توافق السلطة و المجتمع المدني حول الشخصيات التي ستقود الحوار…منعرج جديد في طريق الخروج من الأزمة

الجزائر- بترحيب السلطة باقتراح “منتدى المجتمع المدني للتغيير” لشخصيات وطنية ستقود مسار الحوار تحضيرا للانتخابات الرئاسية, و إعلانها عن مشاورات لتشكيل هذا الفريق الذي “سيعلن عن تركيبته قريبا”, يكون مسعى الخروج من الأزمة التي تعيشها البلاد منذ أشهر قد أخذ منعرجا جديدا من خلال التأسيس لأرضية توافق يمكن أن تفضي إلى الانفراج المرجو.

فغداة إعلان “منتدى المجتمع المدني للتغيير” عن مبادرته المتمثلة في اقتراح قائمة تضم 13 شخصية وطنية ستوكل لها مهمة الوساطة و الحوار, أعرب رئيس الدولة عبد القادر بن صالح عن ترحيبه بهذه الخطوة التي وصفها بـ”الإيجابية في سبيل تجسيد المسعى الذي اقترحته الدولة”.

و اعتبر السيد بن صالح الشخصيات المقترحة “مؤهلة تماما لأداء هذه المهمة النبيلة”, مستندا في ذلك إلىتوفرها على شروط المصداقية و الاستقلالية و عدم الانتماء الحزبي و ابتعادها عن الطموحات الانتخابية, فضلا عن تميزها بالشرعية التاريخية  و السياسية و الاجتماعية و المهنية, شريطة أن تبدي استعدادا لذلك.

و انطلاقا من كل ذلك, أشار رئيس الدولة إلى أنه سيتم فتح مشاورات لتشكيل هذا الفريق الذي “سيعلن عن تركيبته النهائية قريبا”, مشيدا بهذه الخطوة “المحمودة” التي تبناها المنتدى و التي يقدم من خلالها “إسهاما ملموسا في إطلاق حوار صادق وبناء”.

و يظل هذا الحوار, حسب رئيس الدولة, “السبيل الأوحد لبناء توافق مثمر على أوسع نطاق ممكن, من شأنه توفير الظروف الملائمة لتنظيم انتخابات رئاسية في أقرب الآجال, انتخابات تكون وحدها الكفيلة بتمكين البلاد من مباشرة الإصلاحات التي هي في أمس الحاجة إليها”.


إقرأ أيضا:  توضيحات المنتدى المدني للتغيير بشأن بعض الشخصيات المقترحة لإدارة الحوار الوطني


و كان المنتدى قد كشف عن قائمة تضم شخصيات وطنية و سياسيين و أكاديميين و ممثلين عن المجتمع المدني, مرشحين للاضطلاع بدور الوساطة و خلق جو من “الثقة و التهدئة”, بغية العمل على إيجاد حلول للخروج من الازمة التي تمر بها الجزائر.

و من بين هؤلاء, المحامي مصطفى بوشاشي والخبيرة في القانون الدستوري فتيحة بن عبو والأكاديميين ناصر جابي واسماعيل لالماس وإسلام بن عطية, وكذا النقابي الياس مرابط والناشطة الجمعوية نفيسة لحرش والحقوقية عائشة زيناي. 

كما ضمت القائمة أسماء أخرى لها وزنها التاريخي و رصيدها السياسي على غرار المجاهدة جميلة بوحيرد و وزير الخارجية الأسبق والدبلوماسي أحمد طالب الابراهيمي و رئيسي الحكومة السابقين مولود حمروش ومقداد سيفي, بالإضافة الى رئيس المجلس الشعبي الوطني الأسبق كريم يونس.

و قد أبدت أغلب هذه الشخصيات المقترحة استعدادها لإدارة الحوار الوطني, معلنة موافقتها المبدئية للقيام بهذه المهمة, شريطة أن تبادر السلطة بـ”إجراءات تهدئة لزرع الثقة” و توفير جملة من الشروط, أهمها “رحيل رموز النظام و  إطلاق سراح المساجين السياسيين ومعتقلي الرأي و فتح الفضاء العام ووسائل الإعلام المختلفة أمام جميع الآراء والتوجهات بكل حرية”و غيرها.