بومرداس: ضرورة استحداث صندوق وطني لدعم الصناعة التقليدية

بومرداس – أجمع حرفيو الصناعة التقليدية في تظاهرة نظمت يوم الثلاثاء ببومرداس على ضرورة استحداث صندوق وطني موجه لدعم وترقية وتطوير مختلف منتجات الحرف التقليدية والحفاظ على ديمومة هذا الموروث الثقافي المادي عبر ولايات الوطن.

وحث عدد من الحرفيين المشاركين في فعالية “معرض النساء الحرفيات” إحياء لليوم العالمي للمرأة الريفية بالمركز الثقافي الإسلامي, على ضرورة استحداث وبعث مثل هكذا مشروع موجه لدعم الحرفي ومنتجاته المختلفة من الصناعات التقليدية من خلال تقديم, ضمن هذا الصندوق, قروض مالية من دون فائدة تسترجع بعد إنتاج و تسويق المنتج. 

وفي هذا الإطار أكد رئيس الفرع الولائي للفدرالية الوطنية للصناعة التقليدية, شارف محمد, في تصريح لـ/وأج على أهمية هذا المقترح بالنسبة للحرفيين الذين يترقبون تجسيده الميداني منذ فترة طويلة من أجل النهوض بهذا القطاع.

كما عدد ذات المسؤول الولائي لهذه الفيدرالية التي تضم في صفوفها نحو 500 حرفي من أصل 7000 حرفي مسجل في غرفة الصناعات التقليدية بالولاية, جملة من المشاكل التي تعيق ترقية هذه الصناعة من أهمها تسويق المنتجات التقليدية و ندرة المواد الأولية و غلاء أثمانها.

ويعاني حرفيو الولاية كذلك – استنادا إلى نفس المصدر- من صعوبات أخرى تتمثل أهمها في مشكل الكلفة العالية للضرائب و التأمينات الاجتماعية التي أصبحت تثقل كاهلهم مع شح المداخيل وعدم منحهم المشاريع الصغرى الموجهة للحرفيين من طرف القطاع العام أو مؤسسات القطاع الخاص وكذا “عدم احترام” ما تنص عليه القوانين في المجال.

كما يعاني أصحاب هذه المهنة – حسب تصريح رئيس غرفة الصناعة التقليدية والحرف, يماني رضوان – من مشاكل تتمثل أبرزها في عمليات الاستيراد العشوائي لهذه المنتجات وعدم توفير الحماية للمنتجات المحلية وانعدام الدعم المباشر و كذلك عدم تمكينهم من عقارات.

ويلجأ عدد كبير من الحرفيين حاليا إلى تسويق منتجاتهم على حواف الطرقات السريعة خاصة في فصل الصيف و البعض الآخر يسوق منتجاته بمنازله أو بأماكن ممارسة الحرفة فيما تمكن عدد أخر منهم من كراء محلات تجارية لهذا الغرض.

وأمام هذه المعوقات عبر عدد من الحرفيين و المتعاملين مع القطاع لـ/وأج عن صعوبة الصمود في ظل غياب حلول سريعة لهذه المشاكل التي يعانون منها منذ سنوات.

 

— منشآت جديدة لترقية وإعادة الاعتبار للقطاع —

 

وأمام هذا الوضع وضعت السلطات العمومية حلولا ملموسة لحل بعض هذه المشاكل من خلال برمجة إنجاز ثلاثة منشآت حيوية جديدة بغرض ترقية و تنظيم و إعادة الاعتبار للقطاع الذي يعرف نوعا من الركود بسب نقص الهياكل و منشآت الإنتاج و العرض والتسويق.

وتتعلق المنشأة الأولى بمشروع إنجاز مركز للصناعات التقليدية و الحرف تجاوزت نسبة إنجازه 80 بالمائة و يرتقب دخوله حيز الخدمة نهاية السنة الجارية.

ويضم هذا الفضاء التقليدي الذي ينجز بنمط هندسي عربي إسلامي  بوسط مدينة بومرداس, ورشات و فضاءات متنوعة لعرض و تسويق مختلف منتجات الحرفيين إلى جانب التكوين و إقامة شتى النشاطات.

وتتمثل المنشأة الأخرى في مركز للصناعات التقليدية بمدينة دلس – شرق الولاية – استكملت أشغال إنجازها مؤخرا و يرتقب دخولها الخدمة رسميا قريبا. بحيث يضع هذا المرفق الذي أنجز وفق نمط هندسي يمزج بين اصالة المنطقة و المعاصرة في متناول الحرفيين 18 محلا لممارسة مختلف نشاطات الإنتاج و الترويج و التسويق بالإضافة إلى قاعات و ورشات موجهة للتكوين.

ويرتقب أن تنصب جهود القائمين على هذه المنشأة على التكوين و ترقية و إعادة الإعتبار لحرفة صناعة السلالة التقليدية التي تشتهر بها المنطقة و تحسين نوعية و جودة المنتجات الفنية الناجمة عن هذه الحرفة التقليدية (السلالة) التي تتمتع بخصوصيات محلية و معظم موادها نفعية وصحية و طبيعية و صديقة للبيئة.

أما المنشأة الثالثة فتتعلق بمركز الصناعات التقليدية و الحرف ببلدية برج منايل شرقا انتهت أشغال انجازه مؤخرا و يرتقب دخوله حيز الخدمة رسميا قريبا بحيث يضع في متناول الحرفيين 15 محلا أو فضاء لإنتاج و عرض و تسويق مختلف المنتجات التقليدية إضافة إلى قاعات للورشات و التكوين.