تندوف/2003 : انجازات تعزز الصناعة المنجمية والنقل بالسكك الحديدية

تندوف/2003 : انجازات تعزز الصناعة المنجمية والنقل بالسكك الحديدية

تندوف – شهدت ولاية تندوف إطلاق مشاريع ضخمة وغير مسبوقة خلال سنة 2023 كان عنوانها الأبرز تعزيز الصناعة المنجمية والبنية التحتية للنقل بالسكك الحديدية تجسيدا لالتزامات رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون.

ويشكل الاستغلال الفعلي لمنجم غارا جبيلات بتندوف لبنة لتجسيد إستراتيجية صناعية من شأنها تحقيق تنمية وطنية شاملة تلقي بظلالها على منطقة الجنوب الغربي وتمتد آثارها التنموية إلى كافة ربوع الوطن، مثلما عبر عنه رئيس الجمهورية خلال زيارته الأخيرة إلى الولاية.

ويتوخى من هذا المشروع أن يحقق أهدافا عديدة يكمن أهمها في تثمين منجم غارا جبيلات لدعم السوق المحلي في مجال صناعة الحديد والصلب وتأمين وضمان استقلالية الإنتاج الوطني من مادة الحديد، إلى جانب تنمية منطقة الجنوب الغربي للوطن من خلال المشاريع الضخمة المصاحبة لمشروع استغلال المنجم مع إمكانية تصدير المواد المصنعة والنصف المصنعة بعد إشباع السوق الداخلية.

ومن شأن مشروع استغلال منجم غارا جبيلات الذي وصفه خبراء اقتصاديون ب”أكبر استثمار منجمي في الجزائر منذ الاستقلال”، باحتياطي مقدر بحوالي 5ر3 مليار طن من الحديد، حسب دراسات أولية، أن يوفر كمرحلة أولى حوالي 3 آلاف منصب عمل ميداني، واستحداث مهن حرفية أخرى ذات صلة.


إقرأ أيضا:      استخراج أزيد من 250 ألف طن من الحديد الخام بمنجم غارا جبيلات


ويتوقع أن يساهم هذا المشروع في تعزيز قدرة البلاد على استغلال مؤهلاتها الطبيعية وتوظيفها للنهوض بالصناعات الثقيلة وتوفير فرص عمل مستقبلا بعد الوصول إلى الطاقة القصوى في الاستغلال الفعلي للمنجم التي قد تصل إلى نحو 15 ألف منصب عمل من مجموع 20 آلف منصب عمل متوقع، بحسب تصريحات سابقة لمسؤولي وزارة الطاقة والمناجم.

وينتظر أن يعطي استغلال وتطوير قطاع المناجم بتندوف دفعا قويا للأنشطة المنجمية بغية الاستغلال الأمثل لهذه الثروات على المستوى الوطني، ويحقق أهدافه المتوخاة والتي تتمحور حول تهيئة الظروف المواتية لتنمية الاستثمار من خلال إصلاح الإطار التشريعي والتنظيمي المتعلق بالأنشطة المنجمية وكذا توفير معلومات وبيانات أساسية عالية الجودة بالإضافة إلى تكثيف برامج البحث المنجمي وتطوير المشاريع الصناعية المنجمية الكبرى الهادفة إلى تثمين الموارد المعدنية المحلية.

وتشير إحصائيات أولية لعملية استخراج خام الحديد من منطقة غارا جبيلات مند إعطاء إشارة انطلاقها إلى استخراج وطحن ما يربو عن 200 ألف طن من خام الحديد في انتظار نقلها إلى بشار، ثم إلى ميناء أرزيو قصد التصنيع، وفق ما صرح به لوأج رئيس المشروع بغارا جبيلات, محمود بوكرومة، مبرزا أن سنة 2024 ستشهد انطلاق أشغال إنجاز وحدة لمعالجة خام الحديد.

وفي سياق ذي صلة، أعلن مجمع “سونلغاز ” عن الشروع في إنجاز الدراسات التقنية لإنشاء محطة للطاقة الشمسية بمنطقة غارا جبيلات بولاية تندوف بقدرة 200 ميغاواط، تستغل لتأمين الحاجيات الطاقوية لمنجم غارا جبيلات والمناطق المحيطة به، تجسيدا لسياسة الانتقال الطاقوي للبلاد الرامية الى تطوير الطاقات المتجددة وتنويع الباقة الطاقوية.

ويرتقب أن تنطلق أشغال إنجاز هذا المشروع خلال الثلاثي الأول من سنة 2024، على أن تدخل هذه المحطة المزودة “بنظام تخزين الطاقة “حيز الخدمة في مدة تتراوح ما بين 18 و 24 شهرا، بحيث سيتم ضمان ترابطها مع شبكة الكهرباء لولاية تندوف، حسب مسؤولي ذات المجمع.

 

نحو تمديد الخط المنجمي الغربي على مسافة 950 كلم

 

ومن جهة أخرى، أطلقت السلطات العليا للبلاد مشاريع إنجاز منشآت قاعدية كبرى مهيكلة من أجل تعزيز شبكات السكة الحديدية، خدمة للتنقل والتنمية الاجتماعية والاقتصادية.

وسيربط الخط المنجمي الغربي ميناء أرزيو بوهران بمناجم الحديد بغارا جبيلات. هذا الخط الذي دخل مقطعه الرابط بين وهران وبشار حيز الخدمة سابقا، يشهد حاليا أشغال تمديده على مسافة 950 كلم نحو الجنوب انطلاقا من مدينة بشار نحو غارا جبيلات، مرورا بالعبادلة وحماقير وتبلبالة وحسي خبي وأم العسل وتندوف، بحسب البطاقة التقنية للمشروع.

فمند إعلان السلطات العمومية عن إطلاق المشروع الاستثماري الضخم لتثمين واستغلال مناجم الحديد والصلب بغارا جبيلات, بدأت عملية التحضير لتمديد الخط المنجمي الغربي، حيث أطلقت دراسات تصميم هذا الخط في ظرف وجيز لتنتهي المرحلتان الأولى والثانية تباعا لمقطعين بطول 375 كلم من بشار إلى حدود الولاية مع بني عباس على مسافة 200 كلم ومن تندوف باتجاه أم العسل على مسافة 175 كلم، وفق البطاقة التقنية للمشروع.


إقرأ أيضا:      2023، سنة بعث قطاع المناجم بالجزائر


وبخصوص المقاطع التي تربط منجم غارا جبيلات ببشار، أكد رئيس المشروع, عبد الشفيع بن الربيع, في تصريح لوأج بأن الأشغال متقدمة بخصوص إنشاء قواعد الحياة من أجل التكفل بورشات الإنجاز وفتح الأروقة على مستوى مختلف مقاطع هذا الخط الذي تشرف على إنجازه شركات وطنية يرافقها الشريك الصيني ويتولى تجمع مكاتب الدراسات الوطنية متابعة ومراقبة الأشغال.

للإشارة, فقد شدد رئيس الجمهورية خلال زيارته الميدانية الأخيرة إلى المنطقة على ضرورة احترام آجال إنجاز هذه المشاريع المهيكلة واحترام نوعية القدرات للتقدم بوتيرة تتماشى والمقاييس الدولية في هذا المجال، داعيا إلى العمل على تذليل كل الصعوبات والمعوقات التي تحول دون تحقيق نتائج إيجابية.

اقرأ المزيد