موسكو – أكد المحلل السياسي و الباحث الروسي في جامعة الصداقة بين الشعوب بموسكو، ديمتري بيرجي،يوم الثلاثاء، أن “ما يحدث في غزة بحق المدنيين الفلسطينيين إنتهاك صريح لحقوق الإنسان و القوانين الدولية”، محذرا من إتساع دائرة الحرب في الشرق الأوسط، ما يهدد الأمن و السلم العالميين، كما أكد أن روسيا ضد إستمرار الإحتلال الصهيوني لفلسطين.
و قال ديمتري بيرجي, في تصريح ل/وأج, أن “ما قام به الكيان الصهيوني في قطاع غزة هو خطيئة كبيرة من شأنها أن تسبب أزمة كبيرة في منطقة الشرق الاوسط, خاصة و أن هذه الأزمة تكبر يوما بعد يوم, وقد تؤثر على دول الجوار مع استمرار الكيان الصهيوني في العملية العسكرية البرية في قطاع غزة و الاستهداف الكثيف للمناطق التي يسكنها المدنيون الفلسطينيون”.
و أكد الخبير الروسي أن “استهداف الجيش الصهيوني للمناطق الاهلة بالسكان انتهاك للقوانين الدولية ومعايير حقوق الإنسان”, مردفا بأن “الولايات المتحدة الامريكية و الدول الغربية على ما يبدو سمحوا للكيان الصهيوني بانتهاج هذه السياسة, بسبب تأثير اللوبي الصهيوني على دوائر صنع القرار السياسي في واشنطن”.
و أستدل في هذا الصدد بأن المرشحين للانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأمريكية يحاول كل منهم إبراز دعمه المطلق للكيان الصهيوني وسياساته في المنطقة, و هو ما ترجمته – يضيف- خطابات هؤلاء المرشحين, مشيرا الى أن العمليات العسكرية الصهيونية في قطاع غزة, ناهيك على انها تضر بالمدنيين العزل, فإنها “انتهاك ايضا للقوانين الدولية و للقوانين الأمريكية, كما انها تضر كثيرا بالسياسة الخارجية الامريكية”.
كما ابرز الباحث ذاته التضامن الكبير مع القضية الفلسطينية في الولايات المتحدة الامريكية و خروج عشرات الآلاف في مختلف المدن للمطالبة بوقف إطلاق نار, ودعم القضية الفلسطينية و حق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة, مؤكدا أن “هذا الشيء مهم جدا في السياسة الدولية”.
و انتقد, في السياق, موقف عدد من الحكام العرب ممن يرفضون التجاوب مع مطالب شعوبهم الداعمة للقضية الفلسطينية و الرافضة للانتهاكات الخطيرة لحقوق الانسان, بسبب مواقفهم السياسية, وبسبب عدم وجود رؤية معينة من أجل العمل بما يحقق الاستقرار في منطقة الشرق الاوسط.
و في ما يتعلق بالموقف الروسي من القضية الفلسطينية, و ازاء ما يحدث في قطاع غزة, منذ 7 اكتوبر الماضي, أكد أن موسكو ترافع لحل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية و اعتراف دولي بها, كما انها تشدد- يضيف- “على ضرورة وقف اطلاق النار وإدخال المساعدات و وقف العملية العسكرية البرية الصهيونية في غزة, و وقف الاحتلال الصهيوني لفلسطين”.
و أضاف أن روسيا عضو مهم في مجلس الامن الدولي و لديها موقف مختلف عن موقف الولايات المتحدة الأمريكية و الصف الغربي, و انها “تصطف مع الصين وتركيا وبعض الدول لإسلامية من اجل اقرار حل سياسي للقضية الفلسطينية”.
و حذر الباحث الروسي من ان استمرار الوضع على حاله في فلسطين يهدد الامن و السلم العالميين, خاصة في ظل المخاوف من اتساع دائرة الحرب, و استثمار المجموعات المتطرفة لحالة الفوضى و اللاأمن, لافتا الى ان المصالح الاقتصادية هي التي تسيطر على زمام الامور في السياسة الدولية و ليس مصالح الشعوب او حقوق الانسان.
كما أكد أن” قتل العشرات او مئات الآلاف من المدنيين لن يغير من المواقف الدولية, لأن هناك هيمنة أمريكية- غربية في ظل سيطرة اللوبي الصهيوني على مراكز صنع القرار” و هذا الشيء ليس من السهل تغييره في الوقت الحالي”, لكن من الممكن, يستطرد بالقول, “ان يحدث التغيير ما بعد أحداث 7 اكتوبر الماضي إذا كانت هناك إرادة شعبية, و اذا كان هناك ضغط جماهيري على صناع القرار”.
عمار بن جامع: ما يحدث في غزة اختبار للمجتمع الدولي المطالب بتنفيذ قرارات العدل الدولية ومجلس الأمن