تبرير الإعلام الغربي لجرائم آلة الحرب الصهيونية بحق الفلسطينيين جريمة في حق القيم الإنسانية

تبرير الإعلام الغربي لجرائم آلة الحرب الصهيونية بحق الفلسطينيين جريمة في حق القيم الإنسانية

الجزائر- أكد خبراء وباحثون في علوم الإعلام والإتصال أن ما يقوم به الإعلام الغربي الموالي للكيان الصهيوني من تبرير للجرائم المروعة التي ترتكبها قوات الإحتلال في الأراضي الفلسطينية المحتلة، هو خرق سافر لأخلاقيات مهنة الصحافة وجريمة في حق القيم الإنسانية.

و هو ما ذهب إليه الكاتب الصحفي اللبناني والنائب البرلماني السابق, ناصر قنديل, في تصريح ل/وأج, والذي أكد أن الاعلام الغربي “تبنى الرواية الصهيونية وحاول تشويه وشيطنة المقاومة الفلسطينية (…) لتعبئة الشارع والرأي العام العالمي ضدها”.

و أضاف السيد قنديل: “الإعلام في خدمة أهداف الحكومات الغربية ولم يحتفظ بالمسافة المهنية والموضوعية ولا بواجب التحقق من مصادر الاخبار والصور والمعلومات التي ينشرها, ليكون مجرد أداة للدعاية العدائية”.

و إستطرد قائلا : “لكن مع تسارع الاحداث ووصول الرواية الحقيقية لشعوب العالم, بفضل وسائل التواصل الاجتماعي وفضول الشعوب لمعرفة الحقيقة, مع شعورها بأن ثمة خداع تمارسه عليها حكوماتها, سقطت الرواية الغربية, وهي في الاصل نسخة عن الرواية الصهيونية, ما أحرج بعض وسائل الاعلام التي بدأت تنسحب تدريجيا من تبني الرواية الصهيونية, خاصة ما تعلق بمجزرة قصف مستشفى المعمداني بقطاع غزة”.

و يرى المتحدث ذاته “أننا اليوم أمام نوعين من الإعلام الغربي, الاول وهو الإعلام الإيديولوجي المتبني للموقف الصهيوني والمتآمر ضد الشعوب, بما فيه شعوب بلدانهم, وهذا النموذج خادم مطيع للسياسات الصهيونية وهو عنصري وعدائي ضد كل ما هو عربي ومسلم”.

أما النموذج الثاني, يوضح ناصر قنديل, فهو الإعلام “الذي يريد أن يتخذ مساحة من الموضوعية والحياد في نقل الوقائع والاحداث ويحاول أن يكون أقرب لعملية البحث عن الرواية الحقيقية أو تقديم أكثر من رواية الى الرأي العام”.

و الفضل في هذا كله يعود, بحسبه, ل”حجم نشاط الإعلاميين ونشطاء عرب, وبشكل خاص الفلسطينيين, على وسائل التواصل الاجتماعي, لطرح ما يحدث في الميدان”, مشيرا الى المسيرات الشعبية في العديد من الدول الغربية والتي اصبحت تشكل عامل ضغط على الحكومات من جهة, وعلى وسائل الإعلام الغربي من جهة أخرى.

من جهته, اكد الباحث في علوم الاعلام والاتصال بسلطنة عمان, هلال الرشيدي, أن منذ بداية عدوانه على قطاع غزة يوم 7 أكتوبر, والكيان الصهيوني “يستخدم آلته السياسية والإعلامية لتضليل العالم وتشويه صورة المقاومة, وذلك من خلال اختلاق الأكاذيب والادعاءات الباطلة ومحاولة ربط المقاومة بالإرهاب”.

و تابع يقول : “ومن اجل بلوغ هذه الاهداف وتبرير الجرائم بحق الفلسطينيين وتهيئة الرأي العام لتهجير أهل غزة من أرضهم عن طريق ابادتهم, بهدف تصفية القضية الفلسطينية, حاول الكيان الصهيوني إقناع العالم وخاصة الغرب, بأنه صاحب الارض, و أن المقاومة الفلسطينية تهدف +لطردهم من أرضهم+, في قلب مفضوح للحقائق”.

و شدد في السياق على أن ما يقوم به الإعلام الغربي “في معظمه هو مواصلة منهجية لحملة التضليل وقلب الحقائق التي يتبعها مع العرب والمسلمين, وتشويه سمعتهم وصناعة صورة نمطية تربط الانسان العربي والمسلم بالإرهاب, عبر الاصطفاف مع الكيان الصهيوني ونقل رواياته الكاذبة والتحيز إليه, والتغافل عن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من إبادة”.

من جهته, قال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي التونسي, بسام حمدي, إنه من الواضح جدا أن الحلف “الصهيوني-الأمريكي-الاوروبي” يعتمد اليوم “استراتيجية مبنية على الإعلام الحربي لمغالطة الرأي العام العالمي فيما يخص القضية الفلسطينية”.

و بناء على هذه الاستراتيجية, يضيف, “بدأ الإعلام الغربي ينحرف عن الموضوعية والمهنية وضرورة التقيد بالدفاع عن حقوق الانسان وحق الشعوب في الدفاع عن أراضيها”, مشيرا الى أن هذه الاستراتيجية تحاول اليوم إحياء الاسلاموفوبيا من خلال الادعاء بأن الحرب الهمجية على قطاع غزة هي “حرب على الارهاب”, في محاولة لخفض اسهم القضية الفلسطينية لدى الرأي العام الدولي, “خاصة بعد ان لاحظ أن جزء من الرأي العام الأوروبي يساند القضية الفلسطينية”.

و يرى بسام حمدي ان المطلوب من الاعلام العربي اليوم هو “صياغة استراتيجية شاملة لفضح اكاذيب الاعلام الغربي, من خلال العمل مباشرة مع القنوات والاذاعات الفلسطينية”.

كما يجب أيضا, يضيف, “وضع العالم امام الحقيقة التاريخية والقانونية للقضية الفلسطينية كقضية تصفية استعمار, وذلك من خلال إعداد برامج ووثائقيات مطولة تبث عبر القنوات العربية تخص القضية الفلسطينية وتوضح الحقائق التي يريد الإعلام الغربي اخفاءها”.