الجزائر – يحل اليوم العالمي للمرأة على الفلسطينيات هذا العام في ظروف قاهرة, وفي ظل عدوان صهيوني “ممنهج” كانت فيه من أبرز المستهدفين, بحصيلة فاقت 12 ألف شهيدة في قطاع غزة فقط, وظلت شامخة صامدة تلملم جراح فقدان الأحبة وفلذات الأكباد, لتصنع أروع صور البطولة.
ويمعن الاحتلال الصهيوني في انتهاكاته بحق المرأة الفلسطينية من خلال الاعتقال والاختطاف والضرب والتهجير القسري والتعذيب الجسدي و النفسي داخل السجون و خارجها.
و في حوار مع / وأج, أكدت الأسيرة السابقة و زوجة الأسير المحرر المبعد نائل البرغوثي إيمان نافع, أن المرأة الفلسطينية تؤكد للعالم في كل مرة أنها تقف إلى جانب الرجل و أنها رغم كل جرائم الاحتلال و مختلف أساليب القمع مازالت متمسكة بأرضها حتى تتحرر كل فلسطين.
وبعد أن أبرزت جرائم الاحتلال الصهيوني التي تصاعدت بشكل رهيب خلال الأشهر الأخيرة, قالت السيدة نافع, أن المرأة الفلسطينية تتحمل مسؤولية كبيرة في كافة مناحي الحياة, خاصة بعد أسر أو استشهاد الأب أو الزوج أو الأخ أو الابن.
وقالت في هذا الصدد: “المرأة في فلسطين لا تنجب الأبطال فقط بل تقاوم و تتحمل مسؤولية أسرتها و تغرس في أبنائها حب الوطن والتضحية في سبيله بالنفس و النفيس”.
وفي السياق ذاته, تحدثت عن معاناة المرأة الفلسطينية في غزة في خيام لا تحتوي على أبسط مقومات الحياة من ماء و غاز و كهرباء و حتى ملابس و فراش تقيها برد الشتاء”, مع ذلك -تضيف- ” فهي صابرة حتى تبقى النبراس الذي يقود نحو الحرية و الاستقلال”.
وفي رسالتها بمناسبة اليوم العالمي للمرأة, ناشدت إيمان نافع, جميع النساء الوقوف إلى جانب المرأة الفلسطينية التي تكابد بطش الاحتلال الذي يعمل على اجتثاث الفلسطينية من أرضها بالقتل أو التشريد و التهجير.
كما دعتهن إلى الوقوف إلى جانبها من أجل وضع حد للتعذيب الجسدي والنفسي التي تتعرض له خلال الاعتقال و في سجون الاحتلال, ومساندتها في معركتها من أجل نيل كل حقوقها المشروعة و العيش بكرامة في كنف الحرية.
من جهتها, روت الصحفية الفلسطينية ملاك أبو حسين ل/وأج, المعاناة التي تعيشها المرأة الفلسطينية في غزة, خاصة الصحفية التي تناضل من أجل إسماع صوت شعبها و توثيق جرائم الاحتلال.
وقالت في هذا الصدد: “كصحفية فلسطينية من قطاع غزة عشت تحت القصف والموت يطاردني في كل لحظة, لكن هذا لم ينل من عزيمتي في نقل الحقيقة بعدسة الكاميرا, حتى أفضح مدى إجرام الاحتلال و لا يهمني أن أكون يوما أنا الخبر”.
وأضافت: “الصحفيات الفلسطينيات يواجهن الموت و التهديدات المباشرة, لكنهن يرفض الصمت, وسلاحهن القلم و الصورة”, مردفة: “في غزة اليوم على وجه الخصوص نعيش بين لحظتين متناقضتين, أمل في استمرار الهدنة و انتهاء الحرب وخوف دائم من عودة الحرب, لا أحد هنا يعرف ما الذي سيحدث غدا” .
ووجهت الصحفية ملاك (المرأة الإعلامية الوحيدة في شمال غزة) رسالة إلى العالم, قالت فيها: “لا تكونوا مجرد مشاهدين نحن لا نوثق معاناتنا لنحصد التعاطف فقط, بل لنحرك الضمائر, القضية الفلسطينية ليست فقط قضية شعب, بل قضية إنسانية عادلة, إذا كنتم تؤمنون بالحرية و بحق الإنسان في الحياة, فعليكم أن تكونوا صوتا لمن يحاول الاحتلال طمسه, ولمن يدفعون حياتهم ثمنا لنقل الحقيقة”.
بدورها, أكدت الطبيبة في مستشفى “كمال عدوان”, راوية حسين عامر طمبوره, أن المرأة الفلسطينية تواجه اليوم ظروفا كارثية و مأساوية, سواء كانت عاملة أو ربة بيت, حتى أنها تتحمل فوق طاقتها, خاصة بعد العدوان على قطاع غزة”.
وأكدت ذات المتحدثة, أنه “رغم كل هذه المعاناة ستستمر المرأة في المقاومة, لأنها تحمل رسالة يجب إتمامها”, و أن “المرأة الفلسطينية تفخر أنها تكافح من أجل تحرير أولى القبلتين و ثالث الحرمين الشريفين”.
صناعة صيدلانية – اليوم العالمي للمرأة | تكريم المرأة نظير جهودها وإنجازاتها في القطاع