و يعتبر القرار الذي اتخذه الوزير الأول نور الدين بدوي يوم الأربعاء خلال اجتماع الحكومة الذي ترأسه ردا قويا لكل التجاوزات التي ارتكبتها بعض المطاحن التي كشف حقيقتها فوج العمل المكلف بالقيام بعملية تدقيق لشعبة القمح.
و تتعلق هذه التجاوزات التي كشف عنها فريق العمل بالقدرات الإنتاجية الفعلية للمطاحن و تضخيم الفواتير للاستفادة غير القانونية من حصص إضافية من مادة القمح اللين المدعمة.
كما أمر الوزير الأول اثر التدقيق العام بمباشرة متابعات قضائية ضد مطاحن أخرى قدمت تصاريح كاذبة حول قدراتها الإنتاجية الفعلية و بتوقيف المدير العام للديوان الوطني المهني للحبوب.
في هذا السياق, أكد الوزير الأول على أن الحكومة “لن تتسامح مع أي تجاوزات بهذا الخصوص مع الحرص على ضمان استقرار تموين السوق الوطنية من هذه المادة داعيا فوج العمل إلى إتمام عملية التدقيق وعرضها بصورة شاملة على الحكومة مع توسيعها لتمس عمليات تأخر انجاز هياكل التخزين التابعة للديوان الوطني المهني للحبوب.
و للتذكير, يعتبر قرار إنشاء لجنة يقظة و ضبط و مراقبة و تقييم نشاط زراعة الحبوب الذي أصدرته الحكومة في جوان الفارط إجراء جديد من شأنه ترشيد الاستيراد بغية احتواء تآكل احتياطي الصرف للبلد.
و تهدف اللجنة إلى وضع تصور واضح على المدى القصير و المتوسط بخصوص ملف عقلنة تسيير الحبوب و استيرادها مع تكليف هذه اللجنة الرقابية, التي تم وضعها لدى وزارة المالية مع إشراك وزارات التجارة و الصناعة و الزراعة, بإجراء تدقيق شامل حول احترام الالتزامات القانونية لكل المتعاملين النشطين بصورة قانونية في الميدان.
و كانت الحكومة قد وافقت خلال اجتماعها في 23 ماي الفارط على إجراءات جديدة تهدف لتنظيم واردات الحبوب و الحليب التي تشكل وحدها أكثر من نصف الواردات الغذائية للبلد و ذلك في إطار مسعى شامل يهدف للحد من تآكل احتياطيات الصرف.
يذكر أن الجزائر استوردت سنة 2018 ما يفوق 57ر8 مليار دولار من السلع الغذائية (+6ر1 بالمائة), حيث أسفرت الزيادة في استيراد الحبوب على رفع الفاتورة.
و بلغت واردات الحبوب-السميد-الطحين 1ر3 مليار دولار خلال 2018 بزيادة نسبتها 55ر11 بالمائة فيما سجلت واردات الحليب و منتجاته تراجعا طفيفا إلى 4ر1 مليار دولار (-65ر0 بالمائة).
و من جهة أخرى, قدم لوكال, خلال اجتماع الحكومة الأخير, مداخلة ثانية خصها لعرض نتائج عمل لجنة اليقظة المتعدد القطاعات لمتابعة النشاطات الاقتصادية والمشاريع التي يحتمل أن تعرف اضطرابا جراء الإجراءات التحفظية.
وفي هذا الإطار أكد الوزير الأول على عزم الحكومة استكمال انجاز كل المشاريع لعمومية المعنية واحترام كل الالتزامات لاسيما مع الشركاء الأجانب وفق القانون.
كما تم إقرار تفعيل كل الإجراءات المعمول بها لدفع شركات الإنجاز للوفاء بالتزاماتها التعاقدية.
و تم تكليف كل القطاعات المعنية بالسهر على استنفاذ كل الحلول القانونية من أجل سداد وضعيات الأشغال المستحقة بما يمكن من الحفاظ على حقوق كل العمال.
تجارة : السوق الوطنية ثم التصدير .. التجارة الخارجية تحت المجهر