باحثون بريطانيون : التصرف المبكر يقلل الوفيات إلى حدود 95 في المائة

طالب باحثون بريطانيون باتخاذ إجراءات سريعة لتجنب وفاة الملايين بسبب وباء كورونا المستجد (كوفيد-19)، حسبما أفادت به مصادر إعلامية اليوم الجمعة.وذكرت المصادر أن تقريرا أعده باحثون من كلية “إمبريال كوليدج” في لندن ، أكد أنه يمكن إنقاذ أكثر من 30 مليون شخص حول العالم من فيروس كورونا ، في حال تحركت الدول بسرعة ، موضحا أن الإستراتيجية المثالية تتطلب اعتماد اختبارات الفحص واسعة النطاق واتخاذ إجراءات حازمة للتباعد الاجتماعي.

و شدّد التقرير على أن التصرف المبكر ربما يقلل الوفيات بنسبة تصل إلى 95 في المائة، لافتا إلى أنه من المرجح أن تواجه الدول ذات الدخل المنخفض عبئا أكبر بكثير من الدول الغنية.

و درس باحثون من “إمبريال كوليدج” الأثر الصحي للوباء في 202 دولة باستخدام عدد من السيناريوهات المختلفة واستندوا في تقديراتهم إلى بيانات من الصين ودول ذات دخل مرتفع.

و يقول التقرير أن عدم القيام بأي شيء لمكافحة الفيروس سيجعل العالم يواجه احتمال وقوع حوالي 40 مليون حالة وفاة هذا العام، مؤكدا في الوقت نفسه أنه يمكن أن يؤدي التباعد الاجتماعي – أي تقليل التواصل بين عموم السكان بنسبة 40 في المائة، وبين كبار السن والضعفاء بنسبة 60 في المائة  إلى خفض العدد بمقدار النصف تقريبا.

و يضيف الباحثون أن الأنظمة الصحية في جميع البلدان ستظل غارقة في الحالات التي يتعين التعامل معها،وفي حال تبنت الدول إجراءات أكثر صرامة في وقت مبكر – مثل إجراء اختبارات الفحص وعزل الحالات المصابة وفرض التباعد الاجتماعي لمنع انتقال العدوى إلى عدد أكبر من الناس – فيمكن عند ذلك إنقاذ 38.7 مليون شخص، وهذا يعادل انخفاض بنسبة 95 في المائة في معدل الوفيات.

و يقدر الباحثون أنه إذا تم إدخال هذه الإجراءات في وقت متأخر، فقد يتراجع الرقم إلى 30.7 مليون.

وخلصوا إلى أنّ “التأخير في تنفيذ الاستراتيجيات لوقف انتقال العدوى سيؤدي إلى نتائج أسوأ وينقذ عددا أقل.

و من المرجح أن تكون آثار الوباء أشد في البلدان النامية، ويقول التقرير إن عدد المرضى الذين سيحتاجون إلى رعاية حرجة سيكون أكبر بـ 25 مرة من الأسرّة المتاحة في المستشفيات، مقارنة بالبلدان التي يرتفع دخلها بسبعة أضعاف.

و يقول الباحثون أن تلك الفرضيات لا تمثل توقعات لما سيحدث، لكنها توضح حجم المشكلة وفوائد العمل بسرعة، ويشيرون إلى أن الدول ستحتاج للحفاظ بطريقة ما على الاستراتيجيات المتبعة للحد من انتشار الفيروس إلى حين توفر اللقاحات أو العلاجات الفعالة لتجنب خطر وباء آخر.

و يقول كاتب التقرير، البروفيسور نيل فيرغسون: “يضيف بحثنا إلى الأدلة المتزايدة على أن جائحة كوفيد-19 تشكل تهديدا عالميا خطيرا للصحة العامة”، مشيرا إلى أنه: “يتعين على البلدان أن تعمل بشكل جماعي للتعامل سريعا مع هذا الوباء سريع الانتشار”.

و أضاف: “تقاسم الموارد وإتباع أفضل الممارسات أمر بالغ الأهمية إذا أردنا منع الآثار الكارثية المحتملة للوباء على المستوى العالمي “.