بومرداس تحتفي بشاعرها وأديبها عامر شعباني

 

بومرداس – إحتفت ولاية بومرداس يوم الثلاثاء بالشاعر والأديب عامر شعباني إبن مدينة دلس شرق بومرداس، الذي إكتسب شهرة من خلال إثرائه للمكتبة الوطنية بأزيد من 20 مؤلفا عبارة عن دواوين في الشعر و الرواية و في الفن التشكيلي.

و أشرف على حفل تكريم هذا الشاعر الذي يبلغ من العمر 88 سنة, في إطار الندوة الوطنية حول “جمالية الكتابة و بلاغة التعبير في الشعر الجزائري المعاصر :الشاعر البومرداسي عامر شعباني نموذجا”, نظمت بالمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية “عبد الرحمن بن حميدة” بالتنسيق مع جامعة “امحمد بوقرة” و مخبر قضايا الأدب المغاربي بجامعة البويرة.

و عرف الحفل التكريمي لهذا الأديب الذي إلتحق بسلك التعليم غداة الإستقلال الوطني بعدما ساهم في نشر الوعي خلال الحقبة الإستعمارية , حضور شعراء من مختلف أنحاء الوطن و باحثين في المجال من عدد من الجامعات إلى جانب شعراء شباب و طلبة و عدد من الشخصيات الفنية.

و دعا الشاعر شعباني الذي يعد أحد أعمدة الشعر الملتزم بالجزائر, خلال كلمة ألقاها بالمناسبة , الى ضرورة “تحفيز الشعراء الجزائريين بسن قوانين تنظم تخصصهم و تشجعهم على النهوض بالشعر وفق رؤية واقعية لحاضر هذا الفن و مستقبله”.

كما أكد على ضرورة “توجيه الشباب الجزائري و مرافقته للعناية بكل الفنون الشعرية من خلال إستحداث برامج تربوية و جامعية في المجال” , لافتا إلى أن “دور الشعر التربوي و التثقيفي يبقى قائما في المجتمع ككل رغم كل التحولات”.

من جهة أخرى، اعتبر المتدخلون ضمن هذه الندوة الوطنية ,أن الساحة الأدبية الجزائرية المعاصرة تميزت ببروز العديد من الأدباء اللذين أثروا المكتبة الوطنية بإبداعاتهم و امتعوا بشعرهم.

و أضافوا أن من بين هؤلاء من عرف و اشتهر و منهم من بقي مغمورا و لم تلق كتاباته العناية بالطبع و الترويج على غرار ما حدث للشاعر عامر شعباني الذي أثرى المكتبة الجزائرية بعدة دواوين شعرية و مؤلفات في التاريخ و الأدب و الرواية ما تزال حبيسة في المكتبات يجهلها حتى ابناء الولاية.

و جاء في مداخلة الباحثة رقاقبة عائشة من جامعة الجلفة , حول مميزات الكتابة الإبداعية في الشعر الجزائري المعاصر, أن ” الشاعر بأسلوبه الواقعي في النظر إلى ما يحيط به, يعطي المنظر الطبيعي المألوف صورة متجددة تجعله لوحة فنية حية, فيصور ما يهدف إليه بالخيال مستخدما ألفاظ غنية بالأوصاف و المعاني حيث تجده يقبل على المعاني التي تحرك الفكر و المشاعر و تدعو إلى التأمل و النظر”.

من جهته، ذهب الباحث الجامعي و الشاعر حسين بوفناز من جامعة سطيف, في مداخلته, إلى أن الشعر الجزائري في العصر الحديث “يعد واحد من النماذج الأدبية التي يسعي الشعراء من خلالها إلى ملامسة المشاعر و المتخيلات في حلة لغوية فنية فائقة الجمال”.

و جرى في إطار هذا اللقاء معالجة عدة محاور أبرزها مميزات الكتابة في الشعر الجزائري عامة و شعر عامر شعباني خاصة و المظاهر البلاغية التي ميزت الكتابة عند الشاعر و المواضيع التي عالجها في أشعاره و مظاهر التجديد في الشعر الجزائري المعاصر عامة و شعر عامر شعباني خاصة.