جريمة “رڤان” ستستمر لأكثر من 24 ألف سنة قادمة - الجزائر

جريمة “رڤان” ستستمر لأكثر من 24 ألف سنة قادمة

أكد مختصون في عدة مجالات على أن ما ارتكب باسم “اليربوع الأزرق” GERBOISE BLEUE جرم مشهود بأثر رجعي قابل للتمديد في وقت يسعى رجال القانون في الجزائر إلى بناء إستراتيجية شاملة لتجريم فرنسا وطنيا ودوليا بعد 6 عقود من المحرقة النووية بالصحراء الجزائرية.. وخصوصا في رڤان.

وأفاد موقع RFI الفرنسي بأن تفجير 13 فبراير 1960 كان أقوى بأربع مرات من تفجير هيروشيما الشهير، حيث بلغ وزن القنبلة 70 طن. كما أجرت فرنسا بعدها ثلاث تجارب أخرى في صحراء الجزائر في ظرف سنة واحدة، ما تسبب في إصابة 40 ألف مواطن على الأقل بالإشعاعات النووية بين سنتي 1960 و1966.

وأكد أستاذ القانون الدكتور ميزاولي محمد لملتيميديا في تصريح له للإذاعة الجزائرية، أن قسم القانون بجامعة أدرار يحضر برنامج تشريع قانون متكامل يأخذ بعين الاعتبار كافة المسائل التي من شأنها أن تجرم فرنسا انطلاقا من المعطيات التاريخية والدراسات البيئية للمنطقة وسيعرض هذا الأخير على الجهات الوصية بهدف تفعيله وطنيا على أمل أن يجد إسقاطاته على المستوى الدولي.

كما كشف المختص في الفيزياء النووية البروفيسور عبد الكاظم العبودي صاحب كتاب “يرابيع رڤان” للإذاعة، أن المواد التفجيرية التي استخدمتها فرنسا في تجاربها النووية بالجنوب الجزائري أغلبها من البلوتنيوم الذي يحدد عمره الزمني بـ 4.2مليار سنة بالإضافة إلى مادة اليورانيوم الذي يستمر إشعاعه إلى أزيد من 24 ألف سنة.

وأكد البروفيسور العبودي إن المناطق التي تعرضت للتفجيرات النووية التي امتدت إلى 58 تفجيرا انطلاقا من رڤان ووصولا إلى تمنراست هي من أكبر المناطق المنكوبة إشعاعيا في الكرة الأرضية .

وأشار المتحدث إلى التغير الجذري على مستوى التنوع الحيوي في جميع الحيوانات والنباتات التي عاشت في المنطقة جراء المحرقة النووية كما نوه إلى الجهد العلمي الكبير والميزانيات الواسعة التي يتطلبها تحديد المناطق الملوثة بالإشعاعات خصوصا مع انعدام المراجع التي تصر فرنسا على إخفائها تسترا على جرمها النووي .

وشدد الأستاذ المحاضر بكلية الطب بالجزائر العاصمة البروفسور بن عامر مصطفى على التعقيدات الصحية التي تتسبب بها اليوم تلك التفجيرات النووية الواقعة منذ 60 سنة برڤان والتي يبدو أثرها جليا على ساكنة الجنوب.

وقال البروفيسور بن عامر إن نسوة رڤان خصوبتهن أقل بكثير من المعدل الطبيعي في الجزائر، بالإضافة إلى تفشي التشوهات الخلقية لدى المواليد الجدد، ناهيك عن الأعداد المهولة للمصابين بالأورام الخبيثة، وتفشي مشكلات صحية معقدة وكرموزومات مشوهة جينيا، وكلها دليل قاطع وبرهان ساطع على فداحة ما اقترفه المستعمر عبر يربوعها الأزرق.

اقرأ المزيد