انخفاض أسعار السلع الغذائية في السوق العالمية خلال أفريل 2020

انخفاض أسعار السلع الغذائية في السوق العالمية خلال أفريل 2020 - الجزائر
سجلت أسعار السلع الغذائية في السوق العالمية انخفاضا للشهر الثالث على التوالي خلال أفريل حيث أدت الآثار الاقتصادية و اللوجستية لجائحة كوفيد-19 إلى انكماشات كبيرة في الطلب على العديد من السلع، حسبما أفادت به الفاو عبر موقعها الإلكتروني.

و بلغ متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) لأسعار الأغذية، والذي يرصد الأسعار العالمية لأكثر السلع الغذائية تداولاذ، 165.5 نقطة في أفريل أي اقل بنحو 4ر3 في المائة مقارنة مع الشهر الماضي وأقل بنحو 10% مقارنة مع شهر جانفي.

و سجل مؤشر الفاو لأسعار السكر أدنى مستوى له منذ 13 عاما، حيث انخفض بنسبة 6ر14% مقارنة مع شهر مارس الذي كانت نسبة الانخفاض الشهري فيه حتى أعلى من ذلك.

و أدى انهيار أسعار النفط العالمية إلى انخفاض الطلب على قصب السكر لإنتاج الايثانول واستخدامه بدلا من ذلك لإنتاج السكر، وهو ما زاد من توفر هذه السلعة للتصدير.

كما أدت إجراءات الحجر في العديد من الدول إلى انخفاض الطلب بشكل إضافي.

و انخفض مؤشر الفاو لأسعار الزيوت النباتية بنسبة 2ر5 في المائة في أفريل، مدفوعا بانخفاض أسعار زيت النخيل وزيت الصويا وزيت بذور اللفت.

ولعب انخفاض الطلب على الوقود الحيوي دورا في هذا الانخفاض، وكذلك انخفاض الطلب من قطاع الأغذية والإنتاج الذي جاء أعلى من المتوقع من زيت النخيل في ماليزيا، وعمليات سحق فول الصويا في الولايات المتحدة.

و انخفض مؤشر الفاو لأسعار منتجات الألبان بنسبة 6ر3 في المائة، حيث سجلت أسعار الزبدة ومسحوق الحليب انخفاضات تزيد عن 10 بالمائة وسط زيادة توافر الصادرات، وزيادة المخزونات، وضعف الطلب على الواردات وانخفاض مبيعات المطاعم في نصف الكرة الشمالي.

كما انخفض مؤشر الفاو لأسعار اللحوم بنسبة 7ر2في المائة.

ولم يكن الانتعاش الجزئي في الطلب على الواردات من الصين كافيا لتحقيق التوازن مع التراجع في الواردات في أماكن أخرى، وسط معاناة البلدان المنتجة الرئيسية من اختناقات لوجستية وانخفاض حاد في الطلب من قطاع الخدمات الغذائية بسبب إجراءات الحجر المنزلي التي فرضتها السلطات بسبب جائحة كوفيد-19.

و تعليقا على ذلك قال اوبالي غالكيتي اراتشيلاغ الخبير الاقتصادي البارز في الفاو: “الجائحة تضر بالطلب والعرض بالنسبة للحوم لأن إغلاق المطاعم وانخفاض دخل الأسر يؤدي إلى انخفاض الاستهلاك، كما أن نقص العمالة في قطاع تصنيع اللحوم يؤثر على أنظمة الإنتاج في الوقت المحدد في كبرى الدول المنتجة للحوم”.

و سجل مؤشر الفاو لأسعار الحبوب انخفاضا هامشيا مع ارتفاع الأسعار العالمية للقمح والأرز بشكل ملحوظ، فيما انخفضت أسعار الذرة بشكل حاد.

وارتفعت أسعار الأرز في الأسواق العالمية بنسبة 2ر7في المائة مقارنة مع شهر مارس لأسباب من أهمها القيود المؤقتة التي فرضتها فيتنام على التصدير والتي تم إلغاؤها لاحقا، في حين ارتفعت أسعار القمح بنسبة 5ر2 في المائة وسط تقارير عن الوصول السريع لحصة التصدير من روسيا .

