جولة جميلة بـ 16 صورة في تيقزيرت… آثار تعانق طبيعة ساحرة تجذب الأنظار وتأسر القلوب

في قلب ولاية تيزي وزو، وتحديدًا بين مدينتي دلس وأزفون، تتربع بلدية تيقزيرت كإحدى أجمل الوجهات السياحية في الجزائر، مزيّنة بطبيعتها الخلابة، شواطئها الساحرة، وآثارها التاريخية العريقة التي تعود لمختلف الحضارات القديمة، وعلى رأسها الحضارة الرومانية.

تعني كلمة تيقزيرت “جزيرة” باللغة الأمازيغية، وهو نفس المعنى الذي كان يُطلق عليها في العهد الفينيقي باسم “إيومونيوم“، وهو ما يعكس العمق التاريخي لهذا المكان الذي ظلّ لقرون محطة جذب حضاري وثقافي.

ومع حلول موسم الاصطياف، تتحوّل تيقزيرت إلى مركز حيوي نابض، تستقبل فيه الآلاف من السياح من مختلف ولايات الوطن، ومن خارج البلاد أيضًا، حيث يجد الزائر نفسه أمام لوحة فنية طبيعية مرسومة بمزيج من زُرقة البحر وصفاء السماء وهدوء الجبال. وتُعدّ شواطئ تيقزيرت من بين الأجمل في منطقة القبائل، مزينة بمظلاتها متعددة الألوان، التي تضفي سحرًا خاصًا على المكان، وتُغري الزوار بالاستلقاء تحت أشعة الشمس أو خوض مغامرة سباحة في مياه البحر المتوسط.

لكن الجمال في تيقزيرت لا يتوقف عند حدّ الطبيعة، بل يمتد إلى التاريخ الحيّ الذي يسكن حجارتها، إذ تحتوي على آثار رومانية تُعدّ من أبرز المعالم التي تستهوي محبي السياحة الثقافية. وتبرز هذه الآثار كدليل على عراقة المنطقة، وتُعدّ من أوّل النقاط التي يقصدها الزوار لاكتشاف ما تبقّى من تلك الحضارات الغابرة.

أما ميناء تيقزيرت، فقد تحوّل هو الآخر إلى نقطة جذب سياحي رئيسية، لما يتميّز به من طابع تقليدي فريد، حيث تصطفّ القوارب الصغيرة للصيادين المحليين في منظر بانورامي يعكس روح البحر وحياة البحّارة اليومية. وعلى مقربة من الميناء، تنتشر المطاعم التي تفوح منها رائحة السمك الطازج المشوي، لتُكمِل التجربة السياحية بنكهات محلية أصيلة.

ولعلّ أهم ما يميّز هذه الوجهة الساحلية هو قدرتها على الجمع بين الراحة النفسية والاسترخاء من جهة، والاكتشاف الثقافي والتاريخي من جهة أخرى، ما يجعلها ملاذًا مثالياً للراغبين في الهروب من صخب المدن وضغوط الحياة اليومية.

وبفضل هذه المزايا المتكاملة، تُواصل تيقزيرت ترسيخ مكانتها كوجهة سياحية بارزة في الجزائر، تُغري الزوار بالعودة مرة تلو الأخرى، لتكتشف كل مرة وجهًا جديدًا من وجوه هذا المكان العابق بالتاريخ والجمال.

اقرأ المزيد