شهد منتدى “فالداي” السنوي، الذي يعقد لبحث دور روسيا العالمي، حدثًا لافتًا هذا العام، حيث وجه الصحفي الجزائري المتخصص في قضايا الدفاع والأمن، أكرم خريف، سؤالاً مباشرًا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول تصريحاته المثيرة بشأن الملاكمة الجزائرية إيمان خليف.
ينظم منتدى “فالداي” سنويًا في روسيا ويجمع خبراء ومفكرين من جميع أنحاء العالم لمناقشة دور موسكو في المشهد العالمي. وكعادة المنتدى، اختتم الرئيس بوتين جلسات النقاش بنقاش مفتوح مع الحضور والإعلاميين، حيث أجاب عن أسئلتهم بشفافية. وفي هذه الجلسة، التي جرت في مدينة سوتشي، أتاح هذا النقاش للصحفيين فرصة طرح أسئلة حول مواضيع شتى، كان من أبرزها سؤال الصحفي الجزائري حول تصريحات بوتين المثيرة للجدل بشأن “الرياضة النسوية” والملاكمة إيمان خليف.
إجابة بوتين: توضيح السياق
عند سؤاله عن الموضوع، رد بوتين بأن تصريحاته في الأولمبياد الأخيرة لم تكن موجهة بشكل مباشر إلى الملاكمة الجزائرية إيمان خليف، التي تعرضت لحملة تشكيك وتنمر عالمية حول هويتها. بوتين أوضح قائلاً: “لم أتحدث عن هذه الحالة تحديدًا في ذلك الوقت. كنت أعني حالات مختلفة حين يعلن أحدهم أنه امرأة ثم يشارك في منافسات مخصصة للنساء”. وواصل حديثه قائلاً: “ما كنت أشير إليه هو الأشخاص الذين يتجاهلون البيولوجيا الجسدية ويدّعون أنهم نساء”.
الهجوم على إيمان خليف: حملة قاسية وأبطالها شخصيات بارزة
تعرضت الملاكمة الجزائرية إيمان خليف، خلال الألعاب الأولمبية في أغسطس المنصرم، لحملة تشكيك واسعة وغير مسبوقة بشأن جنسها، حيث اتهمها البعض بأنها متحولة جنسيًا، مما أدى إلى تسليط أضواء الإعلام الدولي عليها بشكل سلبي. وشاركت في هذه الحملة ضدها شخصيات معروفة مثل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والملياردير الأمريكي إيلون ماسك، والكاتبة البريطانية الشهيرة جي كا رولينغ، مؤلفة سلسلة “هاري بوتر”. وجاءت تصريحاتهم ضمن موجة من الانتقادات التي سعت لتشويه صورة إيمان خليف والتشكيك في مصداقيتها.
وبعد انتهاء الألعاب الأولمبية بشهر كامل، تناول بوتين القضية في لقاء آخر حين تحدث أمام طلبة في مدينة كيزيل، وأشار إلى “الرياضة النسوية” وقال: “فوزها غير عادل. يكفي لرجل أن يقول أنا امرأة ليتمكن من المشاركة في أي مسابقة نسوية، وهذا يحطم الروح الرياضية الخاصة بالمنافسات النسوية”.
هل قصد بوتين إيمان خليف؟
في توضيحاته الأخيرة، أكد بوتين أنه لم يكن يقصد إيمان خليف بالإسم، لكنه انتقد بشكل عام بعض الحالات في الرياضة التي وصفها بأنها “تجاهل للحقائق البيولوجية”. ومع ذلك، فإن توقيت تصريحاته التي تزامنت مع نهاية الألعاب الأولمبية وتصاعد الانتقادات ضد إيمان خليف، يُفسرها الكثيرون على أنها تلميح غير مباشر نحوها، خصوصًا وأن تعليقاته جاءت بعد اختتام الألعاب الأولمبية التي شاركت فيها خليف.
إيمان خليف في مواجهة الهجوم العالمي
تعد إيمان خليف إحدى البطلات البارزات في عالم الملاكمة، وقد أثبتت نفسها على مستوى عالٍ، بيد أن موجة الهجوم الأخيرة أثارت تساؤلات حول التأثير السلبي للضغوط النفسية على الرياضيين والرياضيات في مثل هذه الحالات. ولأن الهجمات التي طالتها أتت من شخصيات معروفة وذات تأثير عالمي، فإن تداعيات هذا الجدل قد أثرت على مسيرتها الرياضية، مما يسلط الضوء على التحديات التي يواجهها الرياضيون العرب والمسلمون عند مشاركتهم في المنافسات العالمية، حيث قد يجدون أنفسهم محاطين بانتقادات وتحديات تفوق مجرد الأداء الرياضي.
استجابة الرئيس بوتين لسؤال الصحفي الجزائري حول الملاكمة إيمان خليف سلطت الضوء على الجدل المستمر حول قضية المشاركة في الرياضات النسوية، حيث أدلى بتصريحات تسلط الضوء على المسألة من زاوية أوسع. لكن تبقى تصريحات بوتين مرآة لأحد أبرز الجدالات الدائرة حول الرياضة النسوية على الصعيد العالمي.
إيمان خليف تتفوق على لامين جمال