أما أسعار الحبوب الخشنة ومن بينها الذرة، فقد انخفضت بنسبة 10 في المائة، بسبب انخفاض الطلب على استخدام الذرة سواء للعلف الحيواني أو لانتاج الوقود الحيوي.

و كشفت الفاو في موجز إمدادات الحبوب والطلب عليها الذي أصدرته عن أول توقعاتها للعرض والطلب العالميين على القمح في موسم التسويق 2020/2021، وتوقعت أن يصل إنتاج العالم إلى 762.6 مليون طن، وهو ما يتماشى بشكل عام مع مستوى 2019، كما توقعت انخفاض المحاصيل في الاتحاد الأوروبي وشمال أفريقيا وأوكرانيا والولايات المتحدة، بشكل يوازن تقريبا المحاصيل الأكبر في استراليا وكازخستان وروسيا والهند.

ومن المتوقع أن يستقر الاستخدام العالمي للقمح في 2020/2021، حيث ستتجاوز الزيادات المتوقعة في الاستهلاك الغذائي الانخفاض في استخدام القمح في الأعلاف والأغراض الصناعية.

ويتوقع أن ترتفع مخزونات القمح بنهاية مواسم المحاصيل في عام 2021 إلى 274.5 مليون طن، مدفوعة بارتفاع كبير متوقع في مخزونات الصين، بينما من المتوقع أن تنخفض المخزونات في بقية دول العالم بنحو 5 في المائة، وهو أدنى مستوى لها منذ 2013.

كما تتوقع الفاو إنتاجا قويا للذرة هذا العام في الارجنتين والبرازيل وجنوب أفريقيا، حيث سيبدأ الحصاد قريبا.

كما أبقت الفاو على توقعاتها للإنتاج العالمي للحبوب لعام 2019 عند 2720 مليون طن، ولكنها خفضت توقعاتها لاستخدام الحبوب في 2019/2020 بنحو 7ر24 مليون طن، بسبب تأثيرات جائحة كوفيد-19 على النمو الاقتصادي وأسواق الطاقة والطلب على أعلاف الحيوانات.

وتعكس التوقعات الجديدة في الغالب انخفاض استخدام الذرة في الصين والولايات المتحدة.

كما خفضت الفاو توقعاتها للاستخدام الإجمالي العالمي للأرز لهذا الشهر مقارنة مع الشهر الماضي.

ويرجع ذلك جزئيا إلى انخفاض توقعات الاستهلاك في نيجيريا، ولكن لا يزال من المتوقع أن يسجل الاستهلاك الإجمالي للأرز رقما قياسيا جديدا تقوده الزيادة على أساس سنوي لاستهلاك الأرز في آسيا.

كما يتوقع أيضا أن يزيد استخدام القمح في 2019/2020 بنسبة 2ر1 في المائة عن الموسم السابق مع توقع ازدياد استهلاك الأغذية.

و يؤدي انخفاض معدلات الاستخدام إلى ارتفاع مخزونات الحبوب العالمية في ختام مواسم 2020، والمقدرة الآن بنحو 884 مليون طن، أو 6ر13مليون طن أعلى من المستويات الأولية.

ومن شأن ذلك أن يرفع معدل المخزونات العالمية من الحبوب إلى 6ر31 في المائة، أي أعلى من نسبة الـ 7ر30في المائة التي توقعتها المنظمة الشهر الماضي.

وتعكس الزيادة في مخزونات الحبوب في المقام الأول ارتفاع مخزونات الذرة التي بات من المتوقع الآن أن ترتفع إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 428 مليون طن.

و يتوقع أن تزيد التجارة العالمية في الحبوب في 2019/2020 بنسبة 8ر2 في المائة إلى 422 مليون طن، وعلى رأسها الذرة الرفيعة والقمح.

اقرأ المزيد