على ارتفاع 2300 متر عن مستوى سطح البحر، وفوق أعلى قمة من قمم جبال جرجرة، في بلاد القبائل الجزائرية.. أقام الإنسان منذ مئات السنين وشيد بيوتا من القش وأخرى من الحجارة، وتطورت وكبرت وصارت بلدة حملت اسم «بني يني»، وتجاوز صيتها حدود الجزائر.
يبدع الحرفيون في صناعة الحلي عالي الجودة حيث يتم ترصيعه بالأحجار الكريمة بخاصة المرجان.. تعتبر حرفة تقليدية متوارثة من مئات السنين.. تحتفل بني يني كل سنة بمهرجان يعرف بـ”عيد الفضة”..
ومن المعروف أن الحلي الفضية لا تفارق المرأة القبائلية بشكل خاص وترتبط بارتداء الزي التقليدي القبائلي في الحفلات والأعراس، غير أن الحرفيين أبدعوا تصاميم عصرية تصلح لكل الأوقات وتناسب جميع الأذواق والأعمار دون أن تخرج عن التراث الأمازيغي وثقافته.
حلي آث يني ضاربة في التاريخ، وتقول إحدى الروايات أن أصلها يرجع إلى سنة 1492 عندما طردت ملكة إسبانيا الأشخاص الذين رفضوا اعتناق الكاثوليكية من اليهود المسلمين الذين كانوا يعيشون في مملكتها ليتم نفيهم بالقوة إلى دول المغرب العربي ومنها الجزائر، وقد حل بعض الحرفيين اليهود في بجاية وحملوا معهم هذه الحرفة التقليدية، ولقنوها للسكان المحليين، واستقر البعض منهم بمنطقة آث يني. فيما تشير رواية أخرى إلى أن عائلة علام التي يقال إنها استقرت بآث يني هي التي نقلت صناعة هذه الحلي للسكان المحليين، حسب ما أورده موقع المحافظة السامية للأمازيغية.
تيزي وزو: قرية آث عقاد.. تمسك بالعادات والتقاليد في إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف