اليوم العالمي للطفولة : الأطفال المصابين بطيف التوحد يتعرفون على رياضة الغولف بميدان دالي ابراهيم

الجزائر – بادرت الاتحادية الجزائرية للغولف, بالتنسيق مع مؤسسة “الياس” للتوحد, بتنظيم – بميدان الغولف بدالي ابراهيم (الجزائر)-, يوم خاص بإدماج وتقريب أطفال التوحد من رياضة الغولف, وذلك بمشاركة حوالي 20 طفل من الأطفال المصابين بطيف التوحد.

وكان هذا اليوم, المنظم في إطار الاحتفالات بالعيد العالمي للطفولة المصادف للفاتح يونيو من كل سنة, فرصة سانحة للتأكيد وإبراز الفوائد الكثيرة للممارسة الرياضية بما فيها رياضة الغولف و انعكاسها الايجابي علي نفسية و أداء الطفل المصاب بطيف التوحد.

وبهذا الخصوص, أكد الأمين العام للاتحادية الجزائرية للغولف, السيد سليم لوكيل أن ” الاتحادية نظمت مسابقتين اثنتين, الأولى تمثلت في دورة خاصة ب”البوتينغ” المتمثلة في إدخال الكرات في الحفر الصغيرة, والتي تناوب عليها الأطفال المشاركين في الدورة, وبعدها أقيمت مسابقة خاصة با”المقاربة” المتمثلة في قذف الكرة على مسافة من 10 الى 30 متر “.

من جهتها, صرحت رئيسة مؤسسة “الياس” لأطفال التوحد, السيدة فرح أسيد أن :” هذا اليوم كان جميلا بالنسبة للأطفال والأولياء و حتى القائمين على مؤسسة +الياس+”(…) فالجميع كان سعيدا و متشوقا لاكتشاف رياضة جميلة وهادئة و مختلفة تتوفر على جميع الظروف التي يحتاجها طفل التوحد في حياته اليومية”.

ويهدف القائمون على هذه المبادرة إلى ترغيب الأطفال المصابين بالتوحد في الممارسة الرياضية التي تدفعه حتما إلى العمل بشكل جماعي ما يمكنهم من الابتعاد عن العزلة و الانطواء الذي يجعلهم بعيدين عن المحيط الذي يعيشون فيه.بدورهم, ألح أولياء الأطفال المشاركين في هذا اليوم على التأكيد على أن “الممارسة الرياضية تعد الوسيلة الأحسن للطفل المصاب بالتوحد من اجل تحسين قدراته في كل حركاته التي تحتاج دوما إلى التحسين و التطوير و رياضة الغولف تحديدا تتيح كل هذه الأمور باعتبار أنها تعتمد في المقام الأول على مراقبة الذات و تطوير القدرات البدينة, الصبر و الخفة والتنسيقوالدقة”.

ولان المناسبة أقيمت في إطار الاحتفال بعيد الطفولة, حرص الطفل أمازيغ لسماني على التعبير عن سعادته قائلا :” أول شيء رياضة الغولف تمارس في الهواء الطلق وأنا أحب أن أكون في مكان فسيح (…) لقد أعطونا عصا قمنا بواسطتها بدحرجة كرة الغولف على طول الملعب (…) لقد كان الأمر ممتعا للغاية “.

و الأمر المهم في هذه المرحلة العمرية, يبقى يتمثل في ترغيب الطفل المصاب بطيف التوحد بممارسة رياضة الغولف, ضرب الكرة و هو مستمتع وإذا أبدى الطفل تعلقه بهذه الرياضة فان الوقت يكون قد حان لتزويده بالأدوات الأولى الخاصة بالممارس المبتدء وهي الأدوات التي تتمثل في حقيبة تحتوي على المستلزمات و لباس يتماشى مع وزنه و جسمه.

وجدر بالذكر أن للرياضة دور أساسي في المتابعة العلاجية للأطفال المصابين بالتوحد حيث يرى الأخصائيون أن العلاج بالحركة لا يقتصر على حركات رياضية ثقيلة تؤثر تأثيرا إيجابيا جسديا على الطفل, إنما يرتبط مفهوم العلاج بالحركة أيضا بوظائف الدماغ المتصلة وبالوظائف الحسية والمشاعر, حيث تؤثر الحركة على الطفل عقليا ونفسيا. فالحركة تساعده على تحويل طاقاته الجسدية وتوتره وقلقه إلى حركات وظيفية في صورة تمارين حركية رياضية.