ترميم “قلعة الجزائر” بالقصبة: ورقة طريق جديدة “قريبا” لتدارك التأخير - الجزائر

ترميم “قلعة الجزائر” بالقصبة: ورقة طريق جديدة “قريبا” لتدارك التأخير

ترميم

الجزائر- أعلن والي ولاية الجزائر يوسف شرفة يوم الثلاثاء بالجزائر العاصمة عن وضع “قريبا” ورقة طريق جديدة لتدارك التأخير المسجل في عمليات ترميم “قلعة الجزائر” بالقصبة وذلك في إطار تفعيل الإجراءات للتسريع في نهوض بهذا المعلم الثقافي المصنف ضمن قائمة التراث العالمي.

وأوضح والي العاصمة في أول خرجة ميدانية له لمعاينة أشغال ترميم “قلعة الجزائر” أو كما تعرف بـ”دار السلطان” بالقصبة أنه سيتم وضع في أقرب الآجال ورقة طريق جديدة لتدارك التأخير المسجل في تنفيذ عمليات الترميم وبعض الإختلالات بهذا المعلم الثقافي المصنف عالميا, مبرزا أن “ما تبقى من عمليات الترميم هاما أيضا ويجب إنجازه في الآجال المحددة لتصبح القصبة وجهة ثقافية وسياحية بامتياز.

وأكد الوالي أن مشروع ترميم القصبة يكتسي أهمية قصوى ورصدت له الدولة “مبالغ مالية معتبرة”, كما تم تجنيد عدد كبير من مكاتب الدراسات والخبراء في مجال الترميم والحفظ فضلا على مؤسسات مؤهلة, مردفا أن المشروع “ينتظره كل الجزائريين” كونه يمثل, كما يقول “إحياء للتراث الجزائري العريق والذاكرة التاريخية”.

وفي هذا السياق أكد الوالي أن الترميمات تهدف إلى إعادة إحياء القصبة العتيقة من جميع النواحي التراثية والعمرانية والثقافية والسياحية بتنفيذ المخطط واحترام الشروط التقنية والفنية للطابع العمراني بالقصبة.

وشدد السيد شرفة أمام القائمين على المشروع على ضرورة الحرص على متابعة “نوعية وجودة الأشغال المنجزة وبالمواد الأولية الأصلية واحترام الدراسات التقنية وتوجيهات الخبراء وكذا احترام دفاتر الشروط وآجال الإنجاز فضلا عن توفير يد عاملة مؤهلة متخصصة.

كما وقف السيد شرفة خلال جولته بقلعة الجزائر وملاحقها على وتيرة مشاريع الترميم على مستوى كل من “قصر الداي” و”مسجد الداي” و”حي الانكشاريين” و”دار البارود” و”مسجد البراني” التي تعرف تأخرا رغم انطلاقها في سنة 2017, مشددا على ضرورة تدارك التأخير المسجل.

ومن جهتهم تناول المهندسون وممثلو مكاتب الدراسات المشرفون على عمليات الترميم الجارية بعض الصعوبات الميدانية المتعلقة بتدخلاتهم نظرا لهشاشة البنايات وتآكلها التي تستدعي تكثيف إجراءات تدعيم الأسس والجدران ما يستدعي فترة إضافية لاستكمال الترميم وكذا اكتشاف بعض اللقى الأثرية والأركيولوجية الهامة خلال الترميم.

وأظهرت شروحات ممثلة مديرية التجهيزات العمومية لولاية الجزائر أن الغلاف المالي الذي تم تخصيصه للولاية بتنفيذ الشطر الأول من عمليات ترميم معالم و أثار مدينة القصبة العتيقة مصادق عليها ضمن المخطط الدائم لحفظ القصبة تقدر ب4ر23 مليار دينار.

ويتم حاليا تنفيذ أشغال ترميم وإعادة تأهيل على مستوى مواقع بنايات تاريخية وثورية على غرار مجموعة من المساجد والقصور و كذا الدويرات التي تقع بشارع اوسليماني “ليزارد سابقا” بالقصبة السفلى ودار المجاهدة جميلة بوحيرد, تبرز ذات المسؤولة.

وتشرف ولاية الجزائر ممثلة بمديرية التجهيزات العمومية على عملية ترميم القصبة التي صنفت ضمن التراث العالمي سنة 1992 وهذا بناء على قرار تحويل ملف القصبة من وصاية وزارة الثقافة إلى مصالح ولاية الجزائر في شهر ديسمبر 2016 فيما تستمر وزارة الثقافة في ضمان المتابعة التقنية عن طريق الوكالة الوطنية للقطاعات المحفوظة.

ويعود تاريخ تأسيس قلعة القصبة التي تتربع على مساحة هكتار ونصف وتقع على علو 118 مترا عن سطح البحر- إلى عام 1516 من طرف الأخوين التركيين برباروس حيث كان في بدايته عبارة عن ثكنة بمدفعين قبل أن يتحول انطلاقا من عام 1816 إلى مقر للداي علي خوجة ومن بعده الداي حسين الذي حوله إلى مركز للحكم السياسي والاقتصادي والمالي للجزائر ككل.

اقرأ المزيد