اندماج طاقوي بين الجزائر وتونس وليبيا.. نحو توقيع اتفاق للربط الكهربائي

اندماج طاقوي بين الجزائر وتونس وليبيا.. نحو توقيع اتفاق للربط الكهربائي - الجزائر

تسير الجزائر بخطى ثابتة نحو تعزيز حضورها الإقليمي والدولي في قطاع الطاقة، حيث أعلن مدير الدراسات بمجمع سونلغاز، حبيب محمد الأخضر، عن قرب توقيع مذكرة تفاهم بين الجزائر وتونس وليبيا،
لإطلاق الدراسات الأولية لمشروع الربط الكهربائي بين الدول الثلاث، في خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز تكامل الشبكات الكهربائية في شمال إفريقيا.

مشروع الربط الكهربائي بين الجزائر وتونس وليبيا

كشف محمد الأخضر، في تصريحات أدلى بها للإذاعة الجزائرية، أن المناقشات بين الجزائر وتونس وليبيا بشأن مشروع الممر الكهربائي متواصلة، ومن المنتظر توقيع مذكرة تفاهم بين الأطراف المعنية قريبًا لإطلاق الدراسات الأولية.

وأوضح أن هذا المشروع من شأنه أن يفتح آفاقًا جديدة لشركة سونلغاز، حيث سيساهم في تطوير قدرات الجزائر في تصدير الكهرباء إلى كل من تونس وليبيا، ما يعزز مكانتها كمركز إقليمي للطاقة الكهربائية.

التوسع في الأسواق الإفريقية: استراتيجية جزائرية طموحة

وفي إطار سياسة الانفتاح على الأسواق الإفريقية، أكد المسؤول ذاته أن سونلغاز تسعى إلى تعزيز التعاون مع بلدان المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس)، وذلك عبر تقديم خبراتها في مجال الطاقة الكهربائية. وتشمل هذه الجهود تصدير الدراسات الهندسية، والمساهمة في بناء شبكات نقل الكهرباء، فضلًا عن تصدير المعدات الصناعية المصنعة محليًا، ما يدعم الاقتصاد الوطني ويرسخ مكانة الجزائر كشريك موثوق في القارة.

وفي سياق متصل، تطرق محمد الأخضر إلى مشروع محطة توليد الكهرباء التي تقوم الجزائر بإنشائها في النيجر، والتي تعد بمثابة هبة من الحكومة الجزائرية لتلبية الاحتياجات العاجلة لهذا البلد من الطاقة الكهربائية. ومن المنتظر أن تدخل هذه المحطة الخدمة قبل صيف 2026، حيث ستشرف فرق سونلغاز على عمليات التركيب والتشغيل.

مشروع الربط الكهربائي بين الجزائر وإيطاليا: بوابة إلى أوروبا

لم تقتصر خطط الجزائر الطاقوية على الجوار الإقليمي فقط، بل تسعى إلى اختراق السوق الأوروبية من خلال مشروع الربط الكهربائي مع إيطاليا، الذي وصفه محمد الأخضر بـ”المشروع الاستراتيجي”.

وأشار إلى أن مذكرة تفاهم قد وُقّعت في يوليو 2024 بين مجمع سونلغاز وسوناطراك والمجمع الإيطالي “إيني”، لإجراء دراسات الجدوى المتعلقة بإنجاز كابل بحري يربط شمال شرق الجزائر بجنوب إيطاليا. ومن شأن هذا المشروع أن يمكن الجزائر من دخول السوق الأوروبية للكهرباء عبر إيطاليا، مما سيوفر فرصًا كبيرة لتوسيع الصادرات وتعزيز العائدات الوطنية من قطاع الطاقة.

وأردف أن الشركة تعمل حاليًا على إعداد دفاتر الشروط الخاصة بالمشروع، تمهيدًا لإطلاق الدراسات التفصيلية، مع ضرورة إجراء تقييم شامل للجوانب الاقتصادية والتقنية والتجارية والبيئية، لضمان جدوى المشروع وفعاليته على المدى الطويل.

رهانات مستقبلية لتعزيز ريادة الجزائر في قطاع الطاقة

يأتي هذا التوجه الاستراتيجي في ظل حرص الجزائر على تعزيز قدراتها في إنتاج وتصدير الكهرباء، ورفع كفاءتها في إدارة الطاقة، مع التركيز على استغلال الإمكانات الكبيرة التي تتيحها مشاريع الربط الكهربائي. ومن المتوقع أن تسهم هذه المشاريع في تحقيق الاستقرار الطاقوي في المنطقة، وخلق فرص استثمارية جديدة، وتعزيز التعاون مع الدول الإفريقية والأوروبية.

وبهذه الرؤية الطموحة، تؤكد الجزائر التزامها بتطوير بنيتها التحتية في قطاع الكهرباء، مع التركيز على استراتيجيات التصدير والتكامل الإقليمي، مما يعكس الدور المحوري الذي تلعبه في تأمين احتياجات الطاقة لشركائها في إفريقيا وأوروبا.