الجزائر- ووري الثرى, ظهر اليوم الأربعاء, بمقبرة سيدي نعمان ببولوغين (الجزائر العاصمة) جثمان عضو لجنة الفتوى بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف الشيخ جعفر أولفقي المعروف باسم “أبو عبد السلام” الذي وافته المنية, أمس الثلاثاء, عن عمر ناهز 76 عاما إثر سكتة قلبية.
وحضر مراسم الجنازة عميد جامع الجزائر محمد مأمون القاسمي الحسيني وعدد كبير من المشايخ والأئمة وإطارات الشؤون الدينية والأوقاف إلى جانب رؤساء أحزاب وجمعيات وجمع غفير من المواطنين.
ويعد الفقيد من مواليد 2 ديسمبر 1946 بقرية توريرث بدائرة أقبو (ولاية بجاية), حيث حفظ القرآن في مسجد قريته ثم تدرج ليتحصل على شهادة الليسانس في اللغة العربية وآدابها ليتابع بعدها دراسات ما بعد التدرج.
وقد تقلد المرحوم عدة مناصب بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف, من بينها مدير الإرشاد والشعائر, مدير التوجيه الديني والتعليم القرآني ومدير التكوين وتحسين المستوى, حيث ساهم في تكوين إطارات التربية والتدريس الجامعي بالإضافة الى إلقاء العديد من المحاضرات في دور الشباب ومعاهد التكوين وفي التظاهرات العلمية مع المجلس الإسلامي الاعلى وكذا الأسبوع الوطني للقرآن الكريم.
كما عرف المرحوم أبو عبد السلام بمشاركاته المتميزة في حصص تلفزيونية وإذاعية, أشهرها حصة “فتاوى على المباشر” بإذاعة القرآن الكريم وحصة “فتاوى على الهواء” عبر التلفزيون الجزائري, علاوة على مساهمته القيمة في ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الأمازيغية.
وإثر هذا المصاب, بعث رئيس المجلس الشعبي الوطني, السيد ابراهيم بوغالي برقية تعزية إلى أهل الفقيد, أعرب فيها عن “تأثره الشديد” لنبأ وفاة “أحد أعلام وفقهاء الجزائر, ممن وهبوا أنفسهم خدمة للدين والوطن”.
وكتب السيد بوغالي:”إننا وإذ نودع فضيلة الشيخ أكرم المولى عـز وجل مآبه وأجزل ثوابه، فإننا نودع اليوم عـظيما حباه الله تبـارك وتعـالى بنور العلم ونبل الأخلاق، مكنته مؤهلاته الدينية والعلمية العالية وحكمته البالغة وإخلاصه للقيم الوطنية السامية من تبوء مقام العلماء الأجلاء, فاستحق المكانة الرفيعة في قلوب الجزائريين وكـل محبيه ممن عرفه وتتلمذ على يديه في حلقات الوعظ والإرشاد الديني الصحيح”.
من جهته, قدم الوزير الأول, السيد أيمن بن عبد الرحمان, تعازيه إلى عائلة الفقيد, حيث كتب في رسالة التعزية: “بقلوب خاشعة ومؤمنة بقضاء الله وقدره، نفقد الإمام الجليل الشيخ أبو عبد السلام، عضو اللجنة الوزارية للافتاء، وأحد أعمدة الوسطية والاعتدال التي أنارت شاشة الإعلام الديني الوطني بحسه التربوي و نظرته الإصلاحية وتقديره الرصين”, حيث “يشهد له من صاحبه في مسيرته بالعلم والتواضع والإخلاص في خدمة ديننا الحنيف ووطننا المفدى”.
الشيخ شمس الدين يشيع جثمان والدته لمثواها الأخير