التزموا بتدابير الوقاية من فيروس كورونا
استغل عدد كبير من الجزائريين في مختلف ولايات الوطن الحجر الصحي لإطلاق مبادرات تضامنية وتفاعلية لتحسين وتهيئة المحيط الذي يعيشون فيه، وقد لاقت تلك المبادرات استجابة واسعة بين مختلف السكان الذين لبوا النداء وانضموا جميعا إلى العمل بجانب بعضهم دون تردد، وذلك تزامنا وإحياء الجزائر لليوم العالمي للبيئة المصادف للخامس جوان من كل عام
وشملت حملات التنظيف عددا من الأحياء والعمارات وكذا سلالم الشوارع الرئيسية وبعض المساجد والمقابر، حيث عكف الشباب والكهول وحتى الأطفال على برمجة أيام في نهاية الأسبوع للقيام بمختلف عمليات التهيئة والقضاء على الوجه القبيح والأوساخ التي كانت تعم الأرجاء.
وحافظ المتطوّعون في حملات التنظيف على الإجراءات الوقائية للحماية من فيروس كورونا حيث ارتدوا الكمامات ووقفوا على بعد مسافات تزيد عن المترين بين الواحد والآخر.
وشهدت بلدية درارية عمليات متتالية في الفترة الأخيرة شملت كبرى أحيائها، حيث عمد سكان حي السبّالة إلى تنظيف عماراتهم والمساحات المجاورة لسكناتهم، كما تعاون السكان للتخلص من الأعشاب والحشائش المنتشرة هنا وهناك، وإلى ذلك بادر بعض سكان المنازل والفيلات بإعادة دهن الواجهات وتزيينها.
وخرجت النساء بدورهن لتنظيف سلالم العمارات وتطهيرها من الأوساخ، كما ركز بعض الرجال على تنظيف نقاط جمع النفايات والمفرغات التي نالت منها القاذورات بشكل مقزز.
وفي ولاية سكيكدة كان الموعد في حي 500 مسكن الذي لبس حلة جديدة بعد تزيين جدران عماراته بلوحات فنية غاية في الجمال ورفع الركام المترامي بالقرب منه.
وفي ولاية بومرداس أيضا استفادت بيوت الله التي لا تزال مغلقة بموجب قرار احترازي للحد من انتشار عدوى كورونا من عمليات تنظيف وتهيئة شارك فيها عدد من المتطوّعين والمتطوعات اللواتي عملن في جناح النساء حيث تقيدوا بمختلف الإجراءات الوقائية وعملوا طيلة اليوم الى جانب مختصين في التطهير والتعقيم استعدادا لأي قرار قد يصدر لإعادة فتح المساجد، والحال ذاته سجل عبر ولايات عديدة منها العاصمة والمدية وعين الدفلى وغيرها من المدن.
والتفت بعض الأحياء إلى أمواتهم والحالة الكارثية التي آلت إليها غالبية المقابر بسبب تصرفات طائشة لزائرين أو منحرفين عبثوا بحرمة الأموات وحوّلوا مساحات يرقدون فيها إلى مفرغات للقارورات البلاستيكية والقاذورات.
ففي ولاية تيارت نظمت حملة تنظيف للمقبرة القديمة بعاصمة الولاية شارك فيها الجمعيات النشطة في الميدان والمجتمع المدني والأشغال العمومية وغرفة التجارة والصناعة “سرسو” وبلدية تيارت بعد نداء مكتب التحالف الوطني للشباب الجزائري مكتب تيارت والصحفي “جلول بسعدات “تحت شعار “معا من أجل نشر الوعي ومدينة نظيفة”.
العملية ذاتها عرفتها بلدية بئر العاتر بولاية تبسة التي تعد من أكبر المقابر شارك فيها شباب وأئمة دعوا إلى أهمية الحفاظ على حرمة الأموات، وكذلك بولاية ورقلة التي شهدت هبة لمواطنين تطوّعوا لتغيير وجه مقابر مدينتهم ومحيطهم.
واعتبر المتطوعون المشاركون في مختلف الحملات أن نظافة المحيط مسؤولية الجميع وهذا النوع من المبادرات يستحق التشجيع والاهتمام لتعميمه واستمراريته بعد الحجر الصحي وجعله ثقافة مغروسة لدى الجميع، وتم تداول عديد الصور والفيديوهات في هذا الشأن على مواقع التواصل الاجتماعي تثني وتثمّن مثل هذه الالتفاتة للمحيط والبيئة.
جزائريون يستغلون فرصة العيد لصلة الأرحام و التغافر