تنديد دولي واسع بإغتيال الكيان الصهيوني لعاملين في منظمة إغاثية وسط قطاع غزة

تنديد دولي واسع بإغتيال الكيان الصهيوني لعاملين في منظمة إغاثية وسط قطاع غزة

الجزائر- أثارت الجريمة المروعة التي إرتكبها جيش الإحتلال الصهيوني بحق العاملين في منظمة “وورلد سنتر كيتشن” الإغاثية (المطبخ المركزي العالمي)، جنوب دير البلح، وسط قطاع غزة، ردود فعل إقليمية ودولية غاضبة، خاصة وأن المنظمة كانت تتولى تقديم المساعدات الإنسانية لمئات آلاف النازحين والمنكوبين في القطاع.

و منذ تأسيسها في عام 2010, على يد الإسباني خوسيه أندريس, قدمت منظمة “وورلد سنترال كتشن” (غير حكومية مقرها أمريكا) أول 7 ضحايا, لقوا حتفهم في أثناء تقديمهم الطعام للمنكوبين في قطاع غزة, بسبب العدوان الصهيوني المستمر منذ نحو 6 أشهر.

و عقب هذه الجريمة, التي تضاف الى سلسلة الجرائم المروعة التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة, أعلنت المنظمة في بيان لها, أنها ستوقف كافة عملياتها في غزة, مشيرة إلى أن الضحايا من أستراليا وبولندا و بريطانيا بالاضافة إلى شخص مزدوج الجنسية يحمل الجنسيتين الأمريكية والكندية والفلسطينية.

و أوضحت المنظمة أنه على الرغم من التنسيق مع جيش الاحتلال إلا أنه تم ضرب القافلة عندما كانت تغادر مستودع دير البلح, حيث كان الفريق قد قام بتفريغ أكثر من 100 طن من المساعدات الغذائية الانسانية التي تم احضارها إلى غزة عن طريق البحر.

و شدد عاملون في مجال الإغاثة في غزة, على أن قرار المنظمة وقف عملياتها, من شأنه أن يحرم سكان غزة الذين يعانون الجوع المتزايد من تدفق المساعدات الغذائية الإنسانية, في وقت يعتبر فيه كل مصدر من مصادر المؤن حاسما لتفادي ما ظل الخبراء يحذرون منه منذ أسابيع من مجاعة وشيكة.

و تدير المنظمة 68 “مطبخا مجتمعيا” في غزة, وأرسلت أكثر من 1700 شاحنة محملة بالأغذية ومعدات الطبخ حتى الآن خلال ما يقرب من ستة أشهر من العدوان الصهيوني.

و على صعيد ردود الفعل, أدان الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي, جوزيب بوريل, الهجوم وطالب بإجراء تحقيق, وقال “على الرغم من كل المطالبات بحماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني, فإننا نشهد سقوط ضحايا أبرياء جدد”.

بدوره, قال منسق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة مارتن غريفيث, إنه لا يمكن الدفاع عن المتورطين بمقتل عمال إغاثة دوليين في قصف استهدف قافلتهم بمدينة دير البلح.

و استنكر المسؤول الأممي الجريمة قائلا: “كل هذا الحديث عن وقف إطلاق النار, ولا تزال هذه الحرب تسرق أفضلنا”, مشددا على أن “هذا (العدوان) يجب أن يتوقف”.

من جهتها أعربت منظمة الصحة العالمية عن غضبها من مقتل موظفي منظمة “المطبخ المركزي العالمي”, وقال مدير عام المنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس في منشور على منصة “إكس”: “نحن غاضبون من مقتل عاملين في المجال الإنساني بغزة”, مضيفا أن “السلامة مطلب أساسي لإيصال المساعدات المنقذة للحياة” إلى القطاع, وتساءل: “كم من الأرواح ستفقد حتى يكون هناك وقف إطلاق نار؟!”.

و أبدت بولندا اعتراضها على تجاهل القانون الإنساني والدولي في قطاع غزة عقب استهداف الكيان الصهيوني طواقم الإغاثة الإنسانية, معربة عن الحزن العميق لوقوع الحادث ومقدمة تعازيها لأسرة المتطوع البولندي الذي كان ضمن أفراد القافلة.

بدوره, قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون إن المملكة المتحدة تنتظر “تفسيرات شاملة وشفافة” من الكيان الصهيوني, مضيفا “لا بد أن يحظى العاملون في المجال الإنساني بالحماية وأن يكونوا قادرين على القيام بمهمتهم”.

من جهته, استدعى رئيس الوزراء الأسترالي, سفير الكيان الصهيوني بعد مقتل عاملة إغاثة أسترالية في غزة.

و كانت قد أكدت أستراليا, فجر اليوم, مقتل موظفة أسترالية تعمل في الإغاثة بقطاع غزة, وطالبت حينها الكيان الصهيوني بمحاسبة كاملة على ذلك الفعل.

من جانبها, دعت الولايات المتحدة الكيان الصهيوني إلى التحقيق في استهداف جيش الاحتلال, موظفي منظمة “المطبخ المركزي”, إذ أعربت متحدثة مجلس الأمن القومي ب “البيت الأبيض” أدريان واتسون, عن “حزنها الشديد” لمقتل موظفين من المنظمة.

كما أعربت الخارجية الصينية, عن صدمتها نتيجة الاستهداف الذي نتج عنه مقتل 7 من المنظمة الإنسانية في غزة.

أما ملك الأردن عبد الله الثاني, فشدد على ضرورة “حماية المنظمات الإنسانية في غزة وتمكينها من إيصال المساعدات الحيوية”.

كما أدانت مصر مقتل عمال الإغاثة, مؤكدة رفضها القاطع لاستمرار الكيان الصهيوني استهداف المنظمات العاملة في المجال الإنساني.

و كانت حركة المقاومة الاسلامية “حماس” أدانت في وقت سابق ب”أشد العبارات” استهداف جيش الاحتلال الصهيوني للعاملين في  “المطبخ المركزي العالمي”, جنوب دير البلح.

و أكدت أن “هذه الجريمة تؤكد مجددا أن الاحتلال لا زال يصر على سياسة القتل الممنهج ضد المدنيين العزل وضد فرق الإغاثة الدولية والمنظمات الإنسانية, في إطار مساعيه لإرهاب العاملين فيها, لمنعهم من مواصلة مهامهم الإنسانية”.

و طالبت حماس “المجتمع الدولي ومجلس الأمن بإدانة هذا الفعل الشنيع, والتحرك لوضع حد لجرائم الاحتلال وعدوانه على شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة”.

للإشارة فإن “وورلد سنترال كيتشن” تأسست بعد الزلزال الذي ضرب هايتي يوم 12 يناير 2010, و أثر في 3 ملايين شخص بين قتيل وجريح ومفقود, بهدف تقديم الطعام للمنكوبين.

و بالرغم من ضخامة أثر زلزال هايتي, إلا أن المنظمة قالت في بيان لها, عشية دخولها قطاع غزة أواسط مارس الماضي إن “الدمار والحاجة هناك هي الأشد خطورة, مما رأيناه أو شهدناه إطلاقا في تاريخنا”.

اقرأ المزيد