تتويج اتحاد الجزائر بكأس الكنفيدرالية الإفريقية: احتفالات عارمة بالعاصمة والأنصار يحولون الليلة الماطرة الى نهار بهيج

الجزائر – لحظة إعلان صافرة الحكم الموريتاني بيدا دهان, عن انتهاء مباراة اتحاد الجزائر أمام يونغ آفريكانز التنزاني (0-1), سهرة السبت بملعب 5 جويلية الأولمبي بالجزائر العاصمة, وتتويجه بلقب كأس الكنفيدرالية الافريقية لكرة القدم (كاف) لأول مرة في تاريخه, خرج أنصار الفريق عن بكرة أبيهم في احتفالات عارمة بهذا الإنجاز, لتنقلب بذلك الليلة الماطرة الى نهار بهيج.

وبمعاقل النادي الأحمر والأسود : سوسطارة-باب الواد على طريق باب جديد, ثم بولوغين (سانت أوجين سابقا) مرورا على رايس حميدو والحمامات, عبر طريق الواجهة البحرية المؤدية الى غرب العاصمة بعين البنيان وصولا الى سطاوالي وزرالدة بأقصى غرب “المحروسة”, وبالجزائر الوسطى وسيدي امحمد, إضافة الى مناطق عدة أخرى بالعاصمة, تحولت الليلة الى أجواء احتفالية “خرافية” وغير مسبوقة.

وبعدما عاش محبو النادي أجواء صعبة من شدة الضغط, انفجرت, بعد انتهاء اللقاء, أهازيج الجماهير مرفوقة بأصوات منبهات السيارات, في مختلف شوارع العاصمة, التي دوت بالمفرقعات والألعاب النارية بشتى أنواعها “شماريخ”, “كراكاج” لتتوهج بها مدينة الجزائر.

زغاريد من الشرفات, أغاني, أهازيج, رايات حمراء وسوداء, صغار, كبار, عائلات… اجتاح الجميع الشوارع والساحات من أجل الاحتفال بهذا التتويج التاريخي, في سهرة طويلة, رغم الأجواء الماطرة والباردة ليلا.

جمال, أحد المشجعين الأوفياء للفريق الأحمر والاسود, يقول بعد اللقاء : “لا يمكن وصف فرحتي واعتزازي بالتتويج التاريخي, الذي لطالما انتظرناه. وهذا اللقب هو ثمرة مجهودات كبيرة بذلها اللاعبون الذين كانوا رجالا حقيقيين فوق الميدان, كما لا ننسى أيضا الدور الذي لعبه الأنصار وكانوا فعلا اللاعب رقم 12, والآن حان الوقت لكي نحتفل بهذا الإنجاز الخالد”.

الأنصار الذين لم يسعفهم الحظ في اقتناء التذكرة والذهاب الى الملعب, تابعوا النهائي أمام الشاشات الصغيرة, مثلما كان عليه الحال بمقهى ساحة سوسطارة, وهو الحي الذي يعتبر أكبر معقل للنادي العاصمي.

البقية شاهدت المقابلة أمام الشاشات العملاقة التي وضعت بساحتي “كيتاني” و فرحاني بباب الواد, فيما فضل البعض, عدم مواصلة التفرج على اللقاء بالنظر إلى إحساسهم بضغط شديد.

مشوار اتحاد الجزائر في منافسة كأس الكاف كانت خاتمته “مسكا عطرا” على الجميع, فبعد انتهاء الـ96 دقيقة الصعبة, تحرر الكل وراحوا يهللون بمختلف الأهازيج, وسط رقصات على أنغام أغنية “هادي لياسما .. ماشي ساهلة”, منتشين بهذا الانجاز التاريخي.

وكعادتهم صنع أنصار “الكحلة” و “الحمرة” فرجة حقيقية في شوارع وأزقة العاصمة التي تزينت بلوحات أقل ما توصف بأنها في منتهى الروعة, ممجدين ناديهم الذي سيحتفل يوم 5 يوليو القادم بالذكرى الـ86 لتأسيسه.

النشوة الكبيرة كانت لحظة تسلم قائد الفريق, زين الدين بلعيد, الذي كان برفقة والد لاعب الاتحاد الراحل, بلال بن حمودة, المتوفى يوم 10 يونيو 2022 اثر حادث مرور مأساوي, وهذا تكريما لزميلهم ولعائلته, في لفتة رائعة ونبيلة تعكس قيم هذا النادي العريق وتؤكد فعلا أن “لياسما” عائلة واحدة.

وبعد فوزه بالنهائي رقم 20 لهذه المنافسة, يدخل ممثل الكرة الجزائرية, اتحاد الجزائر, ضمن ساحة الكبار وفي سجل الأندية المتوجة قاريا.