بوبكر قادري: كاتب أفنى 25 عاما من عمره لترقية الثقافة الأمازيغية

خنشلة – أفنى بوبكر قادري, أحد أشهر الباحثين والكتاب الذين أنجبتهم ولاية خنشلة, 25 عاما من عمره في إثراء المكتبة الوطنية وتدوين التراث الأمازيغي الشفوي في محاولة منه للحفاظ على هذه الثقافة.

وولد الباحث في التراث الأمازيغي والكاتب بوبكر قادري عام 1956 بقرية تبردقة ببلدية ششار جنوب ولاية خنشلة وترعرع وسط أسرية ثورية, حيث أن والده استشهد إبان الثورة التحريرية لتلتحق والدته بعدها بالرفيق الأعلى. ورغم أنه تربى يتيما, إلا أن البيئة المحافظة التي تربى فيها, كما قال في حديثه مع “وأج”, كان لها “تأثيرها البالغ” في تحديد معالم شخصيته التي جعلته يعتز بجذوره الأمازيغية ويكرس قرابة ثلاثة عقود من عمره من أجل الثقافة الأمازيغية بغية الحفاظ عليها ونقلها للأجيال القادمة.

وتلقى بوبكر قادري تعليمه بعد الاستقلال ليلج بعدها الحياة العملية أين اشتغل في التجارة وكذا إطارا في المحاسبة والمالية بعديد المؤسسات الوطنية والأجنبية ليحال بعدها على التقاعد.

ويقول ابن بلدية ششار أنه ورغم ارتباطاته بالعمل وتلبيه احتياجات عائلته الصغيرة, إلا أن ذلك لم يمنعه منذ 25 سنة كاملة من المشاركة في مختلف التظاهرات الثقافية والملتقيات التي يسعى منظموها للحفاظ على الهوية الأمازيغية, حيث أصدر قادري خلال ال 5 سنوات الأخيرة كتابين باللغة الأمازيغية (مكتوبة بالعربية وكذا الفرنسية), ناهيك عن مساهمته منذ قرابة ال 10 سنوات في تنشيط العديد من الحصص الإذاعية التي تهدف الى تعليم الأجيال الصاعدة قواعد وأسس اللغة الأمازيغية.

وقد شرع الكاتب بوبكر قادري في تدوين وطبع مؤلفاته عام 2020 بإصدار كتاب “couleur et douleur” أو “ألوان وآلام” باللغة الفرنسية, رفقة دار أدليس للنشر بولاية باتنة وهو الكتاب القصصي الذي يتضمن 200 صفحة ويحتوي على مواضيع اجتماعية فلسفية وأخرى تاريخية استلهمها من محيطه من خلال قصص عايشها وأخرى رواها له أفراد عائلته أغلبها جرت وقائعها بدوار تبردقة بششار ما بين سنتي 1830 و1962 .

واستخدم الكاتب بوبكر قادي في هذه المجموعة القصصية حوالي 350 كلمة أمازيغية خلال نقله 23 موضوعا قصصيا فلسفيا تحدث فيه بإسهاب عن معاناة المرأة في منطقة الأوراس والحياة بها وكذا عن الطفل اليتيم والرسالة باعتبارها وسيلة اتصال هامة بالإضافة إلى التأريخ لظاهرة تساقط الثلوج بمنطقة ششار وغيرها من القصص.

و أصدر قادري سنة 2022 مؤلفا آخرا باللغة الأمازيغية مكتوبة بالحرف العربي تحت عنوان “من حياتنا” والذي يتضمن 210 صفحة روى من خلاله انشغالات سكان دائرة ششار خاصة وجنوب ولاية خنشلة بصفة عامة وأنهى بوبكر قادري مؤخرا كتابة مؤلفين جديدين سيحملان عنواني “طوبونوميا الأوراس” يتضمن 270 صفحة و”طيور الأوراس” الذي يتضمن 220 صفحة وهما الكتابان اللذين تأجل طبعهما بسبب غلاء تكاليف الطباعة وانتظار الكاتب حصوله على الدعم من أجل وضعهما في السوق. كما  عكف على إنهاء كتابة مسودة الجزء الثاني من كتاب “ألوان و آلام” والذي سيقوم من خلاله بتقديم حوالي 27 قصة اجتماعية بأبعاد فلسفية وهي القصص التي يختمها بإعطاء نصائح وتوجيهات للقراء على ضوء ما ترويه كل قصة.

ويداوم الكاتب على المشاركة في الملتقيات التي ترعاها المحافظة السامية للأمازيغية عبر مختلف ولايات الوطن. كما شارك مؤخرا بولاية أم البواقي في ملتقى أدبي حول المغني الراحل عيسى الجرموني أين ألقى محاضرة سرد فيها محطات من حياة الفنان الشاوي الراحل عيسى الجرموني رائد الأغنية الأوراسية.

وسيقوم بمناسبة رأس السنة الأمازيغية الجديدة بإلقاء محاضرة بمتحف بوترعة بمنطقة الوندورة بششار حول عيد يناير باعتباره مناسبة اجتماعية لا تتعارض مع تعاليم الدين الإسلامي.

ونال الكاتب والباحث في التراث الأمازيغي بوبكر قادري تكريما من طرف وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي خلال زيارة العمل والتفقد التي قادتها لولاية خنشلة بتاريخ 30 ديسمبر 2023 وذلك نظير جهوده لتثمين الموروث الشاوي والتعريف به.