تنسيق دبلوماسي بين الجزائر وتركيا حول الأوضاع الإقليمية

تنسيق دبلوماسي بين الجزائر وتركيا حول الأوضاع الإقليمية - الجزائر

في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين الجزائر وتركيا، تلقى وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، أحمد عطاف، يوم الأربعاء، مكالمة هاتفية من نظيره التركي، هاكان فيدان، حيث تباحث الطرفان حول سبل تطوير الشراكة بين البلدين، إضافة إلى آخر مستجدات الأوضاع الإقليمية، خاصة ما يجري في الشرق الأوسط.

تعزيز الشراكة الجزائرية-التركية
ووفقًا لما جاء في بيان صادر عن وزارة الشؤون الخارجية، فقد تناولت المحادثات الثنائية الملفات ذات الاهتمام المشترك، خاصة في ظل التحضيرات الجارية لانعقاد الدورة الثالثة للجنة التخطيط المشتركة بين الجزائر وتركيا. وتشكل هذه اللجنة إطارًا استراتيجيًا لتعزيز التعاون في مختلف المجالات، بما في ذلك الاقتصاد، الطاقة، الصناعة، والبنية التحتية، بالإضافة إلى التنسيق السياسي والدبلوماسي بين البلدين.

وتشهد العلاقات الجزائرية-التركية تطورًا متزايدًا في السنوات الأخيرة، حيث تُعد تركيا أحد أبرز الشركاء الاقتصاديين للجزائر، لا سيما في مجالات الاستثمارات المباشرة والتبادل التجاري، إضافة إلى المشاريع الكبرى التي تنفذها الشركات التركية في الجزائر.

الوضع في الشرق الأوسط وتطورات غزة
إلى جانب الملف الثنائي، شكلت الأوضاع في الشرق الأوسط محورًا رئيسيًا للنقاش بين عطاف وفيدان، حيث بحث الوزيران آخر المستجدات في قطاع غزة والجهود الدولية المبذولة لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار، الذي يعد ضروريًا لوقف معاناة المدنيين الفلسطينيين.

كما أكدت المحادثات على أهمية التنسيق بين الجزائر وتركيا في القضايا الإقليمية والدولية، خاصة في ظل التحديات الراهنة التي يواجهها العالم العربي والإسلامي. وأكد الجانبان على ضرورة تعزيز الجهود الدبلوماسية لدعم الحقوق الفلسطينية المشروعة، والعمل على تحقيق حلول عادلة ودائمة للأزمات التي تشهدها المنطقة.

التعاون الجزائري-التركي: شراكة استراتيجية متنامية
تمثل هذه المكالمة الهاتفية حلقة جديدة في العلاقات المتميزة بين الجزائر وتركيا، والتي شهدت خلال السنوات الماضية قفزة نوعية على المستوى الاقتصادي والاستثماري، حيث تعد تركيا أكبر مستثمر أجنبي في الجزائر خارج قطاع المحروقات، باستثمارات تفوق 5 مليارات دولار، تشمل مشاريع في مختلف القطاعات، مثل البناء، النسيج، الصناعات التحويلية، والطاقة.

كما تعززت العلاقات السياسية بين البلدين عبر زيارات متبادلة رفيعة المستوى، واتفاقيات تعاون تشمل مجالات الأمن والدفاع، التجارة، النقل، والصناعة، مما يجعل من الشراكة الجزائرية-التركية نموذجًا ناجحًا في التعاون الدولي.

آفاق التعاون المستقبلي
مع اقتراب انعقاد الدورة الثالثة للجنة التخطيط المشتركة، من المتوقع أن تشهد العلاقات بين الجزائر وتركيا مزيدًا من التنسيق والتعاون، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية والسياسية التي تواجهها المنطقة.

وبهذا الصدد، يُرتقب أن تناقش اللجنة ملفات استراتيجية، مثل توسيع الاستثمارات التركية في الجزائر، تعزيز التبادل التجاري، تطوير مشاريع البنية التحتية، وزيادة التعاون الأمني والدبلوماسي، بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين، ويعزز مكانتهما كشريكين استراتيجيين على الساحة الدولية.