بيتكوفيتش يفاجئ الجميع: عودة أوكيدجة واستدعاء فارسي لأول مرة

بيتكوفيتش يفاجئ الجميع: عودة أوكيدجة واستدعاء فارسي لأول مرة - الجزائر

أعلن مدرب المنتخب الوطني الجزائري، فلاديمير بيتكوفيتش، اليوم الخميس، عن قائمة اللاعبين الذين سيشاركون في المواجهتين المرتقبتين ضد غينيا الاستوائية وليبيريا، ضمن الجولتين الأولى والثانية من تصفيات كأس أمم إفريقيا 2025. شهدت القائمة تغييرات لافتة وعودة لاعبين بارزين، مما أثار اهتمام الجماهير الرياضية ووسائل الإعلام.

عودة أوكيدجة ومحرز: قرارات تكتيكية أم خيارات اضطرارية؟

أبرز ما جاء في قائمة بيتكوفيتش هو عودة الحارس المخضرم ألكسندر أوكيدجة، الذي كان قد أعلن اعتزاله الدولي سابقًا. قرار استدعاء أوكيدجة يعكس حاجة المنتخب إلى خبرته الواسعة في التصفيات، خصوصًا في ظل التحديات التي يواجهها الفريق. عودة الحارس تأتي بالتزامن مع استدعاء رياض محرز، قائد المنتخب، الذي تعافى من إصابة أبعدته عن المباريات الأخيرة.

محرز، الذي يعتبر من أعمدة الفريق، سيشكل إضافة قوية للخط الهجومي في مواجهة غينيا الاستوائية وليبيريا. تواجد نجم مانشستر سيتي في القائمة يرفع من معنويات الفريق والجماهير، خاصة وأن المنتخب يطمح للعودة بقوة إلى المنافسة القارية بعد الأداء المتذبذب في الفترات الأخيرة.

استدعاء لاعبين جدد: تجربة المواهب الشابة

إلى جانب الأسماء البارزة، قرر بيتكوفيتش منح الفرصة لمواهب جديدة للتألق على الساحة الدولية. من بين هذه الأسماء، يبرز لاعب الرائد السعودي أمير سعيود، الذي عاد إلى الساحة الدولية بعد فترة من الغياب. سعيود، الذي تألق في الدوري السعودي، سيكون إضافة جديدة لخط الوسط الهجومي، حيث يعول عليه المدرب لتعزيز الإبداع الهجومي للفريق.

كما شهدت القائمة استدعاء لاعب فريق كولومبوس كرو الأمريكي، محمد فارسي، لأول مرة في مسيرته الدولية. فارسي، الذي يلعب في مركز الظهير الأيمن، قدم مستويات مميزة في الدوري الأمريكي، مما دفع بيتكوفيتش إلى ضمه للقائمة في خطوة تهدف إلى تعزيز الدفاع بخيارات شابة وقادرة على تقديم الإضافة المطلوبة.

وسط الميدان: التركيز على التوازن والتنوع

شهد خط وسط الميدان تغييرات طفيفة مقارنة بالقوائم السابقة. فقد اكتفى بيتكوفيتش باستدعاء أربعة لاعبين فقط لهذا المركز، وهم إسماعيل بن ناصر، رامز زروقي، هشام بوداوي، وآدم زرقان. هذه الأسماء الأربعة تتميز بقدرتها على التحكم في مجريات اللعب وتقديم توازن بين الجانب الدفاعي والهجومي.

بن ناصر، نجم نادي ميلان الإيطالي، يعتبر المحرك الأساسي لوسط الميدان، بفضل قدرته على قطع الكرات وتوزيع اللعب بشكل فعال. إلى جانبه، يأتي زروقي الذي أثبت نفسه كواحد من العناصر الأساسية في التشكيلة، بينما يشكل بوداوي وزرقان خيارات هجومية مميزة في وسط الميدان، بفضل تحركاتهما السريعة وقدرتهما على التسديد من خارج المنطقة.

الشق الهجومي: بين القوة الهجومية وغياب شايبي

في الجانب الهجومي، عرفت القائمة عودة رياض محرز بعد غياب قصير، إلى جانب تواجد أسماء أخرى مثل حسام عوار، أمير سعيود، محمد الأمين عمورة، سعيد بن رحمة، حاج موسى، ياسين بن زية، أمين غويري، وبغداد بونجاح. هذه الأسماء تعكس الرغبة في تقديم خط هجوم قوي ومتنوع قادر على اختراق دفاعات المنافسين.

ومن اللافت في هذه القائمة غياب اللاعب فارس شايبي، الذي كان قد تألق في المباريات السابقة. غيابه يفتح المجال للتكهنات حول الأسباب التي دفعت بيتكوفيتش لعدم استدعائه، وهل هي متعلقة بالاختيارات الفنية أم بالجاهزية البدنية.

المباريات القادمة: تحديات وحسابات التأهل

تنتظر المنتخب الوطني مواجهتين هامتين ضمن تصفيات كأس أمم إفريقيا 2025. المباراة الأولى ستكون ضد غينيا الاستوائية في 5 سبتمبر على ملعب ميلود هدفي بوهران. هذه المباراة ستكون اختبارًا حقيقيًا للمدرب بيتكوفيتش وللاعبين، حيث يسعى المنتخب لتحقيق نتيجة إيجابية في بداية مشواره نحو التأهل.

بعدها، سينتقل المنتخب الوطني إلى العاصمة الليبيرية مونروفيا لمواجهة منتخب ليبيريا في 10 سبتمبر. المباراة الثانية ستكون تحديًا كبيرًا، حيث أن اللعب خارج الديار دائمًا ما يكون محفوفًا بالصعوبات، خاصة في ظروف مناخية مغايرة.

أهمية التصفيات لكأس أمم إفريقيا 2025: أكثر من مجرد مباريات

تمثل تصفيات كأس أمم إفريقيا 2025 فرصة للمنتخب الوطني لاستعادة بريقه على الساحة القارية بعد مشاركات سابقة لم تكن على مستوى التطلعات. هذه التصفيات ليست مجرد مباريات، بل هي امتحان للمدرب واللاعبين معًا، في سبيل بناء فريق قادر على المنافسة بقوة على اللقب القاري.

علاوة على ذلك، تأتي هذه التصفيات في ظل تطلعات الجماهير الجزائرية التي تتوق لرؤية منتخبها يعود إلى منصات التتويج. المدرب بيتكوفيتش يدرك حجم الضغوطات الملقاة على عاتقه، ولذلك فإن اختياراته للقائمة تعكس رغبة في المزج بين الخبرة والشباب، لضمان تحقيق أفضل النتائج.

خاتمة: الآمال والتحديات في مشوار التأهل

يخوض المنتخب الوطني الجزائري غمار تصفيات كأس أمم إفريقيا 2025 بتشكيلة تجمع بين الخبرة والحيوية، وسط تطلعات جماهيرية كبيرة لتحقيق نتائج إيجابية. قائمة اللاعبين التي أعلن عنها فلاديمير بيتكوفيتش تحمل في طياتها العديد من الرسائل، أبرزها الرغبة في تحقيق بداية قوية في هذه التصفيات.

ومع اقتراب موعد المباراتين ضد غينيا الاستوائية وليبيريا، تزداد الترقبات حول الأداء الذي سيقدمه المنتخب الوطني، ومدى قدرة المدرب على استغلال هذه التشكيلة لتحقيق الأهداف المنشودة. بلا شك، ستكون هذه التصفيات اختبارًا حقيقيًا للمنتخب في طريقه نحو كأس أمم إفريقيا 2025.

اقرأ المزيد