تمنراست – أبرز المشاركون في الملتقى الوطني لموسم الشيخ مولاي الشريف الرقاني في طبعته الثامنة عشرة, اليوم الأربعاء بتمنراست, أهمية العمل على تطوير المواطنة الرقمية كوسيلة فعالة للتصدي للتطرف الفكري.
وأكد المتدخلون خلال هذا الملتقى الذي احتضنته دار الثقافة, على ضرورة وضع إستراتيجية علمية تهدف إلى تعزيز المواطنة الرقمية لدى الأفراد من خلال تنمية قدراتهم المعرفية, بما يتيح لهم مواجهة التطرف الفكري الذي يهدد مختلف فئات المجتمع لاسيما الشباب, باعتبارهم الفئة الأكثر ولوجا وتفاعلا مع الفضاء الافتراضي.
وفي هذا الصدد, أكدت المحاضرة نزيهة عبيدات من جامعة الجزائر, في مداخلتها, على ضرورة حماية مستخدمي التكنولوجيا الرقمية من المخاطر المحتملة الناجمة عن سوء الاستخدام, مبرزة أهمية ترسيخ مفهوم المواطنة الرقمية, والتي تسعى إلى تعزيز التواصل الاجتماعي ودعم التعليم والمشاركة وتشجيع الابتكار إلى جانب مكافحة التطرف الفكري. وبدورها, أكدت المختصة في علم الاجتماع الدكتورة آمنة بن قبي من جامعة تمنراست على أهمية تحضير أرضية مناسبة لاستخدام التكنولوجيا والعمل على تجنيد العنصر البشري المؤهل من أجل بناء مواطنة رقمية قوية تكمل المواطنة التقليدية الاجتماعية.
كما شددت من جانب آخر على ضرورة إشراك مختلف الفاعلين في المجتمع, لاسيما من المؤسسات الدينية ع لى غرار المساجد والزوايا, للإقناع بأهمية الانخراط في جهود تعزيز الرقمنة, بما يساهم في محاربة التطرف الفكري. ومن جهتها, تطرقت الأستاذة عايدة بلعبيدي من جامعة بسكرة إلى دور التقنيات المالية الحديثة كآلية لتنمية الوعي الفكري لدى المواطن, مشيرة إلى وجود إرادة سياسية قوية لدعم الرقمنة, خاصة فيما يتعلق بالتعاملات المالية والنقدية.
وأضافت أن التقنيات والتطبيقات المالية التي أصبحت تعتمدها بعض البنوك والمؤسسات الخدماتية تعد إحدى أهم الوسائل لتقوية قدرات الأفراد في المجال الاقتصادي وتعزيز مهاراتهم في التعامل الرقمي.
ويتضمن هذا الملتقى الذي تتواصل فعالياته على مدار يومين بحضور أساتذة ومشايخ وأئمة وطلبة, تقديم مداخلات حول المسائل المتعلقة بتكييف الرقمنة وآليات تقوية الهوية و تعزيز الاعتدال الفكري ومحاربة الفكر الديني المتطرف, إضافة إلى استخدام الذكاء الاصطناعي في دعم المواطنة.
لمواكبة التحولات الرقمية.. وزير التجارة يؤكد على تطوير المركز الوطني للسجل التجاري