جانت : أكلة “التاجلة” … وجبة تقليدية تستهوي السياح بمنطقة الطاسيلي ن آزجر

جانت : أكلة "التاجلة" ... وجبة تقليدية تستهوي السياح بمنطقة الطاسيلي ن آزجر

جانت – تحظى أكلة ”التاجلة ” الشعبية بشهرة كبيرة في منطقة الطاسيلي ن آزجر لكونها تشكل جزء من العادات الغذائية للسكان القدامى في المنطقة, وهي الأكلة الأكثر طلبا من قبل السياح الأجانب وهواة التخييم في أعماق صحراء الطاسيلي الجميلة.  

وتحرص وكالات الأسفار والسياحة على برمجة لفائدة السياح مختلف الأطباق التقليدية المعروفة في المنطقة, كما تحرص على استقطاب من يبرعون في إعدادها لتقديم خدمات ذات جودة للسياح و المساهمة في الترويج للسياحة الصحراوية عبر هذه الأطباق القديمة على غرار أكلة ”التاجلة”.

ويتم شرح للسياح طريقة إعدادها باعتبارها جزء من برنامج للتعريف بتراث المنطقة والترويج للسياحة الصحراوية تناغما ومجهودات الدولة في هذا الإطار.

وتبدأ عملية إعداد طبق ”التاجلة” مبكرا قبل الإنطلاق في رحلات السياحة التي تمتد عبر مناطق متنوعة في صحراء الطاسيلي ن آزجر الكبرى, ويتم ذلك على يدي أحد المهنيين في فن الطهي, نظرا لأن إعدادها  يتطلب مهارة خاصة ودقة في توليف المكونات البسيطة التي تشتمل عليها هذه الوجبة.

ويقوم أحد الطهاة من ذوي المهارة في هذا النوع من الأكلات الشعبية, بتجهيز طحين القمح المعد خصيصا لها, ويبدأ بإضافة كمية قليلة من الماء والملح ببطء وبراعة ليخلط المكونات بشكل سلس, ليستمر في عجن المكونات لبعض الوقت, حتى يمنحها بعد عجنها شكل القرص بحجم يتوافق مع عدد الحضور.

كما يتم في الوقت نفسه, تحضير “المرق” المميزة لأكلة ”التاجلة”, والتي تتضمن الخضروات الموسمية, حسب توفرها ولحم الإبل أو الضأن, وذلك وفق اختيار الطباخ وكذا القليل من العدس.

 

“التاجلة” …أكلة غنية بامتياز, ومن إختصاص المنطقة

 

وبالمناسبة أوضح همال موسى أحد الطهاة الماهرين في إعداد ”التاجلة” لـوأج , أن ما يميز هذه الأكلة التقليدية هو أنها تعتبر أكلة غنية بامتياز  من إختصاص المنطقة.

ويضيف ”المهندس” كما يصفه أصدقائه لبراعته في إعداد هذا الطبق الشهي, أنه لا يكتمل تناول ”التاجلة” في نظر سكان المنطقة وضيوفهم إلا باحتساء أكواب الشاي المعتقة المخصصة لهذه الوجبة, حيث يستمتعون بلحظات السمر والسهر تحت سماء صافية مرصعة بالنجوم في جلسة تستوعب روح المكان, ويتبادلون أطراف الحديث حول التراث المحلي والمعالم السياحية المميزة التي تحتضنها المنطقة.

ومن جهته أشار أحد سكان المنطقة دوشي سيدي محمد (75 سنة ), وهو معتاد على الترحال عبر كثبان الصحراء قديما,  أن ظهور هذا النوع من الأكلات التقليدية لدى الطوارق بشكل عام , يعزى إلى حاجة سكان المنطقة في الماضي للترحال الكثير وقطع مسافات طويلة خلال اليوم , مما يحتاج إلى وجبة دسمة تمنحهم الطاقة اللازمة لمتابعة رحلتهم على الأقدام.

وبدورها ذكرت خديجة بن علال أخصائية في التغذية أن أكلة ”التاجلة” تشكل أكثر الوجبات تنوعا و اشباعا, حيث تشمل جميع العناصر الغذائية الضرورية لجسم الإنسان فهي تحتوي على النشويات غير المكررة في خبز القمح الكامل والدهون و البروتينات والمعادن والفيتامينات والألياف التي توجد في المرق.

وأوضحت ذات المتحدثة أن السياح يقطعون مئات الكيلومترات لزيارة المناطق السياحية البعيدة من أجل خوض غمار مغامرات جديدة و تذوق أطباق لم يجربوها من قبل والتي تختلف عن عاداتهم الغذائية, وهذا ما يستهوي السياح وساهم في استقطابهم الى جانت, عاصمة الطاسيلي.

اقرأ المزيد