جمعة 15 مارس ..حضر الشعب وغاب الساسة

جمعة 15 مارس ..حضر الشعب وغاب الساسة - الجزائر

شهدت مسيرات الجمعة الرابعة التي شارك فيها أكثر من مليون جزائري من جميع فئات المجتمع توحدوا على معارضة القرارات التي صدرت عن السلطة يوم 11 مارس، وإجتمعوا غالبيتهم في الساحات والطرق الرئيسية وسط العاصمة رافعين شعارات سياسية تندد بالسلطة ورموزها في غياب لافتات أو شعارات حزبية. وعكس الجمعات الأولى، غاب أثر معظم رؤساء الأحزاب السياسية عن مسيرات 15 مارس وهو ما تؤكده صفحاتهم على موقع فايسبوك التي كانوا يوثقون فيها خرجاتهم وسط مناصريهم، في حين اكتفت بعض التشكيلات السياسية بإيفاد نواب من البرلمان للتغطية عن غيابهم. أبرز الغائبين رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، الذي دخل في جدال خلال الأسبوع الماضي مع من اتهموه بمحاولة ركوب الحراك الشعبي من خلال نزوله في مسيرة 8 مارس وسط إحاطة كبيرة من مناضلي حزبه في بعض الشوارع القريبة من المقر تجنبا للطرد، قبل أن يعود إلى مكتبه في الطابق الخامس وفي حوزته صور ينشرها في صفحته بموقع فايسبوك. علي بن فليس رئيس حزب طلائع الحريات، الذي استبق الجماهير في جمعة 1 مارس لوسط العاصمة وأدلى بتصريح لبعض الصحفيين الذين حالفهم الحظ بلقائه في ذلك التوقيت المبكر، ثم اختفى نهائيا قبل وصول الحشود الشعبية ليتواصل إختفاؤه في جمعة 8 مارس و15 مارس، وهو ما يظهر أخذ الرجل بنصيحة مقربيه أنه سيكون الهدف الأبرز للمتظاهرين نظير التهمة التي تلاحقه بأنه الموقع على قرار منع المظاهرات في العاصمة سنة 2001. أما رئيس جبهة العدالة والتنمية، عبد الله جاب الله، الذي كان استثناء بمشاركته في الجمعة الرابعة، غير أنه لم يكن استثناء في “محاولات الطرد” التي تلاحق رؤساء الأحزاب فقد تعرض لمضايقات من المشاركين على مستوى عدة شوارع كانت مسرحا لمسيرته في العاصمة طالبه فيها المحتجون بمغادرة المسيرة. رئيس التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، محسن بلعباس، كان يخرج كل جمعة من مقر حزبه وسط العاصمة محاطا بعشرات المناضلين، وهو ما جعله بعيدا عن أنظار الجماهير الغاضبة من السياسيين ومكنه من تسجيل نقاط الحضور والإحتماء بالمناضلين لتفادي أي طارىء أو محاولات طرد. الأمينة العامة لحزب العمال، لويزة حنون، فضلت عدم المشاركة في مسيرة 15 مارس، والإكتفاء بإيفاد برلمانيين من حزبها، بعد قيام بعض الشباب على مستوى ساحة أودان في جمعة 8 مارس بمطالبتها بالإنصراف، وهي التي كانت تصر على المسير من ساحة أول ماي إلى غاية قصر الشعب مرورا بالبريد المركزي استحضارا للحركات الإحتجاجية التي كانت تقودها قبل أكثر من ربع قرن. بالمقابل، سار رؤساء أحزاب أخرى في إطمئنان لا لأنهم مقبولون عند الشعب، ولكن لأن الغالبية العظمي لا تعرف شخوصهم ولا تشكيلاتهم السياسية، وهو حال رئيس حزب الحكم الراشد عيسى بلهادي الذي كان يطلب كل مرة ممن يصادفهم في طريقه أن يلتقطوا له صورة وسط الجموع، وهو حال رئيس حزب التجديد والتنمية أسير طيبي وآخرون لم يتعرف عليهم لا المشاركون ولا حتى ممثلوا وسائل الإعلام الحاضرة.

اقرأ المزيد