اليوم العالمي للأرامل: حرب صهيونية خلفت أكثر من 27 ألفا أرملة ووضعا إنسانيا مأساويا

اليوم العالمي للأرامل: حرب صهيونية خلفت أكثر من 27 ألفا أرملة ووضعا إنسانيا مأساويا

الجزائر- إستهدفت حرب الإبادة الصهيونية الشعب الفلسطيني بكل مكوناته الإجتماعية, مخلفة أكثر من 122 ألفا شهيد وجريح, من بينهم ما يزيد عن 10 ألاف إمرأة شهيدة, وما يفوق 27 ألفا أرملة تواجه ظروفا قاسية, وسط  كارثة إنسانية متفاقمة, الأمر الذي يجعل العدوان الصهيوني على قطاع غزة أيضا “حربا على النساء”.

وتتعمد الآلة الحربية الصهيونية على مدى العقود الماضية, تدمير مكونات المجتمع الفلسطيني, لاسيما الاسرة الفلسطينية لدورها المحوري في تربية النشء والحفاظ على استمرارية الاسرة ولكون النساء  يحملن في أرحامهن أجيال تحرير فلسطين القادمة.

وتحت وطأة العدوان الاجرامي, أصبحت النساء الفلسطينيات شهيدات ونازحات وأرامل تتفاقم وضعيتهن لإعالة أطفالهن ولتوفير أدنى مقومات الحياة, بعد استشهاد شريك حياتهن بسبب تغيير بنية الأسرة  والأدوار الاجتماعية والاقتصادية وسط اعاقة المحتل الاجرامي دخول المساعدات الانسانية الى القطاع.

أرامل غزة وجدن أنفسهن أمام مسؤوليات ثقيلة و أدوار اجتماعية جديدة وصعبة في إعالة الأسرة والأبناء وتأمين الامان الاجتماعي وتدبير أمورهن المعيشية, في ضوء وضع اقتصادي مترد حيث ارتفاع نسبة البطالة الى 75 بالمائة وزيادة الفقر إلى أكثر من 90 بالمائة وتوقف 95 بالمائة من المنشآت الاقتصادية عن العمل وخسائر أولية بقيمة 33 مليار دولار, حسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.

ولم تفقد المرأة الأرملة الغزاوية شريك الحياة فقط وإنما فقدت مسكنها ومأواها وعائلاتها جراء تدمير الاحتلال الاجرامي للبنى المدنية التحتية بكاملها وتنفيذ سياسة الارض المحروقة في القطاع لإجبارها على  التهجير للعيش في الخيام ومراكز الايواء غير الامنة.

وبينما يحل اليوم العالمي للأرامل, يقف قطاع غزة اليوم عند حجم المأساة الانسانية التي خلفها عدوان الاحتلال الاجرامي لألاف النساء الأرامل والأطفال اليتامى الذين يفوق عددهم 40 ألف طفل ممن فقدوا والديهم أو احدهما, لتعميق معاناتهم الإنسانية.

وتتساءل في هذه الاثناء نساء غزة التي تواجه الة الدمار الشاملة عما إذا كانت مساعي المجتمع الدولي مع تحديده “يوما عالميا للأرامل” جادا لوقف الإبادة الجماعية والمجازر التي تستهدف عائلاتها وأزواجها وأبنائها وأهلها ووجودها الفلسطيني على أرضها الاصلية.

وأبدى خبراء الإغاثة مخاوفهم من تجاهل المحنة المتفاقمة في الاستجابة الإنسانية في القطاع. وأظهرت بيانات منظمة الأمم المتحدة للمرأة في الدول العربية, أن أكثر من27 الفا امرأة في غزة أصبحن أرامل وكل ساعة تستشهد اثنتان من الأمهات وكل ساعتين تستشهد  7 أمهات في  ضوء استمرار حرب الإبادة على القطاع.

وقال عمال الإغاثة أنه بالنسبة للأرامل في غزة, فإن الحزن والصدمة الناجمة عن العدوان تتفاقم بسبب التحدي المتمثل في أن يصبحن فجأة المعيل الوحيد لأسرهن.

وذكرت العديد من المنظمات الإنسانية إنه مع نزوح ما لا يقل عن  85 بالمائة من سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة, وندرة الغذاء والوقود والأدوية والمياه, فإن هذه الأسر التي تعيلها نساء حديثا تكافح من أجل التكيف مع الاوضاع الحالية وأصبحن غير قادرات على إعالة أنفسهن.

وتضيف هذه المنظمات أن بعض الأمهات يأكلن مرة واحدة فقط في اليوم لأنهن يضعن صحة أطفالهن في المقام الأول, وسط تحذيرات برنامج الأغذية العالمي من ارتفاع حالات الجفاف وسوء التغذية في القطاع.

وأشارت المستشارة الإقليمية لشؤون الحماية في حالات الطوارئ, نور بيضون, الى أن “هناك تزايد في مشاعر الخوف والقلق والحزن والغضب وفي حالات الطوارئ, ويرتبط ذلك بانهيار الهياكل الاجتماعية والانفصال الأسري وتعطل شبكات الدعم”.

وتتشارك أرامل غزة مصير الترمل مع العديد من البلدان التي لا تزال تعاني اليوم هول الحروب والصراعات حيث بلغ عدد الارامل في العالم أكثر من 258 مليون أرملة, الامر الذي يؤثر على حياة النساء والمجتمع بوجه عام لتغيير الأدوار الاجتماعية والاقتصادية للنساء في البيت والمجتمع المحلي كما يغير من بنية الأسرة.

اقرأ المزيد