حمروش : حراك الجزائريين مبّهر لكن الحل بيد الجيش - الجزائر

حمروش : حراك الجزائريين مبّهر لكن الحل بيد الجيش

عبّر رئيس الحكومة الأسبق (6 سبتمبر 1989- 3جوان 1991) مولود حمروش، عن إنبهاره من حراك 22 فبراير، لقدرته على إسقاط جدار الخوف ووضع حد للخنوع، لكنه يعتقد أن أي حراك جماهيري مهما بلغ حجمه وعمقه لا يفضي بسهولة ويسر إلى إنتاج إمتداد بشري وسياسي ومؤسساتي له، حتى لو كان ذلك عبر تنصيب هيئات انتقالية أو عقد ندوات وطنية، معتبرًا أن الحل للخروج من الأزمة التي تعيشها البلاد بيد المؤسسة العسكرية. حمروش، وفي مساهمة مطولة نشرها على صفحات جريدتي “الخبر” الناطقة باللغة العربية و”الوطن” بالفرنسية، اليوم الإثنين 15 أفريل، أشار لأهم المكتسبات التي حققها الحراك الشعبي السلمي والتي تأتي على رأسها “منع أي تصادم دموي بين العصب بواسطة شبكات الولاء والإذعان” بالإضافة إلى “تجنيب الجيش التدخل وتمكينه من المحافظة على انسجامه التام، بفضل حجم وقوة وحدة الحراك الشعبي”. خطابات قايد صالح وتوقف أحد المنسحبين من رئاسيات أفريل 1999، عند خطابات قايد صالح، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، المتزامنة مع الحراك الشعبي، مبرزًا أن “تموقع قيادة الجيش مع مطالب الشعب المشروعة قد حافظ على الطبيعة الوطنية للجيش الوطني الشعب، وبقي على قيادة الجيش الآن الإسهام في إتمام بناء الدولة الوطنية وصياغة دستور وإقامة مؤسسات تملك فعليًا سلطات الترخيص والضبط والتأهيل والرقابة التي ستضع نهائيا الجيش في مأمن من أي تنازع سياسي متحزب ومن توظيف له كقاعدة حكم سياسي أو كوسيلة في يد أي كان”. ووفق منظور حمروش، “سيكون من المزعج حقًا الاعتقاد بأن تشييد الدولة الوطنية هو تحصين للجيش وحماية له من كل خطأ” مضيفا “بل إن تشييد الدولة الوطنية يرسخ الديمقراطية ويجعلها تؤدي وظيفتها ويجعل الحكومة محل تنافس وتداول، على أن لا ينجر عن ذلك طعن في أسس الدولة وفي دور الجيش ولا يشوش على المنظومة الوطنية الدفاعية والأمنية ولا يطعن أو يتخلى عن واجباتنا والتزاماتنا الدولية”. رسالة لبقايا النظام بالرغم من مرافعته لدور الجيش في مسايرة المرحلة المقبلة، إلا أن رئيس الحكومة الأسبق، وجه رسالة مبطنة إلى بعض رجالات النظام الذين يعتقدون أن الشارع سيتراجع عن مطالبه، بقوله”من الخطأ التوهم بأن استقالة الرئيس بوتفليقة وتعيين رئيس الدولة بالنيابة وتنظيم انتخابات رئاسية ستسد كل الثغرات وتنهي كل الاعتراضات وتعالج كل الأمراض وتحقق كل التطلعات”. “لأن مثل هذا التوهم قد يجعلنا لا نلتفت لدروس تجاربنا التاريخية الثمينة في ممارسة الحكم التي أوصلتنا إلى ما نحن عليه اليوم. كما يمكن أن ينسينا مثل هذا التوهم الكم الهائل من التبذير في الوقت والطاقات البشرية والمالية” يردف المتحدث. مصير الحراك بالمقابل، يعتقد مولود حمروش، أن “الأسابيع المقبلة من الحراك الشعبي، ستكون حرجة وحاسمة لتأكيد قدرة النخب السياسية على التوجه بثبات نحو حماية الدولة والجيش، وذلك بوضع آليات وميكانيزمات ديمقراطية حاكمة، وإيجاد رقابة فعلية تمارسها مؤسسات فاعلة ومنتخبون فعليون”. ليردف ” لقد بنيت ونفذت كل استراتيجيات زعزعة الاستقرار، وكل عمليات الاستخدام وكل سياسات التقهقر عبر ثغرات غياب اليقظة وقلة التبصر” معتبرا” أن ” المهم اليوم ليس معرفة من يملك قدرات أكبر أو دراية أعمق أو تخصصا أوسع لإنقاذ البلاد وجيشها، فالمسألة تتعلق بكيفية الإسهام في تنظيم هذه الحيوية وهذا الذكاء لدى شعب قوي بشبابه وبمهاجريه في أوروبا وفي أصقاع العالم، شعب مصر على تجسيد “مشروع الجزائر”.

اقرأ المزيد