تفشي فيروس كورونا في أوروبا: وهران تحبس أنفاسها، تترقب و تأمل

وهران – مع تفشي فيروس كورونا في أوروبا ولا سيما بإسبانيا وفرنسا حبست مدينة وهران أنفاسها كونها منطقة خطر بالنظر لأهمية التبادلات الجوية والبحرية بينها و بين أوروبا التي لا يفصلها معها سوى جزء من البحر المتوسط لا يتعدى بعض المئات من الكيلومترات.

ويتضح جليا القلق بين المواطنين بوهران وأضحت كلمة كورونا على كل الألسن.

ويخشى الصغار والكبار من هذا الفيروس الذي تسبب لحد الآن في وفاة مئات الأشخاص عبر العالم. و أدى الإنتشار الواسع لهذه الجائحة في إسبانيا التي لها علاقات تجارية وثيقة مع عاصمة الغرب الجزائري إلى زيادة الضغط على سكان “الباهية”.

ومع ذلك لا تبدو يوميات الوهرانيين قد تغيرت, فالشوارع مزدحمة والمقاهي ممتلئة فضلا عن التوافد على المساحات الخضراء والترفيهية كما أن مراكز التسوق جاهزة لاستقبال, كعادتها, زبائنها وربات البيوت اللائي يرغبن في استغلال العطلة المدرسية من أجل التسوق.

وباستثناء عدد قليل من الأشخاص الذين يرتدون الكمامات الواقية في الأماكن العامة, يبدو أنه لا شيء يشوش على يوميات ساكنة وهران.

وبسوق “الصديقية”, يبدو رجل في الخمسينيات من العمر وهو يتأهب لشراء ساندويتش “كارنتيكا” (أكلة شعبية بوهران) من بائع متجول, أنه لا يدرك الخطر المحتمل لفعلته في الوضع الحالي.

وقال ضاحكا أن “الحياة و الموت بيد الله تعالى وحده”. و وافقه في منطقه اللامبالي هذا, زبائن آخرون بذات المحل, إذ  اعتبروا أن “الله هو الستار”, إيمانا منهم أنه لن يصيبنا إلا ما كتبه الله لنا.

ويعد عدم تسجيل أي حالة إصابة بالفيروس إلى الآن بمدينة وهران, حجة إضافية لهم, كما أوضح احدهم الذي قال و كأنه  لا يعي خطورة ما يحدق من احتمال انتشار أكبر للجائحة أنه “لا جدوى من اتخاذ الاحتياطات مسبقا”.

غير أن الافراد الذين فضلوا ارتداء الأقنعة الواقية لا يشاطرون هذا الرأي.

وذكرت في هذا الصدد إحدى الأمهات التي كانت بمعية ابنتيها بسوق حي أيسطو أنها قررت رفقة عائلتها ارتداء أقنعة استجابة لدعوات السلطات لليقظة.

وقالت الأم: “نحن نعلم بالفعل أن فترة الحضانة للفيروس يمكن أن تصل إلى 28 يومًا” ، غير مستبعدة “وجود حالات أخرى لم يتم اكتشافها بعد”.

أما رضا و هو موظف في الخمسين من العمر, فهو يرتدي الكمامة الصحية منذ عدة أيام معتبرا أنه “لا مجال للمزح في أمور خطيرة مثل هذه”.

وأثارت زيارة العديد من أفراد عائلته المقيمين في أوروبا مخاوفه قائلا أنه “حتى ولو بدوا في حالة صحية جيدة إلا أنه لا يمكنني التأكد من أنهم غير حاملين للفيروس”.

ولا يبدو أن النشاط التجاري بوهران في تباطؤ, فالمحلات التجارية تحافظ على إيقاعها المعتاد في الوقت الذي يلاحظ فيه الصيادلة إقبالا على الأقنعة والمواد المطهرة مع زيادة ملحوظة في أسعارها لما تكون متوفرة.

كما تسجل محلات بيع المواد الغذائية توجها طفيفا من قبل الزبائن نحو شراء وتخزين هذه المواد خاصة بالنسبة للمنتجات ذات الإستهلاك الواسع و غير القابلة للتلف. و وفقا لأحد التجار فإن “الوضع لم يبلغ مستوى الهلع بعد و لا يستدعي ذلك بعد”.

وفي انتظار تطور الوضع بشكل أو بآخر, فإن وهران مثل باقي مدن البلاد، تحبس أنفاسها وتتساءل حول استعداد وهران و توفر الوسائل بها للتكفل بالمصابين بفيروس كورونا في حالة انتشاره بها و باتت بذلك “الباهية” تترقب وتأمل.

 

اقرأ المزيد