تجديف : نهاد بن شادلي ترفع سقف طموحاتها بعد تأهلها إلى أولمبياد باريس

تجديف : نهاد بن شادلي ترفع سقف طموحاتها بعد تأهلها إلى أولمبياد باريس

وهران – تشتهر رياضة التجديف بوهران بكونها منبعا حقيقيا للأبطال, وها هي تبرهن مرة أخرى عن جدارتها في هذه المجال وهذه المرة على الساحة الدولية بفضل نهاد بن شادلي التي فازت مؤخرا بتذكرة مؤهلة لدورة الألعاب الأولمبية المقبلة المقرر إجراؤها في صيف 2024 في باريس.

بطلة إفريقيا نهاد بن شادلي, تنحدر من عائلة رياضية, حيث أن والدها مدرب سابق للعديد من أندية كرة القدم على غرار مولودية وجمعية وهران ويشغل حاليا منصب أستاذ بمعهد تكوين الإطارات الرياضية بعين الترك (وهران)، بينما كانت والدتها لاعبة في كرة اليد، علما وان شقيقتها تنتمي حاليا إلى المنتخب الوطني للسباحة.

و تألقت نهاد بشكل لافت خلال النسخة الخامسة عشرة من البطولة الإفريقية للتجديف للجنسين والتي أقيمت بتونس, حيث أهدت الجزائر تذكرة أولمبية جديدة هي الخامسة عشرة تحسبا لموعد باريس.

و ساهمت الرياضية، التي احتفلت بعيد ميلادها الـ22 في 30 سبتمبر الماضي، بشكل كبير في الحصاد الجزائري الجيد في هذه البطولة الإفريقية بفوزها بميداليتين ذهبيتين من الثلاث التي توج بها المنتخب الوطني بالمناسبة، والذي نجح أيضا في الحصول على تذكرتين مؤهلتين للأولمبياد.

و بالإضافة إلى بن شادلي، سيمثل التجديف الجزائري في العاصمة الفرنسية البطل الافريقي سيد علي بودينة، الذي سيوقع على مشاركته الثالثة في هذا الحدث الرياضي العالمي الكبير بعد مشاركته في طبعتين سابقتين للأولمبياد بكل من ريو دي جانيرو (البرازيل) في 2016 وطوكيو (اليابان) في 2020.

و خلال البطولة الإفريقية, أكدت نهاد بن شادلي تطورها المستمر بحصولها على المركز الأول في تخصصها، بميداليتين ذهبيتين في سباق التجديف الفردي للوزن الثقيل، واحدة في فئة تحت 23 عاما والأخرى في فئة الكبريات.

و قالت ذات الرياضية عن هذا التتويج لوأج : ” إنها ثمرة عمل شاق وطويل الأمد سمح لي بتحقيق حلم يطمح في تحقيقه كل رياضي, وهو المشاركة في الألعاب الأولمبية. إنه فخر كبير لي ولعائلتي أيضا”.

و بعدما تكونت نهاد في النادي الوهراني للتجديف, تنقلت منذ ما يقرب من أربع سنوات إلى نادي ”بولون” بضواحي العاصمة الفرنسية باريس، والذي فازت معه ببطولة فرنسا ثلاث مرات.

و ستكون دورة الألعاب الأولمبية المقبلة ثاني تجربة لها على المستوى العالمي، حيث سبق وأن شاركت في بطولة العالم تحت 23 عاما في يوليو الماضي.

و كانت بن شادلي قد بدأت مسيرتها الرياضية في رياضة السباحة، قبل أن تتوجه إلى التجديف، رغم أن بداياتها في السباحة كانت ناجحة بعدما حازت على لقب البطولة الوطنية وعمرها لم يتجاوز ال16 عاما.

 

 التفوق على الخامسة عالميا محفز إضافي 

 

و الآن بعد أن حققت حلم طفولتها باقتطاع تأشيرة المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية، أصبح لدى نهاد طموحات كبيرة، حيث زادت ثقتها بإمكانية تحقيق مشاركة مشرفة في موعد باريس.

لكن ذلك يمر، بحسبها، بالاستفادة من الإمكانيات اللازمة من أجل السماح لها بإجراء تحضيرات في المستوى، ”خاصة وأن السلطات العمومية أعطت تعليمات بوضع رياضيي النخبة، سيما المتأهلين إلى الألعاب الأولمبية، في أفضل الظروف لتحقيق أحسن النتائج الممكنة خلال الأولمبياد”، على حد قولها.

و سبق لهذه الرياضية الواعدة في شهر فبراير الماضي الفوز بلقب بطولة العالم الافتراضية داخل القاعات في فئة أقل من 23 عاما، مؤكدة عن علو كعبها وعن إمكانيات كبيرة في هذه الرياضة مما جعل المختصين يراهنون عليها لتكون مستقبل التجديف الجزائري.

و أضافت بخصوص الأولمبياد القادم: ”مازلت أنتظر التعرف على البرنامج الذي ستعده اتحاديتنا للتحضير للأولمبياد. سأسعى لأن أحقق نتائج جيدة خلال هذا الحفل الرياضي العالمي وأن أشرف بلدي”.

و لعل ما يزيد من طموحات نهاد بن شادلي أنها تمكنت، خلال البطولة الإفريقية الأخيرة، من التفوق على رياضية من جنوب إفريقيا مصنفة في المرتبة الخامسة عالميا، وهو الأمر الذي قالت عنه أنه ”محفز جدا تحسبا للألعاب الأولمبية، ويؤكد أنني لست بعيدة عن المستوى العالمي”.

ذات الرأي يذهب إليه زميلها في المنتخب الوطني صاحب الخبرة سيد علي بودينة (33 سنة)، والذي من المنتظر أن يشارك في آخر دورة له بالألعاب الأولمبية خلال نسخة باريس المقبلة.

و صرح بودينة بخصوص زميلته نهاد : “التفوق على منافسة تحتل المركز الخامس عالميا يعد إنجازا كبيرا لنهاد. أنا مقتنع أنها إذا استفادت من إمكانيات أفضل للتحضير، ستكون قادرة على التنافس مع الأفضل في باريس”.

من جهته، أبدى جمال بن شادلي، والد نهاد، سعادته بهذا الانجاز الذي حققته ابنته، خاصة أنه يتزامن مع أداء مشرف آخر لابنته الأصغر جيهان (19 عاما)، التي حصلت على ميدالية ذهبية وبرونزيتين خلال البطولة العربية للسباحة التي اختتمت أمس الاثنين في دولة الإمارات العربية المتحدة.