تطورات جديدة في مشروع ‘بلدنا’ لإنتاج الحليب

تطورات جديدة في مشروع ‘بلدنا’ لإنتاج الحليب - الجزائر

استقبل وزير الصناعة والإنتاج الصيدلاني الجزائري، علي عون، وفداً رفيع المستوى من دولة قطر، ضم الرئيس المدير العام لشركة بلدنا القطرية، معتز محمد رسلان الخياط، وسفير دولة قطر لدى الجزائر، عبد العزيز نعمة. تناول الاجتماع الذي عُقد مؤخرًا في الجزائر العاصمة بحث أوجه التعاون الصناعي بين البلدين، خاصة في مجال الصناعات الغذائية والدوائية.

مشروع إنتاج حليب الأطفال: خطوة استراتيجية

في إطار هذا اللقاء، عبّر الرئيس المدير العام لشركة بلدنا القطرية عن سعادته بالتقدم الملحوظ الذي شهدته العلاقات الصناعية الجزائرية القطرية. وأكد الخياط أن مشروع إنشاء مركب متكامل لإنتاج حليب الأطفال الرضع يُعد من المشاريع الهامة التي ستعزز التعاون الاقتصادي بين البلدين. ومن المقرر أن يُوقع الطرفان على مذكرة تفاهم بشأن المشروع عشية الخميس، مما يمثل خطوة أولى نحو الانطلاق الفعلي لتنفيذه.

هذا المشروع الاستراتيجي يعتبر خطوة حيوية لتعزيز الإنتاج المحلي في الجزائر، ويأتي في إطار الجهود الحكومية الرامية إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي في المنتجات الغذائية الأساسية، مع التركيز على حليب الأطفال كمنتج ضروري يتطلب تطبيق أعلى معايير الجودة والسلامة الغذائية. أكد الوزير علي عون أن المشروع يجب أن يلتزم بالمعايير الدولية المعمول بها في هذا المجال لضمان منتج يلبي احتياجات السوق المحلي والتصدير إلى الأسواق الخارجية.

التزام الجزائر بدعم المشروع وتقديم التسهيلات

في كلمته خلال اللقاء، شدد الوزير علي عون على أن قطاع الصناعة الجزائري مستعد لتقديم كل الدعم والتسهيلات اللازمة لإنجاح هذا المشروع الاستراتيجي. وأشار إلى أن الوزارة ستعمل بالتنسيق مع كافة القطاعات المعنية لضمان سير المشروع بسلاسة وفي إطار زمني محدد. تأتي هذه التصريحات لتؤكد التزام الحكومة الجزائرية بتعزيز التعاون الاقتصادي مع دولة قطر، والعمل على تطوير مشاريع مشتركة تساهم في تحقيق التنمية المستدامة في البلاد.

وأكد الوزير أن هذا المشروع لن يقتصر فقط على تلبية الاحتياجات المحلية من حليب الأطفال، بل سيساهم أيضًا في توفير فرص عمل جديدة وتحقيق نقل التكنولوجيا في مجال التصنيع الغذائي، مما يعزز من قدرة الجزائر على المنافسة في الأسواق الإقليمية والدولية.

تعزيز العلاقات الثنائية بين الجزائر وقطر

إلى جانب التركيز على مشروع إنتاج حليب الأطفال، أعرب الوزير علي عون عن تقديره للعلاقات الثنائية المتينة بين الجزائر وقطر. وأشار إلى أن هذا التعاون سيتوسع ليشمل مجالات أخرى مهمة، مثل الصناعات الصيدلانية، الحديد والصلب، ومواد التغليف. تأتي هذه الخطوة ضمن رؤية البلدين لتعزيز الاستثمارات المتبادلة وتحقيق التكامل الصناعي الذي يخدم مصلحة الطرفين.

وأضاف الوزير أن الجزائر تسعى دائمًا إلى توفير بيئة استثمارية جاذبة للشركات الأجنبية، وتقديم التسهيلات القانونية والإدارية التي تشجع على ضخ استثمارات جديدة. وأشاد بالدور الذي تلعبه الشركات القطرية في تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، معربًا عن أمله في أن يكون مشروع حليب الأطفال بداية لسلسلة من المشاريع الاستثمارية الناجحة بين الجزائر وقطر.

توسيع مجالات التعاون في قطاع الصناعة

من جانبه، أعرب الوفد القطري عن ارتياحه الكبير للتطورات التي شهدتها العلاقات بين الجزائر وقطر في السنوات الأخيرة، مشيرًا إلى أن هذا التعاون يمثل نموذجًا ناجحًا للشراكة الاقتصادية بين الدول العربية. وأكد الرئيس المدير العام لشركة بلدنا على أهمية توسيع مجالات التعاون لتشمل مختلف القطاعات الصناعية، وليس فقط الصناعات الغذائية والصيدلانية.

وفي هذا السياق، دعا الخياط الوفد المرافق له إلى إجراء دراسات جدوى دقيقة لكل مشروع جديد يمكن تنفيذه في الجزائر. وأشار إلى أن شركة بلدنا ملتزمة بتقديم خبراتها في تطوير الصناعات المختلفة، مع التركيز على الابتكار واستخدام أحدث التقنيات في التصنيع. وأعرب عن تطلعه إلى فتح آفاق جديدة للتعاون بين البلدين، سواء في مجال الصناعات التحويلية أو الطاقة المتجددة.

الآفاق المستقبلية للتعاون الجزائري القطري

يُعد هذا اللقاء بين المسؤولين الجزائريين والقطريين خطوة هامة نحو تحقيق شراكة استراتيجية بين البلدين في مجالات متعددة. من المتوقع أن يسهم مشروع إنتاج حليب الأطفال في تعزيز القدرة الإنتاجية للجزائر في هذا المجال، وتقليل اعتمادها على الاستيراد من الخارج. كما أن التعاون في مجال الصناعات الصيدلانية والحديد والصلب سيفتح آفاقًا جديدة لتعزيز الصناعة المحلية وتوفير منتجات ذات جودة عالية للسوق الجزائرية.

تأثير المشروع على الاقتصاد الجزائري

من المتوقع أن يكون لهذا المشروع تأثير إيجابي على الاقتصاد الجزائري. إلى جانب توفير فرص عمل جديدة، سيساهم المشروع في تقليل العجز التجاري للبلاد، وذلك من خلال إنتاج محلي يغطي الطلب الداخلي ويوفر فائضًا يمكن تصديره إلى الأسواق الخارجية. كما سيعمل المشروع على تعزيز الاكتفاء الذاتي في مجال حليب الأطفال، وهو أمر حيوي لأمن الجزائر الغذائي.

يمثل هذا المشروع خطوة نوعية في مسار العلاقات الجزائرية القطرية، ويعكس التزام البلدين بتعزيز التعاون الاقتصادي والصناعي. كما أنه يعكس رؤية الحكومة الجزائرية في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز التصنيع المحلي كوسيلة لدعم الاقتصاد الوطني وتوفير منتجات ذات جودة عالية تلبي احتياجات السوق المحلي والدولي.

من المؤكد أن هذا التعاون سيواصل النمو والتطور في السنوات القادمة، خاصة في ظل الاهتمام المشترك بتوسيع مجالات التعاون لتشمل صناعات جديدة ومبتكرة.

اقرأ المزيد