تونس: لم يعد هناك معنى للإعلان العالمي لحقوق الإنسان أمام ما يحدث في غزة

تونس: لم يعد هناك معنى للإعلان العالمي لحقوق الإنسان أمام ما يحدث في غزة

تونس- أكد حقوقيون و اعلاميون, اليوم السبت, بالعاصمة تونس, أنه ” لم يعد هناك معنى للإعلان العالمي لحقوق الإنسان أمام ما يحدث في غزة, وبالنظر إلى التعامل الدولي مع القضية وإلى ازدواجية المعايير في التعاطي مع القضايا الإنسانية “.

جاء ذلك خلال ندوة تضامنية مع الشعب الفلسطيني تحت عنوان  ” الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والقضية الفلسطينية “, و ذلك بمناسبة إحياء  اليوم العالمي لحقوق الإنسان, المصادف ل 10 ديسمبر من كل عام,  حيث اكد المشاركون ان هذا الاعلان لم يعد له أي مصداقية امام سياسة الكيل بمكيالين التي تعتمدها كبرى دول العالم في التعامل مع القضايا الدولية.

وفي مداخلة تحت عنوان “الإبادة الجماعية والتهجير القسري”, أكد المحامي والأستاذ بكلية الحقوق والعلوم السياسية بتونس, محمود داوود يعقوب وهو فلسطيني مقيم بتونس, أن المأساة الفلسطينية ولدت مع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان, معتبرا أن ” الأمم المتحدة هي سبب الأزمة ” وأن فلسطين ضحية قرار التقسيم الذي تجاوزه الكيان الصهيوني ولم يلتزم به منذ 1948 “.

وقال في هذا الصدد, إن “ما يحدث في غزة هو تكرار للنكبة ولكن بالألوان, وهو فرصة حتى يرى العالم ما حدث في فلسطين في 1948″, مشيرا إلى أن محاولات التهجير القسري متواصلة وبصيغ مختلفة, مثل التهجير بالتدمير في غزة (..), والتهجير بالتقتيل العشوائي بالضفة وفي بقية الأراضي”, مضيفا “عن أي سلام نتحدث مع من له عقيدة دينية وسياسية أن تدمر وجودك”.

واعتبر المتحدث ذاته أن ” الحرب مع الصهاينة ليست حرب حدود بل هي حرب وجود وأن هدف الصهاينة أكثر من مجرد احتلال كامل فلسطين”, منبها إلى أنه “إذا انتهت غزة وهي خط الدفاع الأخير سينتقل الدمار إلى مناطق أخرى في الدول العربية المجاورة”, كما نبه الى أن “غزة بقيت في مواجهة مشروعهم لذلك اتفقوا على ضرورة القضاء على المقاومة في غزة”.

و تساءل السيد محمود داوود يعقوب عن جدوى الاعلان العالمي لحقوق الانسان, اذا كان الكيان الصهيوني يرتكب جرائم حرب بحق الشعب الفلسطيني امام انظار كل العالم,  مشددا على أنه” لم يعد هناك معنى للإعلان العالمي لحقوق الإنسان أمام ما يحدث في غزة”.

من جهته, قال نقيب الصحفيين الفلسطينيين ونائب رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين, ناصر أبو بكر في مداخلته أن” الدبابات الصهيونية, داست الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بمباركة غربية وأن كل المبادئ التي يتفاخرون بها ثبت أنها هي مجرد شعارات اليوم”.

كما لفت إلى وجود جيل جديد في الدول الأوروبية وأمريكا الشمالية لم يعد يصدق رواية المحتل الذي يروج لنفسه كمدافع عن نفسه وأن المطلوب اليوم التركيز على هذا الجيل وتكثيف الجهود على المنصات المختلفة وتكثيف اللقاءات المباشرة مع المؤسسات والمنظمات الدولية والإقليمية في هذه البلدان لنشر الصورة الحقيقية للقضية.

و شدد في السياق على “ضرورة مواصلة العمل على الجانب القانوني من خلال تكثيف رفع الشكاوى إلى مؤسسات حقوق الإنسان ومطالبتها فقط باحترام مبادئها”.

من جانبه, استعرض الصحفي الفلسطيني, يوسف حبش في كلمته أهم مظاهر معاناة الفلسطينيين في غزة خاصة بعد 7 أكتوبر الماضي, حيث سقط بين 17 و18 ألف شهيد دون احتساب الشهداء تحت الركام, 70 بالمائة منهم من النساء والأطفال, ناهيك على أن 27 مستشفى أصبح خارج الخدمة, بسبب القصف, كما سجل خروج 55 سيارة إسعاف عن الخدمة وسقوط أكثر من 250 شهيد في صفوف الأطباء الذين تم استهدافهم أثناء عملهم, وتهجير مليون و900 ألف مدني.

و  ابرز الاعلامي ذاته أن الظروف الصحية الصعبة التي يعيش فيها سكان قطاع غزة تسببت في زيادة عالية بالأمراض المعدية والأوبئة بين الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات وذوي الإعاقة, كما تم “تجريف كل المزارع بشكل ممنهج و تلويث المياه والتربة “, مؤكدا أن ” ما ينقله الصحفيون الفلسطينيون غير كاف وأن الواقع أفظع بكثير”.

اقرأ المزيد