلاحية جيدة مورست منذ قرون طويلة ببني سنوس وينبني شكلها الدرامي على مزيج من التمثيل والغناء والرقص ينم عن براعة في توظيف الشعر والقصص والأساطير الشعبية”، مضيفا أن هذا الاحتفال “ليس شكلا مسرحيا فقط بل عملية تأريخية شاملة للمسرح في الجزائر ما يستدعي المزيد من البحوث و الدراسات”.

وتأسف المتحدث ل “عدم تصنيف احتفال أيراد على المستوى الوطني والدولي رغم عراقته وأصالته”، مضيفا أنه “ظل أيضا بعيدا عن ممارسي الفن الرابع رغم كونه يمثل ممارسة تأصيلية مثلى لفعل مسرحي قار باعتبارها تجربة محورية على صعيد مسرحة التقاليد الشعبية مثلت نموذجا استعراضيا وتعبير يمتلك مقومات الفرجة والإمتاع”.