تصرفات الجزائريين تهدد بانتشار مخيف لفيروس “كورونا”

تصرفات الجزائريين تهدد بانتشار مخيف لفيروس “كورونا” - الجزائر

في الوقت الذي بادرت حكومات دول متطورة إلى غلق مجالها الجوي وحتّمت على أساطيل طائراتها وبواخرها الربوض في مدرجات المطارات وأرصفة الموانئ وفرضت على مدن كبيرة آهلة بالسكان الحجر الصحي وأكرهت مواطنيها على البقاء في بيوتهم وعدم المغادرة إلا للضرورة القصوى حفاظا على سلامتهم وطمعا في انحسار فيروس “كورونا” والتغلب عليه، لايزال السواد الأعظم من الجزائريين يتعاملون مع هذا الوباء رغم خطره الشديد وانتشاره السريع كأنه كذبة أفريل أو مؤامرة لحاجة في نفس بعض الأنظمة القوية، بدليل تعاملهم بصفة عادية وكأن لا شيء يحدث، في ضوء تهافت العائلات على الحدائق العمومية بأعداد رهيبة وتجولها في الأسواق الشعبية التي تعرف اكتظاظا رهيبا على غرار سوق المدينة الجديدة بوهران، ناهيك عن الحركة العادية المسجلة في المقاهي وقاعات الشاي والمطاعم والأزقة والشوارع وغيرها من الفضاءات العمومية التي يكثر فيها الاحتكاك مع الغير.

وفي هذا الموضوع، شدد الدكتور بقاط بركاني محمد، رئيس العمادة الوطنية للأطباء، في تصريح أدلى به لـ”الخبر”، أمس، على “ضرورة تغيير هذه السلوكات والتأقلم مع الوضع الجديد تفاديا لأي سيناريوهات غير محمودة العواقب لا قدر الله”، مضيفا أن “مواجهة هذا الوباء العالمي في بلادنا مسؤولية جماعية يتشارك فيها أبناء الشعب برمته، لأننا كلنا في قارب واحد وسلامتنا من سلامة الغير”.

وحسب المتحدث ذاته فإن “الحيطة والحذر هذه الأيام مطلوبتان بشكل كبير من أجل تفادي خطر انتشار هذا الفيروس الذي يتسلل إلينا من خارج الوطن، وذلك بأخذ العبرة من البلدان الأخرى المتضررة من هذه العدوى، خاصة دول الجوار على رأسها إيطاليا وإسبانيا وفرنسا التي سجلت آلاف الإصابات المؤكدة ومئات الوفيات”، مضيفا أن “الجزائريين مجبرون على تعديل بعض سلوكياتهم إلى حين انحسار الفيروس، لأن كل التجمعات حاليا هي مصدر خطر بما في ذلك الحفلات العائلية والأعراس”.

وشدد بقاط على ضرورة تنظيم حملات تحسيسية واسعة في أوساط كل المواطنين دون الحاجة إلى زرع الهلع والخوف بينهم، خاصة أن عدد الحالات المعلن عن إصابتها لحد الساعة لايزال محدودا ومنحسرا في بعض الولايات، منتقدا في هذا السياق “فشل السلطات في تحسيس المواطنين بهذا الخطر الذي يتهدد الصحة العمومية للجزائريين من منطلق أن سلوكياتهم على أرض الواقع تؤكد أن الرسالة لم تصل بعد”.

بالمقابل، يرى المسؤول الأول عن شريحة الأطباء أن الوضع لم يرق إلى درجة الإجراءات القصوى التي تستدعي غلق المطاعم والمقاهي”، مضيفا أن “الحل الأمثل في الوقت الراهن يكمن في الالتزام التام بالإجراءات الوقائية، من خلال الامتناع عن المصافحة والعناق والغسل الدوري للأيدي واستعمال المناديل الورقية والاستعانة بالمرفق عند السعال أو العطس، مع الحرص الشديد على النظافة”.

كما اعتبر بقاط أن تعليق بعض الخطوط الجوية وتقليص حركة التنقل جويا إلى ثلاثة مطارات رئيسية هي على التوالي مطارات الجزائر، وهران وقسنطينة “أمر غير كاف”، موصيا في هذا الإطار “بتشديد الإجراءات والتدابير الصحية على القادمين من فرنسا تحديدا، لأن كاميرات المراقبة الحرارية المستعملة لا تفي بالغرض لكشف أي إصابة، ومن ثمّة يجب معرفة كل المعلومات عن المسافرين القادمين، بدءا من الوجهات التي قدموا منها والمدن التي زاروها وعناوين إقامتهم وأرقام هواتفهم وغيرها من المعلومات الدقيقة التي يمكن اللجوء إليها في حال تأكيد أي إصابة بالفيروس المشؤوم”.

اقرأ المزيد