بعد توقف دام لسنوات: مصنع “رونو” في وهران يعود للإنتاج

بعد توقف دام لسنوات: مصنع “رونو” في وهران يعود للإنتاج - الجزائر

في خطوة تعيد الحياة إلى قطاع تصنيع السيارات في الجزائر، يستعد مصنع “رونو” بوهران لاستئناف نشاطه في الأيام المقبلة، بعد توقف دام لعدة سنوات. كشفت صحيفة “الخبر” أن شركة “رونو” الفرنسية تعمل على تهيئة المصنع ليعود إلى العمل وفقًا للأطر التنظيمية الجديدة التي فرضتها وزارة الصناعة والإنتاج الصيدلاني.

تكييف المصنع وفق دفتر الشروط الجديد

بحسب مصادر مقربة من الملف بوزارة الصناعة، باشرت شركة “رونو” مجموعة من الأعمال بهدف تكييف مصنعها في وهران مع الأطر التنظيمية الواردة في دفتر الشروط الساري العمل به. تتضمن هذه الأطر تحقيق مستويات إدماج وطني تصاعدية، مما يجعل من المناولة والنسيج الصناعي الوطني محورًا أساسيًا في عمليات التصنيع. تهدف هذه الإجراءات إلى تعزيز التكامل الصناعي المحلي وتشجيع الشركات الوطنية على المشاركة في عملية تصنيع المركبات.

ديناميكية جديدة وتوجهات تصنيعية مستقبلية

في مارس 2023، أعلنت وزارة الصناعة أن مصنع “رونو” لتصنيع السيارات سيستأنف نشاطه بما يتماشى مع دفتر الشروط الجديد. أكدت الوزارة أن المصنع يشهد ديناميكية جادة لضبط تجهيزاته وتكييفها مع المتطلبات الجديدة، مما يضمن استئناف النشاط بمجرد الانتهاء من هذه العمليات.

زيارات تفقدية وإشراف حكومي

شهد المصنع زيارة تفقدية من قبل والي ولاية وهران، سعيد سعيود، في ديسمبر الماضي، بدعوة من المدير العام لمؤسسة “رونو الجزائر”. جاءت هذه الزيارة في إطار التأكد من جاهزية المصنع واستعداده للعودة إلى العمل. كما أعرب المسؤولون عن تفاؤلهم بمستقبل المصنع ودوره في تعزيز قطاع تصنيع السيارات في الجزائر.

تاريخ المصنع وتطلعات مستقبلية

تم تدشين مصنع “رونو” الجزائر في منطقة وادي تليلات بوهران في نوفمبر 2014، وكانت سيارة “رونو سيمبول” أول سيارة تُركب في الجزائر. إلا أن المصنع توقف عن النشاط مؤقتًا في 2019، مما أثار تساؤلات حول مستقبل صناعة السيارات في البلاد. تعود الجهود الحالية لإعادة تشغيل المصنع إلى رغبة الحكومة الجزائرية في تعزيز الصناعة المحلية وتقليل الاعتماد على الواردات.

تراخيص جديدة لوكلاء السيارات

في إطار استراتيجيتها لتعزيز الإنتاج المحلي، منحت الجزائر تراخيص لعدة وكلاء لاستيراد السيارات بشرط إنشاء مصانع إنتاج محلية. من بين هذه العلامات “فيات” الإيطالية و”شيري” و”جيلي” وغيرها. تهدف هذه الخطوة إلى تعزيز الاقتصاد الوطني وتوفير فرص عمل جديدة، بالإضافة إلى تحسين جودة السيارات المصنعة محليًا.

تأثير استئناف النشاط على الاقتصاد المحلي

من المتوقع أن يسهم استئناف نشاط مصنع “رونو” في وهران في تحقيق فوائد اقتصادية عديدة. سيوفر المصنع فرص عمل جديدة ويساهم في تحسين مهارات القوى العاملة المحلية. بالإضافة إلى ذلك، سيسهم في تقليل الفجوة التجارية من خلال تقليل الاعتماد على واردات السيارات وتعزيز الصادرات.

تحديات أمام القطاع والتطلعات المستقبلية

على الرغم من التقدم المحرز، لا يزال قطاع تصنيع السيارات في الجزائر يواجه تحديات عديدة، بما في ذلك الحاجة إلى تطوير البنية التحتية وتحسين كفاءة سلسلة التوريد. إلا أن الجهود الحكومية المستمرة والتعاون مع الشركات العالمية مثل “رونو” تبشر بمستقبل واعد للقطاع.

تعزيز الشراكات الدولية

يعد التعاون بين الجزائر وشركات السيارات العالمية خطوة مهمة نحو تحقيق التنمية الصناعية المستدامة. من خلال استقطاب الاستثمارات الأجنبية وتطوير الشراكات مع الشركات الرائدة، يمكن للجزائر أن تصبح مركزًا إقليميًا لتصنيع السيارات وتصديرها إلى الأسواق العالمية.

إن استئناف نشاط مصنع “رونو” بوهران يمثل بداية جديدة لقطاع تصنيع السيارات في الجزائر. من خلال التزام الحكومة بتعزيز الصناعة المحلية والتعاون مع الشركات العالمية، يمكن تحقيق نقلة نوعية في هذا القطاع الحيوي. تبقى التحديات قائمة، لكن الإرادة السياسية والشراكات الدولية تعزز من فرص النجاح وتحقيق النمو المستدام.

اقرأ المزيد