أعلن وزير الصحة، عبد الحق سايحي، عن دخول العديد من الهياكل الصحية الجديدة حيز الخدمة في ولاية قسنطينة، مشيرًا إلى أن هذه المشاريع ستكون بمثابة دعامة أساسية لتحسين النظام الصحي في عاصمة الشرق الجزائري، وبالتالي رفع مستوى الرعاية الصحية المقدمة للمواطنين. التصريح الذي أدلى به الوزير يأتي في سياق زيارته التفقدية للولاية التي تهدف إلى الوقوف على تطور القطاع الصحي في المنطقة، حيث أكد أن هذه المبادرات تعكس التزام الدولة بتحقيق إصلاحات هامة في قطاع الصحة.
قانون الاستثمار الجديد يدعم القطاع الصحي
وفي تصريح صحفي، أشار سايحي إلى أن قانون الاستثمار الجديد يمثل خطوة محورية نحو تعزيز الاقتصاد الوطني وجذب الاستثمارات، سواء من القطاع العام أو الخاص، إلى مختلف المجالات، ومنها بالطبع القطاع الصحي. وبيّن الوزير أن الحكومة تدعم أي استثمار يسهم في تحسين الخدمات الصحية، مشيرًا إلى أن هذه الاستثمارات ستعزز من البنية التحتية الصحية وتعمل على توفير مزيد من الإمكانيات لقطاع الصحة في الجزائر.
تدشين مركز مكافحة السرطان: خطوة كبيرة نحو القضاء على المرض
من أبرز المشاريع التي تم تدشينها خلال الزيارة، كان مركز مكافحة السرطان بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن باديس في قسنطينة، وهو المركز الذي يهدف إلى تقديم التكفل الأمثل للمرضى الذين يعانون من السرطان. المركز، الذي طاقته الاستيعابية تصل إلى 60 سريرًا، تم تجهيزه بأحدث المعدات الطبية في هذا المجال، مما سيتيح للأطباء القدرة على تشخيص المرضى بسرعة وكفاءة عالية. ولفت سايحي إلى أن هذا المرفق سيخفف من معاناة المرضى ويقلل من فترات الانتظار الطويلة التي يعاني منها الكثيرون.
مشاريع مستشفيات جديدة لتعزيز الرعاية الصحية
ولم تقتصر الزيارة على تدشين مركز مكافحة السرطان فقط، بل شملت أيضًا الزيارة إلى المعهد الوطني للتكوين العالي لإطارات الشباب، الذي سيتم استغلاله كمستشفى للاستعجالات الطبية بسعة 120 سريرًا، وذلك التابع للمركز الاستشفائي الجامعي ابن باديس. الوزير أعلن أن الدراسة التقنية الخاصة بهذا المشروع سيتم طرحها أمام الخبراء قريبًا، في انتظار تشييد مستشفى جامعي جديد بسعة 500 سرير لتخفيف الضغط الكبير على المركز الاستشفائي الجامعي في قسنطينة.
العيادات متعددة الخدمات تواكب التطور التكنولوجي
في إطار التحسين المستمر للخدمات الصحية في قسنطينة، تم تدشين العيادة متعددة الخدمات فضالي الشريف في مدينة علي منجلي، والتي تميزت بتجهيزاتها الطبية المتطورة واستخدامها للرقمنة في جميع الإجراءات الصحية. هذه العيادة تمثل نموذجًا مثاليًا للمرافق الصحية الحديثة التي تعكس التطور الكبير في القطاع الطبي، مما سيساهم بشكل كبير في تحسين جودة الرعاية الصحية المقدمة للمواطنين.
مشاريع أخرى لتحسين القطاع الصحي
وزار الوزير أيضًا مشروع مستشفى 200 سرير في الوحدة الجوارية 17، الذي سيشكل إضافة نوعية في مجال الرعاية الصحية في المنطقة. كما اطلع على ورشة إنجاز مركب الأمومة والطفولة بسعة 120 سريرًا في ذات المقاطعة الإدارية، والتي بلغت نسبة تقدم الأشغال بها 45 بالمائة، ومن المتوقع استلام المشروع في سنة 2026. هذه المشاريع تعتبر جزءًا من النهضة الصحية الكبرى التي تعيشها ولاية قسنطينة.
القطاع الخاص: مساهمة قوية في تطوير المنظومة الصحية
من جانب آخر، شدد الوزير سايحي على أهمية الاستثمار الخاص في قطاع الصحة، حيث تم تدشين مركز للتشخيص الطبي، إلى جانب مؤسسة استشفائية جديدة بسعة 68 سريرًا في عاصمة الولاية. واعتبر الوزير هذه المشاريع بمثابة “مفخرة” لولاية قسنطينة، خاصة في ظل المعدات الحديثة التي تتمتع بها هذه المنشآت، مما يعكس تطور القطاع الخاص في مجال الرعاية الصحية.
نهضة صحية في قسنطينة
وفي ختام تصريحاته، أكد الوزير أن ولاية قسنطينة تعيش حاليًا نهضة صحية كبيرة، حيث تجري العديد من المشاريع الهامة لتدعيم المنظومة الصحية المحلية. وأوضح سايحي أن المشاريع الجديدة ستساهم بشكل كبير في استدراك النقائص المسجلة في قطاع الصحة، من خلال تحسين الظروف الصحية للمواطنين والتخفيف من الضغط على المستشفيات الحالية.
مع هذه المشاريع المتنوعة التي تجمع بين القطاعين العام والخاص، تواصل الجزائر تعزيز بنيتها التحتية الصحية بما يساهم في تحسين خدمات الرعاية الطبية لجميع المواطنين، ويعكس التزام الدولة بتطوير هذا القطاع الحيوي.
بوغالي يشيد بالدور الريادي الذي تضطلع به الدولة من أجل تحسين المنظومة الصحية